fbpx

العنف الأسري ضد الزوجات والبنات.. أشكاله، أسبابه، سبل الخلاص منه

0 184

تُعرَّف الأسرة على أنّها رابطة اجتماعيّة تجمع بين شخصين أو أكثر بروابط القرابة، أو الزواج، وتبدأ بالزواج ثمَّ إنجاب الأطفال وفيها يهتم الأبوان برعاية أطفالهما وتوفير حاجاتهم المختلفة.

وتعد اللبنة الأساسية في المجتمع، ويجب أن تنشأ على أسس صحيحة مبنية على الاحترام بين أفرادها، ومعرفة كل منهم حقوقه وواجباته، دون التمييز بين أفرادها لأي سبب كان، وإلا بات هذا البناء هشاً ضعيفاً وقابلاً للتفكك بسهولة.

العنف بأشكاله، أهم ما يهدد الأسرة، ومنها العنف ضد الزوجات والبنات المبني على الفوارق الجنسية.

وقد أولى القانون الدولي لحقوق الإنسان اهتماماً خاصاً بمناهضة جميع أشكال العنف والتمييز ضد النساء، كما أفرد مجالاً قانونياً لحماية المرأة من التمييز والعنف في العديد من الإعلانات والاتفاقيات والمعاهدات الدولية.

كما أقرت المادة 6 فقرة 1 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على الحق في الحياة، كما ورد بالمادة 9 فقرة 1 على الحق في الأمان الشخصي، أما المادة 24 مفادها عدم التمييز بسبب العرق أو اللون أو الجنس.

السيدة (و.ح)، /30/ عاماً، تقيم في غازي عينتاب، أم لثلاثة أطفال، روت لنا قصة زواجها الذي انتهى بالطلاق بسبب التعنيف الذي تعرّضت له:

“تم تزويجي في السابعة عشرة من عمري، حدث ذلك بعد وفاة والدي وتحكّم إخوتي بمصيري، لم أحظ بفرصة للتعرف إلى الرجل الذي سأتزوجه، مدة فترة الخطوبة كانت خمسة عشر يوماً فقط وتم الزواج، اكتشفت بعد زواجي بمدة قصيرة أن زوجي يقيم علاقات مع نساء أخريات، وعندما اكتشفت الأمر وواجهته به، تغيّرت معاملته لي بشكل كبير، كنت أتعرض للإهانة اللفظية والضرب المبرّح أمام أطفالي.

وكانت النقطة الفاصلة عندما واجهته بفيديو مع إحدى عشيقاته في منزلنا، عندها انقض عليَّ وحاول خنقي بعنف.. دافعت عن نفسي وتركت البيت وقررت بعد ذلك أن أنهي هذه العلاقة والتخلي عن أطفالي مكرهة بعد سنوات من التعنيف والإهانة.

كنت أعتقد أنني سأتابع حياتي بهدوء بعد انفصالي عن زوجي، لكن المعاناة استمرت عندما بدأت عائلتي (أمي وإخوتي) بتوجيه اللوم لي، لأنني اخترت الطلاق وتخلّيت عن أطفالي، وحتى الآن، لا أستطيع أن أتحدث عن قصتي بحرية خوفاً من لوم الأهل الذين يعتقدون أنني المذنبة، وكان عليّ أن أحافظ على عائلتي رغم مل ما كنت أتعرّض إليه”.

السيدة (ي.ع)، /37/ عاماً، أم لطفلين، تقيم في غازي عينتاب، حدثتنا عن تجربتها والتعنيف الذي تعرضت له:

“كان زوجي مدمناً على الكحول، ما كان يسبب له حالات عصبية تنعكس عليّ وعلى أطفالي، وازدادت هذه الحالة عندما فقد عمله، وتحملت وحدي مسؤولية الإنفاق على المنزل والأسرة، ما سبب له انزعاجاً كبيراً تجلى بإساءة معاملتي لفظياً واتهامي بتهم نابية والاعتداء عليّ بالضرب المبرّح، الذي كان يترك آثاراً في وجهي وكنت أخجل ولا أستطيع التبرير أمام زملائي بالعمل.. لم أعد أستطيع الاستمرار بزواجي وقررت أن أطلب الطلاق لأنهي هذا الوضع غير الإنساني”.

تقول الباحثة الاجتماعية كبرياء الساعور في تعريف العنف الأسري وأسبابه: “كل فعل عدواني يحدث في إطار الأسرة، وتعود أسبابه إلى السلطة الذكورية في المجتمع الأبوي الذي يمنح الرجل أفضلية على المرأة وأما عن سبل مواجهة هذا العنف فتكون بحض النساء على التصريح في حال تعرضن للعنف وتوفير بيئات آمنة توفر لهن الحماية”.

نينار برس التقت الاختصاصية النفسية حسناء الأصم التي حدثتنا عن الآثار السلبية للعنف الأسري وبعض الحالات التي تعاملت معها خلال عملها بهذا المجال:

ويبقى العنف الأسري ضد الزوجات والبنات، الخطر الأكبر الذي يهدد استمرار حياة الأسرة.

والتوعية لخطره مهمة المجتمع بكامله، ليكون مجتمعاً صحياً وناجحاً.

“تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR” صحفيون من أجل حقوق الإنسان”.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني