fbpx

مراكز إقامة مرضى السرطان.. هل ترضي المرضى؟

0 101

قبل عدة أشهر خرجت نداءات كبيرة، لتتحول فيما بعد إلى حملات مناصرة إعلامية من أجل لسماح بدخول مرضى السرطان من مناطق شمال غرب سوريا إلى تركيا للعلاج الكيميائي، فالبنية الخدمية للمشافي المحلية هناك، تنقصها الأجهزة الطبية والجرعات الكيميائية اللازمة.

هناك قسم من المرضى يتم تحويله إلى ولايات، أورفا وغازي عنتاب وأنقرة استناداً إلى المداخلة الطبية اللازمة للمتابعة، يدخل هؤلاء المرضى بمفردهم ضمن الإحالة الطبية إلى الأراضي التركية وهنا تكون مهمة العاملين الإنسانيين في متابعة هذه الحالات وتأمين مراكز إيواء للمبيت والاستمرار في رحلة العلاج المطلوبة.

في غازي عنتاب تحديداً تم رصد مركز الأمل التابع لجمعية الأمل لمرضى السرطان المرخصة في تركيا منذ عام 2014.

يقول (محمد زينو) مدير الجمعية عن إمكانيات المركز في استقبال حوالي 45 إلى 50 مريض على مدار العام وتترواح نسبة النساء أكثر من 50% من عدد الوافدين، وتكون الخدمات الأساسية هي الإطعام المناسب والرعاية التمريضية، لأن المرضى بعد الجرعات يتعرضون لارتفاع درجات حرارة وبحاجة لرعاية مناسبة وتدخلات مستمرة، حيث يتولى ذلك ممرضون وأطباء استشاريون سوريون من المتخصصين بالأورام السرطانية وأمراض الدم ومتطوعون ومتطوعات لدى المركز بالإضافة إلى متطوعين مترجمين يتقنون اللغة التركية ما يسهل تواصل المرضى أثناء وجودهم في المشافي المحلية التركية وفي بعض الأحيان يحتاجون لنقلهم بشكل إسعافي للمشفى.

يستقبل المركز التبرعات من الأشخاص المحليين لإدارة المصروفات الضرورية للمركز وتأمين الخدمات الأساسية لإقامة المرضى الوافدين من طعام وإيواء والمتابعة الطبية وبعض التدخلات النفسية الملحة، دون أي تحديد زمني لخروج المرضى فالموضوع يتعلق بشكل رئيسي بحاجة المصاب للعناية ومدة رحلة العلاج.

ضمن البحث أيضاً في هذا الموضوع تم اللقاء مع السيدة (يمنى شاكر) ناشطة مجتمعية وشاهدة عيان تتحدث عن (مركز الحياة) الذي يقع في أحياء غازي عنتاب القديمة، حيث العناية الطبية غير كافية، إضافة إلى الحالات النفسية والمعنوية السيئة، المصابون في غاية الإرهاق وفي الكثير من الحالات يكون السرطان منتشراً في الدماغ أو الدم، وفي مراحل متقدمة من الإصابة.

وتضيف شاكر: بعض الحالات من الأطفال لديهم مرافق واحد لا يستطيع العناية بهم بسبب عدم ارتفاع الأسعار وعدم توفر المال الكافي، فهم بحاجة لأدوية مساعدة ومسكنات بشكل ملح بعد الجرعات ولكن ما نراه في كثير من الحالات يكون لباس المريض غير كاف حتى في فصل الشتاء.

ما يزيد الموضوع ألماً موت الأشخاص يومياً في هذا المركز أمام أعين المحيطين، ومن لا يزال على قيد الحياة يأخذ الجرعات بدون أخذ الأدوية الضرورية، وليست لدى المركز القدرة على تقديمها بسبب الاعتماد على الجهود الذاتية من المتطوعين والمتطوعات في المدينة الذين يبادرون قدر استطاعتهم للمساعدة في التخفيف من هذه المحنة وتأمين القليل من الطعام واللوازم الشخصية ومرافقتهم للمشفى.

وتضيف شاكر: بأن طبيباً سورياً لم تفصح عن اسمه تطوع لاستئجار المكان للمبيت، حيث شاهد العديد من المرضى يجلسون على الأرصفة بعد تلقيهم الجرعة، ما دفعه لهذا، ولكن بحسب ما أضافت شاكر (فإنه لا يملك دعماً كبيراً يقدمه بشكل أكبر للمرضى، حيث تجتمع المعاناة والغربة والفقر لهؤلاء الناس بدون أي تخفيف لحالات أوضاعهم الصعبة).

وما يزيد الأمر سوءاً بأن بعض الحالات يأخذ المريض جرعات كيميائية معينة ويكون من المهم حجره في غرفة منعزلة لعدة أيام عن باقي المصابين وأخذ الأدوية المكملة من أجل إنجاح الجرعات، وهذا ليس متوفراً في مركز الإيواء.

وعليه نجد بأن هذه الوقائع المذكورة تدفعنا للتفكير بمزيد من الإجراءات العاجلة للاستجابة الإنسانية من المؤسسات والجمعيات والأفراد معاً للتحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فالإنسان أضعف ما يكون في حالات المرض العضال ومن حقه المساعدة من كل ما يعرف بصعوبة واستفحال أمره.

تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR صحفيون من أجل حقوق الإنسان”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني