fbpx

سنضحك.. سنضحك كثيراً

0 307

في يوم من الأيام، اقتحم رجال الشرطة بيتنا، وبحثوا عني وعن زوجتي، ولم يتمكنوا من العثور علينا لأني تحولت مشجباً، وتحولت زوجتي أريكة يطيب الجلوس عليها.
وضحكنا كثيراً عندما خرجوا من البيت خائبين.
وفي يوم من الأيام، كانت السماء زرقاء لا تعبرها أي غيمة، فقصدنا أحد البساتين، فإذا رجال الشرطة يدهمون البستان بعد دقائق، طامحين إلى الإمساك بنا، ولكنهم لم يوفقوا لأني تحولت غراباً أسود اللون، دائم النعيب، وتحولت زوجتي شجرة خضراء، غزيرة الأغصان، ضحكنا من إخفاقهم.
وفي يوم من الأيام تذمرت زوجتي من عملها في المطبخ، فذهبنا إلى أحد المطاعم، وما إن بدأنا نأكل حتى طوّق رجال الشرطة، واقتحموا عابسي الوجوه، وفتّشوا عنا تفتيشاً دقيقاً، ولم يجدونا لأني تحولت سكيناً، وتحوّلت زوجتي كأساً من زجاج ملأى بالماء، وضحكنا كثيراً لحظة غادروا المطعم قانطين.
وفي يوم من الأيام، كنا نسير الهوينى في شارع عريض مزدحم بالناس والسيارات، نتفرّج على ما في واجهات الدكاكين من سلع، فإذا رجال الشرطة يحتلون الشارع، ويعتقلون المئات من الرجال والنساء، ولكنهم لم يستطيعوا اعتقالنا لأني تحولت حائطاً، وتحوّلت زوجتي إعلاناً ملوناً ملصقاً بحائط. وضحكنا كثيراً من غباوتهم.
وفي يوم من الأيام، ذهبنا إلى المقبرة لزيارة أمي، فهاجم رجال الشرطة المقبرة، وقبضوا على أمي، ولم ينجحوا في القبض علينا لأني تحولت كلمات رثاء مكتوبة بحبر أسود على شاهد قبر، وتحولت زوجتي باقة من الورد الذابل. وضحكنا كثيراً من سذاجتهم.
وفي يوم من الأيام، هرعنا إلى المستشفى متلهفين، فزوجتي حامل في شهرها التاسع، وآن لها أن تلد، وما إن دنا فم طفلنا من ثدي أمه الطافح بالحليب، حتى انقضّ رجال الشرطة على المستشفى، ولكنهم عجزوا عن الاهتداء إلينا لأني تحولت رداءً أبيض وسخاً، وتحولت زوجتي مرآة خشبية ملأى بالثياب، وتحول طفلنا بوقاً لسيارة إسعاف مسرعة. وضحكنا كثيراً من بلاهتهم، وسنظل نضحك.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني