حين أغضب مني ومنكم
أتذكر النهر الذي يشبه ذاتي
وانا لا استحم بذاتي مرتين
فينحرف غضبي
أتأفف من الحقيقة التي تنتظرني
وتنتظر أهل الأرض النسّائين
لعبتي مع الأشياء لا تتوقف
أمنحها المعنى كي أفرح بها
ولأشياء لا تمنحني معناي
لم تسحرني النصوص
ونفرت من كل كتاب بعد القراءة
سحرني وجه امرأة في التفاتة مباغتة
بسرعة البرق
واستبدت بي فكرة لمعت في عقلي على حين غرة
فكتبت أسفاري في الماوراء
ياه كم أنت مغر أيها الماوراء
وحين أسألني ما الذي يغريك بالماوراء يا عقل
يروح مفكراً فيما وراء السؤال
دون أن يهديني إلى اليقين
فيقهقه اليقين الذي المقتول
وأنا أسمع صوت القهقهة
يسخر مني العدم ويقول لي:
المال الذي كان يخسره دوستويفسكي
على طاولة القمار
كان سيخسره في مكان آخر
والروايات التي يحتفل بها الخلق
لا تعني لعظام المقبور شيئا
ماذا تعني الشهرة للعظام
نحن عملة يلهو بها الزمن على طاولة القمار
الزمن الذي يخسرنا وهو يقهقه.
خلقت من مزيج قلق ظن وشك وسؤال
وحب وخيال
هو ذَا أنا في رحلتي إلى جزر البعيدة
التي وصلت طفلاً مرة إلى واحدة منها
لكني حين رحت أتجول في أنحائها
وجدتني ضائعاً،كما أنا
بين شك وظن وسؤال
خلقوه وقالوا هو الخالق
والقليل يسكن الجزر الخالية
جزر رحم الأسئلة الممضة
فيا أيها اليقين العقيم والعاقر
يا قاتل الدهشة والسؤال
أيها المتربع على عرش العوام
كرهتني بالبقاء
وصرت أنتظر سقوط الجرم الكبير
ليعيد للأرض براءتها
يا من ترتدون الرحمة والشفقة تجملاً
وتجوبون بها دروب القول الخالي من الكلام
وأنيابكم الصفراء تنز حقداً
يا عيون التحوت المتخمة بقذى السنين الغابرة
ويا عقول الدهماء المحشوة بأكاذيب الطغاة الأسافل
يا النفوس المقيمة في الكهوف وعلى الضفاف الوسخة
لن تقتلوا بزيفكم روح النبل العظيم
لقد أطلت الغياب يا ذَا الشرى