fbpx

قصص قصيرة جداً للكاتب المغربي مصطفى لغتيري

0 420

تقوم صحيفة نينار برس بنشر أعمال إبداعية لكتّابٍ وشعراء من مختلف أقطار الوطن العربي الكبير، لتعريف جمهور القراء في هذا الوطن الكبير على نتاج أشقائهم المبدعين من بقية البلدان، دفعاً لعملية التبادل الثقافي والمعرفي، وتوطيد أواصر ثقافة عربية مشتركة.


الكاتب المغربي مصطفى لغتيري

اختارت صحيفة نينار برس قصصاً قصيرة للكاتب المغربي مصطفى لغتيري، وهو من كتّاب القصة القصيرة جداً، وقد تمّ أخذ القصص من مجموعته المعنونة بـ “تسونامي”.

نظافة

منقادة بحسها الغريزي، زحفت دودة جائعة نحو جثة داهمها العفن، ببطء دلفت نحوها، بعد لأيٍ أشرفت عليها، لمحت جمعاً غفيراً من الديدان يحيط بالجثة، بنهم يقتات عليها.

للحظةٍ توقفت الدودة، تأملت المشهد ملياً، فاكتسحها تقززٌ مقيت، عافت نفسها أن تتغذى على تلك القذارة النتنة. 

بعد هنيهة، نكصت على عقبيها متقهقرة، بتثاقلٍ دبّت نحو مستقرها، في لحظة انتظار جثة أكثر نظافة.

حذر

حاملاً سلته، كان الصبي يتعثر على بساط الرمال المتراكمة، بين لحظة وأخرى يدنو من أحد المصطافين، فيعرض عليه بضاعته.

من بعيد، لمح الصبي امرأة تتراقص أشعة الشمس على جلدها المدهون، حين دنا منها رفع صوته، علّها تشتري منه شيئاً.

ببطء رفعت المرأة رأسها، لمحت الصبي متباطئاً يدبّ نحوها، انسلت يدها نحو حقيبتها الجلدية، بحذر سحبتها نحوها، ثم عادت إلى غفوتها.

الموت

على هيئة رجل، تقدم الموت نحو شاب، يقتعد كرسيّاً على قارعة الطريق، جلس بجانبه، ثم ما لبث أن سأله:

– هل تخاف الموت؟

واثقاً من نفسه، أجاب الشاب:

– لا، أبداً، إن لم يمت المرء اليوم، قطعاً سيموت غداً.

بهدوء أردف الموت:

– أنا الموت، جئت لآخذك.

ارتعب الشاب، انتفض هارباً، لم ينتبه إلى سيارة قادمة بسرعة مجنونة، فدهسته.

خداع

في رحاب الجنة، كان آدم وحواء، متثاقلين ينقلان خطواتهما، بانتشاء يتملّيان روعة المكان من حولهما.

فجأة، تبدّى لهما رجل غريب الهيئة، لا يرى عليه أثر السفر، ما لبث أن طفق يغريهما بتناول ثمار الشجرة المحرّمة، ملياً نظر إليه آدم، ثم فكّر “أبداً، لا يمكن أن يكون هذا الرجل شيطاناً، فالشيطان مطرود من رحمة الله، ولا يستطيع مطلقاً دخول الجنة”.

اطمأن آدم إلى حجته، فالتهم هو وزوجه التفاحتين دون إحساس بالذنب.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني