fbpx

سوريات أصبحن معيلات لأسرهن في بلدان اللجوء

0 181

في الحروب والكوارث هناك من يدفع الثمن، ولكن للنساء النصيب الأكبر في ذلك، في سورية وضعت الكثير من النساء في دائرة مغلقة بعد فقد المعيل، فوجدن أنفسهن مسؤولات عن إعالة أسرهن، وقد أظهرت النساء السوريات قوة لا تضاهى في تجاوز الصعاب وتحمل المسؤولية.

تنص المادة 25 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: “أن لكل فرد الحق في مستوى من المعيشة كاف للمحافظة على الصحة والرفاهية له ولأسرته فتضمن التغذية الملبس والمسكن والعناية الصحية والطبية والخدمات الاجتماعية والبطالة والمرض والشيخوخة والترمل وغير ذلك”.

السيدة أميرة المحمد (أم أحمد) فقدت زوجها في الحرب وأصبحت معيلة لأطفالها الثلاثة رغم مرضها.

تقول أميرة: جئنا إلى تركيا، وكانت المعاناة أولاً في اللغة وفي مكان السكن، أقمنا فترة في أحد المخيمات ثم قررت أن أغادره بسبب الظروف السيئة ومن أجل تعليم أطفالي، استأجرت منزلاً وازدادت الأعباء الملقاة على عاتقي، قررت البحث عن عمل أكون فيه مع أطفالي، وبالفعل وجدت عملاً، كان العمل تحضير وجبات طعام في إحدى رياض الأطفال، وهو ما أجيده.

لكنه لم يكن يكفي لسد كل حاجاتنا، خصوصاً بعد التحاق أطفالي بالمدارس فلجأت إلى نفس العمل لكن هذه المرة في مطعم، لكن الأجر كان أكثر..

كثير من النساء السوريات أسسن مشاريع صغيرة لإعالة أسرهن وتفوقن في هذا المجال، السيدة عروبة دوارة، معيلة لأسرتها أنشأت مشروعها الصغير في تحضير المؤونة وتجفيف الخضار وصنع المربيات والمخللات.

تقول عروبة: جئنا إلى تركيا بسبب الظروف التي ألمت بسوريا، كانت اللغة عائقاً كبيراً لي في البداية، قررت أن أعمل بما أجيد وأبرع فيه، واتجهت إلى صناعة المؤونة المنزلية، كان المشروع صغيراً في بدايته، إلى أن عرفتني إحدى الصديقات على منظمة عائلات من أجل الحرية، حدثتهم عن عملي ومشروعي الصغير، فقرروا منحي معونة مالية، لأقوم بعدها بتوسيع عملي وزيادته، وتعرفت إلى كثير من الزبائن الذي ساعدوني بدورهم وأخبروا أصدقائهم عن عملي، ما ساعدني كثيراً في تسويق ما أصنعه..

دور المجتمع المدني والمنظمات الداعمة

لعب المجتمع المضيف دوراً هاماً في دعم النساء السوريات في رحلتهن نحو النجاح

وقدمت المنظمات الإنسانية الدعم اللازم من خلال تقديم فرص عمل وبرامج تدريبية ودورات تمكين وتعليم مهارات تعزز من ثقتهن بأنفسهن وتجمع هذه المبادرات بين الجهود المحلية والدولية لتحقيق أفضل النتائج.

برغم من التحديات التي واجهتهن فان النساء السوريات لاتزال لديهن طموحات كبيرة للمستقبل ويسعين لتحقيق المزيد من الاستقلالية المادية في المجتمع المضيف.

وفي هذا السياق تقول السيدة معالم عبد الرزاق المديرة التنفيذية لمنظمة “إكليل الجبل” ومسؤولة المنح والشراكات في “شبكة المرأة السورية”:

“عملت كثير من منظمات المجتمع المدني على دعم وتمكين النساء ضمن المجتمعات المحلية، منها من عمل على تقديم الدعم النفسي والقانوني، إضافة إلى الخدمات المتنوعة، ومنها من عمل على تقديم الدعم التقني من أجل تطوير قدرات النساء وإمكانيتهن في مجالات مختلفة.

نحن في منظمة “إكليل الجبل” أطلقنا حملة باسم “الناس لبعضا” بعد كارثة زلزال فبراير، تم من خلالها مساعدة النساء المتضررات بتقديم ألبسة ومبالغ عينية، كما قامت “شبكة المرأة السورية”، بإطلاق مشروع استهدف أكثر من ألف عائلة، وبلغ عدد المستفيدين من هذا المشروع أكثر من خمسة آلاف شخص، ركز المشروع على تقديم سلل غذائية، وأدوات التنظيف، بطانيات، وما باحتياجات النساء الخاصة”.

وترى السيدة معالم أن دور المنظمات لا يزال قاصراً تجاه احتياجات النساء المختلفة، خصوصاً في ظروف اللجوء والحالة الاقتصادية الصعبة”.

دراسة استقصائية حول دور النساء في إعالة أسرهن ودور المنظمات في تقديم الدعم لهن

يظهر تحمل النساء السوريات المسؤولية في تأمين لقمة العيش لأسرهن في بلاد اللجوء قوة لا يمكن إنكارها حيث قدرتهن على التأقلم مع الواقع الجديد وتحويل التحديات إلى فرص جديدة تشكل مثالاً يحتذى به للإرادة والإصرار على التغلب على المصاعب.

دعم هؤلاء النسوة والاعتراف بمساهماتهن القيمة في المجتمعات التي اخترنها موطناً جديداً لهن واجب أساسي على الجميع.

“تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR” صحفيون من أجل حقوق الإنسان”.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني