fbpx

ثلاث قصائد للشاعر فاضل السفّان

0 34

السَّنَدُ

تهاوتْ بعدَكَ العَمَدُ

وضاعَ الصّبرُ والجَلَدُ

وما قدَّرْتُ في وَهَنٍ

يُغَيِّبُ طَيْفَكَ الأبَدُ

حَسِبْتُكَ غُدْوَةً تَأْتي

وما أوفى الرِّهانَ غَدُ

وقالوا – مُصعَبٌ – أودى

وكادَ يَهدُّني الرَّشَدُ

فَكيفَ نُطيقُ فُرْقَتَهُ

وكيفَ لجِسْمِهِ نئدُ؟

فَإنْ أخذتْكَ طارقةٌ

فيومي كلّه نكدُ

***

دُهيتُ بِمِحْنةٍ جُلّى

عُراها المالُ والوَلدُ

حباكَ اللهُ جنّتَهُ

عطاءً ما لَهُ نَفَدُ

وخيرُ الحالِ أنْ يرضى

عليكَ الواحدُ الأحدُ

إذا ما فاتَني سَنَدٌ

فرَبُّ الكونِ لي سَنَدُ

اللُّصوص1

رَمانا الخَوْفُ والسّقَمُ

وزادَ خِصامَنا الحَكَمُ

وفي وَطَني مُقارَعَةٌ

عُراها الذِّئبُ والغَنَمُ

يصُدُّكَ دونَها حَرَسٌ

هم الأوغادُ والخَدَمُ

متى ما جِئتَ تُصْلِحُها

فَأنتَ بِذاكَ مُتَّهَمُ

تأمَّلْ جُرْحَنا الدّامي

وقدِّرْ كيفَ يَلْتَئم

القارعة

تهاوتْ بعدَكَ الدّارُ

وما استهوَتني أخبارُ

وجِئتُ إليكَ مُشتاقاً

تشِلُّ خُطايَ أسوارُ

مُحالٌ أن تَطيبَ خُطاً

إذا أعياكَ مِشْوارُ

فلَيْتَ الدّرْبَ لم يُطْرَقْ

ولَيْتَ الصّحْبَ ما ساروا

«أبو الفضلِ» الذي أودى

وقد خانتْهُ أقدارُ

وأقفى دونَ تَوْديعٍ

وما جافاهُ دَيّارُ

رماني وسْطَ قارِعةٍ

تُحرِّقُ صَدْرِيَ النّارُ

إذا مَسَّ الحَشا جُرْحٌ

فليس تَقيهُ أشْعارُ

ومُصعَبُ كان ذاكرتي

لَهُ في القلبِ أسرارُ

سيبقى جُرْحَ أيّامي

ولن ينساهُ مِضمارُ

حَباهُ اللهُ جَنّتهُ

وربُّ الكونِ غفّارُ

تحفُّ خُطاهُ حانيةً

ملائكةٌ وأبرارُ

فلا أسَفٌ على الدّنْيا

إذا أشجتكَ أخبارُ

مُصابُ المَوْتِ مَرْزَأةٌ

وفقدُ الإبنِ قَهّارُ

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني