fbpx

من خيلمنو إلى غزّة.. القاتل واحد!

0 416

من رحم نبوءة شيطانيّة تقول: بأن قتل طفل مسيحي كل عام سيضمن لليهود عودتهم إلى الأراضي المقدسة ونطفة ’’ديموقريطوس‘‘ صاحب فريَة ’’طقوس الدم‘‘ ولِدت النازيّة التي تزاوجت سفاحاً مع الصهيونيّة لينجبا بدورهما مولوداً شيطانياً أسموه ’’إسرائيل‘‘ والتي أثبتت ممارساتها وجرائمها وطقوسها شيطانيّة تلك النبوءة ووحشيّة تلك الفِرية وما كانتا إلّا لتصنيع وتجميع قطعان من الوحوش بلبوس بني البشر ليعيثوا في الأرضِ فساداً وإفساداً، لا وطن ولا عرق ولا جنس ولا لون يجمعها إلّا الإجرام بلا حدود.

وأثبتت بأنّ فلسطين لم تكن يوماً موطناً ولن تكون لهم أبداً، لأن فلسطين هي مدينة الأنبياء والسلام منذ بدء الخليقة، كما أثبتت بأنّهم ليسوا من بني نوح لا ساميّيهم ولا حاميّيهم ولا يافثيّيهم، وإنّما هم أبناء الشيطان وحفدة أبناء القردة والخنازير.

يدور الزمان دورته ليأتي طوفان الأقصى ليُظهر الله الحقّ ويكشف الباطل، ويُغرِق الظالم بظلمه، ويأخذ المجرم بجرائمه، وقد أظهر الطوفان معدن المحتلّين والغُزاة وكشف حقيقتهم بأنّهم شتات من المجرمين العنصريين، وأكّدت ممارساتهم وجرائمهم بأنّهم بقايا ’’النازيّين‘‘ التي تشابهت قلوبهم وتشابهت ذرائعهم وتشابهت أهدافهم وتشابهت أدواتهم ووسائل إجرامهم مع قلوب آبائهم وذرائعهم وأهدافهم وأدواتهم ووسائلهم.

فعداوتهم للساميّين من العرب ومن قبلهم للحاميّين في الغرب واليافثيّين في افريقيا شديدة وحقدهم عليهم عظيم تجلّت عداوتهم للعرب والمسلمين وحقدهم وكراهيتهم بالمذابح المنظّمة والمجازر الفظيعة المتوالية والإبادة التي يرتكبها رعاعهم وعصاباتهم المنظّمة بحق الشعب الفلسطيني، ولم يكتفوا بذلك بل أجبروا باقي الشعوب على ممارسة الحقد والكراهيّة والوحشيّة بحق العرب والمسلمين عامّةً والفلسطينيّين خاصّة، حيث تجلّى ذلك بالممارسات والقوانين الجائرة التي تحظر وتُجرِّم مجرد إظهار التعاطف مع ضحايا الإبادة التي ترتكبها اسرائيل بحق الفلسطينيّين أو مجرّد انتقاد إسرائيل على هذه الجرائم أو لمجرّد دعوتها لاحترام القانون الدولي الإنساني وقواعد وأعراف الحرب.

لقد أثبتوا ’’نازيّتهم‘‘ من خلال الممارسات والجرائم التي ارتكبتها خلال الأيام القليلة الماضية بحقّ سكّان غزّة العصابات الصهيونيّة المنظّمة المسمّاة ’’جيش الدفاع‘‘ والأخرى المعروفة بـ ’’قوات الاحتياط‘‘ والتي تضمّ كل الإسرائيليين نساءً ورجالاً، أفراداً ومجموعات، حاخامات وملحدين، والتي تُذكِّرنا بمجزرة ’’خيلمنو‘‘ التي ارتكبها النازيّون الألمان بحق اليهود حيث قتلت قوات الأمن الخاصة ’’152‘‘ ألف شخص في الفترة بين شهر كانون ثاني 1941 وشهر آذار 1943 في معسكر قرية ’’خيلمنو‘‘ التي تسمى’’كولمهوف‘‘ باللغة الألماني تبعد’’30‘‘ ميلاً الى الشمال الغربي من مدينة لودش. حيث قتلت العصابات الصهيونيّة من الفلسطينيّين في غزّة خلال ’’16‘‘ يوماً ’’6546‘‘ شخصاً أي سيكون معدّل القتل الشهري على هذه الوتيرة ’’13092‘‘ شهريّاً، أي ’’157104‘‘ سنويّاً فإذا ما قارنّاها بفترة ارتكاب الإبادة في ’’خيلمنو‘‘ وهي ’’27‘‘ شهراً سيكون عدد قتلى الفلسطينيين ’’301116‘‘ من سكّان غزّة وهو ما يعادل ضعفيّ قتلى مجزرة خيلمنو تقريباً..

ومن هذه الممارسات والجرائم التي تدلّ على تأصّل نازيّتهم ما كشفه موقع ’’إيكاد‘‘ ونشره على موقعه على منصة ’’X‘‘ تويتر سابقاً بالصور والفيديو نقلها من قنوات اسرائيليّة على منصّة التيليجرام من محتوى إجرامي ساديّ عنيف، تنكّل بالشهداء تهزأ بهم وبجراحهم وجثثهم، وتحرض على قتل الأطفال والنساء الأبرياء، وتنشر مقاطع مصورة تثبت جرائم تمثيل بالجثث بطريقة وحشية من قبل عصابات المستوطنين، بعض هذه المجموعات أنشأ بعد بداية عملية الطوفان في السابع من تشرين أول وبعضها منذ أكثر من سنة ونصف، ويتجاوز عدد المشتركين فيها ثمانون ألف مشترك إسرائيلي، يتحدث بالعبرية وينشر محتوى متطرف قامت بتأسيسها جماعات إرهابية إسرائيلية، فأحد الحسابات المركزية فيها والتي استطاع الموقع تحليله يسمي نفسه “الموت للعرب” ويضع صورة الحاخام “Yoshiyahu Pinto”، وهو حاخام مغربي إسرائيلي بارز، بارك خطوات جماعة متطرفة توصف، بحسب الإعلام الإسرائيلي، بـ “طالبان اليهودية” ويتم ملاحقة عناصرها عالمياً لأعمالهم غير القانونية مع الأطفال بما فيها الزواج.

ويستخدم الإسرائيليون في مجموعات التيليجرام صور لقادة هذه الجماعات، ما يعني أن المشرفين على هذه القنوات إما متعاطفون مع هذه الحركات المتطرفة البيدوفيلية، أو منتمون لها ولحاخاماتها.

ما كشفه تحقيق إيكاد يثبت انتهاكات دولية من قبل المستوطنين والمدنيين الإسرائيليين ونشرهم دعوات إرهابية وحشية ومعلنة لقصف الفلسطينيين وخصوصاً الأطفال منهم وسخريتهم من جثث الشهداء وأشلاؤهم ودماؤهم وهذه عيّنة منها:

يظهر في أحد مقاطع الفيديو قيام إسرائيلي بضرب جثة شهيد فلسطيني بعصا ممسحة، وإدخالها في محاجر عينيه وشتمه بألفاظ نابية نتعفّف عن كتابتها ونشرها.

وفي مقطع آخر يظهر إسرائيلي وهو يطعن بآلة حادّة جثتين من شهداء مقاتلي المقاومة الفلسطينيّة في جسديهما وقد انهال عليهما بالشتائم.

وحساب آخر نشر صورة جثامين الشهداء في المجموعة وطالب بتقطيعها جميعاً وتحويلها لقطع “بسطرمة” وإطعامها لسكان قطاع غزة.

وفي صورة أخرى تظهر فيها جثامين الشهداء شبّههم الناشر بالخنازير وعلق ساخراً “تحدي البحث عن الخنزير جاري حالياً.. من يستطيع التعرف على عدد الخنازير الذين تم إقصاؤهم في الصورة”.

وصورة أخرى لأحد الشهداء وصفت جراحه بروث الحيوانات، وأرفقت بدعوة لقتل المزيد من الفلسطينيين في غزة.

مقطع فيديو يظهر فيه رجل فلسطيني يحمل أشلاء طفل استشهد جراء القصف يعلّق عليها صاحب الحساب الإسرائيلي: “أخيراً قطعة من اللحم يمكن وضعها في خبز البيتزا”.

وصورة معدّلة لجثث الشهداء الأطفال استبدلت صور الشهداء بالخنازير، وعلق عليها صاحب الحساب “تحول رعاة الأغنام إلى الخنازير”.

وهذه التعليقات تدلّ على مدى تأصّل الحقد والعنصريّة والإجرام ضد الفلسطينيين في نفوس الإسرائيليين عسكريين و’’مدنيين‘‘ وهذه الممارسات هي أشبه بالممارسات التي مارسها ’’النازيّون‘‘ على اليهود في أوروبا ومنها:

التمييز القانوني في شكل قوانين معادية لليهود، تقوم إسرائيل بالتمييز القانوني معادية للعرب السكّان الأصليين للبلاد وأصحابها الشرعيّين.

العنف المنظم والوحشي الذي كان تمارسه النازيّة على اليهود ومنها عملية ’’الزجاج المكسور‘‘ التي تعرّض لها اليهود الألمان في سنة 1911، والتي تشبه عمليّات الرصاص المصبوب 2008-2009 وعمود السحاب 2012 والجرف الصامد 2014 وحارس الأسوار 2020 وآخرها ما أسمته ’’السيوف الحديديّة‘‘ وهي نسخة طِبق الأصل والمعدّلة إجراميّاً ووحشيّة عن العمليّة النازيّة ’’الزجاج المكسور‘‘.

استخدم النازيّون سياسة التهجير القسري، وإعادة التوطين، والطرد، والترحيل، والتهجير الجسدي للأفراد والمجتمعات اليهودية، اليوم إسرائيل تقوم بتطبيقها على سكّان غزّة اليوم بأبشع صور القصف العشوائي والقتل والتدمير الشامل القهر والترهيب.

الاعتقال قام المعتدون باحتجاز اليهود في أحياء سكنية مكتظة ومعسكرات اعتقال ومعسكرات السخرة، حيث مات الكثير من الجوع والمرض وغير ذلك من الظروف اللاإنسانية، كذلك فعلت إسرائيل مع سكّان غزّة التي فرضت عليهم حصاراً خانقاً منذ 17 سنة وجعلت منها معسكر اعتقال كبير لأكثر من مليونين وستمائة ألف فلسطيني عدا اعتقال أكثر من ستة ألاف آخرين.

تفشي السرقة والنهب. كانت مصادرة ممتلكات اليهود وممتلكاتهم الشخصية والأشياء الثمينة جزءاً رئيسياً من الهولوكوست. وهو ما تفعله إسرائيل من مصادرة الأراضي ونهب الممتلكات وبناء المستوطنات العائدة ملكيتها للفلسطينيين.

الإبادة الجماعيّة: مصطلح لم يكن موجوداً قبل عام 1944 وقد وضعه المحامي اليهودي البولندي “رافائيل ليمكين‘‘ ويقصد به: وضع خطة منظمة تتألف من إجراءات مختلفة تهدف إلى تدمير الأساسيات الضرورية لحياة مجموعات قومية، بهدف إبادة المجموعات نفسها.

وبعد أربع سنوات أعادت الأمم المتحدة صياغته من خلال الاتفاقيّة الدوليّة لمنع جرائم الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها لسنة 1948 حيث اعتبرت “الإبادة الجماعية” بمثابة جريمة دولية تتعهد الدول الموقعة عليها “بمنعها والمعاقبة عليها”. وعرّفت الإبادة الجماعية بأنها: ارتكاب أي عمل من الأعمال الآتية بقصد الإبادة الكلية أو الجزئية، لجماعة ما على أساس القومية أو العرق أو الجنس أو الدين، مثل:

– قتل أعضاء الجماعة.

– إلحاق الأذى الجسدي أو النفسي الخطير بأعضاء الجماعة.

– إلحاق الأضرار بالأوضاع المعيشية للجماعة بشكل متعمد بهدف التدمير الفعلي للجماعة كلياً أو جزئياً.

– فرض إجراءات تهدف إلى منع المواليد داخل الجماعة.

– نقل الأطفال بالإكراه من جماعة إلى أخرى.

ولو تتبّعنا ورصدنا ما تقوم به اليوم إسرائيل خلال الأيام القليلة من الجرائم والممارسات فلن يُعيينا الأمر في أن نكتشف بأنها ترتكب جريمة الإبادة الجماعيّة المتكاملة الأركان بحق سكّان غزّة والدليل الجرائم التاليّة:

– مذبحة مشفى وكنيسة المعمداني التي ذهب ضحيّتها أكثر من خمسمائة شهيد، واختلط فيها دم المسلمين والمسيحيّين.

– منع الماء والغذاء والدواء والمأوى عن المدنيّين الفلسطينيّين في غزّة وحصارهم على مدى ’’17‘‘ سنة.

– تدمير البنى التحتيّة الأساسيّة للحياة، وتدمير المساكن والمساجد ودور العبادة والمشافي ودور الرعاية الصحيّة.

– قتل ’’5800‘‘ مدنيّاً منهم ’’2360‘‘ طفلاً و’’1290‘‘ سيدة و’’295‘‘ شيخاً خلال أسبوعين.

– جرح وإصابة أكثر من ’’17000‘‘ مدنيّاً من سكان غزة خلال أسبوعين.

– تدمير أكثر من ’’1300‘‘ مبنى في الأسبوع الأول من القصف الإسرائيلي وأن ’’5544‘‘ وحدة سكنية في هذه المباني دمرت، فيما أصيبت حوالي’’3750‘‘ وحدة أخرى بأضرار جسيمة إلى حد لم تعد قابلة للسكن، وتدمير 177 مدرسة

– وما زال هناك الآلاف من المفقودين تحت الأنقاض.

– تهجير أكثر من ستمائة ألف من سكّان غزّة باتجاه جنوب القطاع ومطاردتهم بالطيران والصواريخ وقتلهم وابادتهم.

فماذا بقي بعد هذا كلّه من الممارسات والجرائم النازيّة لم تفعله إسرائيل بحقّ الفلسطينيين، وماذا ترك نتنياهو لهتلر، ألا يستحقّ الاسرائيليّون لقب ’’النازيّون الجدد‘‘ بامتياز؟

وماذا تركت الحكومات الغربيّة وإعلامها لــ ’’بول يوزِف غوبلز‘‘ ألا يستحفون لقب ’’أكذب من غوبلز‘‘؟.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني