fbpx

قصيدتان للشاعرة لميس الرحبي

0 131

اليتم أبلغ من مرار اليأس

لا الحرف يدركه ولا قرطاسي

عن طفلةٍ قد حملتني همها

وغدوت في قلق؛ وذا إحساسي

هل أنت؟ قالت

واستدرت لنحوها

في لحظة حبست بها أنفاسي

أعلمت؟

والدمع الغزيز بعينها

أنطقت حرفي طارقا أجراسي

حتى أكاد أرى العذاب بوجهها

صارت تقاسيم الكلام تقاسي

قالت:

فقدت أبي وثم حبيبتي

وغدوت في الأهوال بين الناس

لم يبق غيري والجراح تحيطني

الصمت خيّم في خيام الياس

أيقنت أني في المحبة هالك

وجمعت أشتاتي وكل لباسي

ووقفت أستجدي الزمان بخاطري

سحبا الملمها بلا مقياس

وأدرت دفة ذا الشراع بمهجتي

ليصير في ذكر الأحبة قاسي

ويصير تاريخاً على أنقاضهم

كبني أمية أو بني العباس

*******

عانقيني

لم أكن أعلم أنّ العيب من ماءٍ وطينِ

عانقيني لم أكن أدري بأنَّ الذبح قد أمسى مباحاً

يناجي قسوة الأقدارِ في غار الجبينِ

سامحيني لو تأخرتُ قليلاً

 إنني أمشي بدون القدمينِ

ثم قولي

من أزالَ الرحمةَ الكبرى

من الدنيا فزادَ الخوفُ نجماً

ثمّ قولي

أرأيت الصوت إذ يهويَ من نجومٍ عاليهْ

أسمعت الصوتَ صمتاً وانتشيتْ

 أنني غاليتي جهراً رأيتْ

للندى صوتاً سمعتْ

ولمستُ الضوءَ حسّاً للصدى

فبكى ذاك الندى

 شاخ عطرٌ بمدار السور في غزّةَ لكنّي شممتْ

فزعاً لا تغمضي عينيك لا يا حلوتي

مهلاً أيا موتاً تأخرْ لحظة ً

فأنا سرّاً رأيت

إننا من صبروا والأنقياء

 فهنا قافلة المعراج تحميها السماء

نخبر اللهَ مصيراً ما نشاء

عانقيني

ثم هاتي وانشدي أني هنا أستمع الصمت بلاداً

بين حفيفٍ لغةٌ تتلو السلامْ

إنني في الموت أحيا وأغنّي

فاسمعيني

موطني يا موطني

للدم المخلوط من ترْب الضياءْ

ثم صلّي الآن من خلف الخيامْ

واحرسيني

علميني

كيف مصَّ الحقل أنهار الدماءْ

ثمّ أضحى ياسميني

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني