fbpx

حب السوريين للتعلم

1 422

اندفاع السوريين إلى التعلم في جميع مراحله وعلى اختلاف أعمارهم رغم كل الظروف التي يعيشونها والصعوبات التي يواجهونها هي ظاهرة ملفتة للانتباه تشير إلى المكانة العالية للعلم في نفوس السوريين وكذلك إلى حبهم وتعطشهم للمعرفة ورغبتهم الكبيرة في الإنجاز وإثبات الذات، هذا الاندفاع بدا يتجلى واضحاً في الأعداد الكبيرة المقبلة على التعليم الجامعي في بلدان اللجوء ولاسيما في تركيا وباتت ظاهرة تفوق الطلاب السوريين في الجامعات التركية وغيرها أمراً مألوفاً.

تقول الطالبة نايا الحاصلة على المرتبة الأولى على دفعتها بتخرجها في قسم برمجة الحاسوب في جامعة حران لعام 2020 إن الدافع لدراستها في تركيا كان هو الحصول على شهادة من جامعة جيدة والدخول إلى سوق العمل واكتساب خبرات جديدة.

وحول اندفاع الطلاب السوريين للدراسة الجامعية وإصرارهم على متابعة تحصيلهم علقت قائلة: إن الشعب السوري ناجح ويستحق الاحترام وإذا أتيحت له الفرصة سيكون دائماً في القمة، وإن سورية ستكون بحاجة لجيل متعلم لديه مواهب وخبرات لإعادة إعمارها.

كما تعتقد نايا أن الصعوبات التي واجهها الطلاب كعائق اللغة وعنصرية بعضهم وغيرها كانت عامل تحد ومحفز وتقول: في حين أننا كنا نحارب لتخطي العقبات وجدنا أنفسنا في القمة 

كما تشير نايا إلى كثير من العوامل الإيجابية المتوفرة في الجامعات التي تساهم في تحفيز الطلاب كتطور أساليب التعليم وسهولة التواصل مع الكادرين الإداري والتدريسي.

وفي شكل آخر فإن الدراسة الجامعية لم تقتصر على الشباب الحاصل على الثانوية حديثاً بل اندفع خريجون سابقون إلى ميدان التعلم الجامعي من جديد.

فالطالب عبد المنعم، خريج معهد الحاسوب في سورية، يدرس الآن في فرع التصميم والبرمجة في جامعة (أناضولو) يقول: إن الدافع لدراسته الجامعية الجديدة هو الحصول على شهادة من جامعة تركية تساعده على البقاء في سوق العمل والحصول على فرص جيدة لاسيما أن الشهادة السورية الآن يصعب تعديلها.

أشار الطالب حمدان الملتحق بفرع إدارة الأعمال في جامعة ماردين إلى مرونة النظام التعليمي وقوته في الجامعات التركية فالدراسة متاحة بعدة لغات (التركية والعربية والإنكليزية) كما أن نظام التعليم المفتوح الجامعي سهل ومتاح بالإضافة إلى كثرة الاختصاصات وتنوعها وبرأيه فإنها عوامل ساعدت في تحفيز الطلاب السوريين على الدراسة الجامعية.

نأمل أن يعود هؤلاء الطلاب والخريجون إلى سورية بخبرات وقدرات لإعادة إعمارها وبنائها حين يعم السلام وترفرف راية الحرية ويرحل من كان سبباً في دمارها.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

1 تعليق
  1. yasir alrashed says

    أستاذ محمود
    المقالة في قمة الروعة والجمال
    وا تعقيباً على كلامك نحن شعب منذ القدم بارعين في كل الميادين ولكن لم تتاح لنا الفرص من قبل
    شكراً

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني