fbpx

مروان الأطرش لـ “نينار برس”: الدعوات لمؤتمر وطني.. رغبة شخصية أم عمل وطني

0 245

لقاءات ميدانية وحوارات تستهدف جمع الفعاليات السياسية والعسكرية والمدنية والأهلية وشخصيات المحطات الثورية في مؤتمر وطني ثوري جامع، لم تتمكن عشرات المؤتمرات من الاستمرار في عملها ودخلت في حالة من الجمود بعد انتهائها وإصدار توصياتها وبياناتها الختامية؛ وذلك نتيجة عدم إدراكها لأدوارها والمهام المنوطة بها؛ حيث تركز همها الرئيس على تقديم أوراق اعتمادها للخارج والتواصل معه طمعاً أن يأخذ بيدها ويدفع بها إلى صدارة المشهد في حال حدوث أي تحول نوعي في الحالة السورية.

هناك من يقول إن سبب فشل العديد من المؤتمرات يعود إلى تأسيس مؤتمرات أحادية الجانب على أساس أيديولوجي، أو لغوي أو ديني أو طائفي أو مذهبي أو مناطقي، الأمر الذي يفكك عرى الوحدة الوطنية عبر استبعاد بقية المكونات ويمهد لتفكيك سورية تنفيذاً لأجندات لا تمت للوطنية بصلة.

بعض هذه المؤتمرات أخذت بالأسلوب الانتقائي في اختيار ممثلين عن منطقة جغرافية بعينها، ولم تلق النجاح، أيضاً فشلت العديد من المؤتمرات التي شكلتها التنظيمات السياسية دون تنظيمات أخرى عسكرية ومدنية وأهلية.

كما طوى النسيان مؤتمرات عقدت بناء على إيحاءات خارجية، أو التي دعا إليها من امتهن السياسة ممن يطمح إلى منصب أو مصلحة شخصية.

نينار برس التقت الأستاذ مروان الأطرش رئيس الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية وأحد مؤسسيها، لمعرفة رأي الكتلة في الدعوات لعقد مؤتمر وطني التي كثرت في الآونة الأخيرة، وكان الحوار التالي:

المطلوب مبادرة جديّة تفضي لأرضية مشتركة للمعارضة

الأستاذ مروان الأطرش

كلنا نرحب بمبادرة جادة تؤدي إلى بناء أرضية مشتركة للمعارضة، لكن المهم هنا ألا تكون كسابقاتها التي تجمع العشرات، دون معرفة الحالة والقدرة التنظيمية لمعظمها وخصوصاً ترابطها مع القاعدة الشعبية الحاضنة، والآليات التي تمكننا من تحقيق هذا الهدف.

نحن بحاجة إلى معارضة منظمة وملتزمة تعمل مع الناس وبينهم، من خلال برامج عمل على الأرض، عبر قيادة موحدة، وإن كانت مشتركة ودون التقليل من قدرات ودور الشخصيات الوطنية.

أثبتت التجارب السابقة أن جمع العشرات من المنظمات والشخصيات، دون التأكد من حقيقة الحالة التنظيمية المتماسكة، وترابطها عملياً وتنظيمياً مع الناس وبينهم في الداخل والخارج، لن ينتج سوى المؤتمر ذاته.

توحيد العمل بين التنظيمات الفاعلة يشكل جذباً للقوى الوطنية

توحيد عمل بعض التنظيمات الفاعلة والجادة المترابطة ذاتياً، التي تتوافق على معظم رؤى الخلاص وأدوات وآليات العمل، يمكن أن يمثل نقطة انطلاق لجذب القوى والشخصيات الوطنية.

كل هذا من خلال برامج عمل تحظى في النهاية بثقة المواطنين وبثقة مفقودة في الحاضر نظرا للتجارب السلبية التي انتجتها مبادرات كثيرة وتجمعنا أهداف المرحلة، وهذا لا يكفي.

هذا رأينا بالطروحات التي دعت لعقد مؤتمر وطني من اليسار ومن الكتلة الجامعة أو من أي جهة كانت، في الفترة الماضية كانت لدينا محاولة لاستشارة الآخرين حتى نصل إلى نتيجة، لأن الدعوات إذا لم تكن جدية ولم تبدأ من الصفر ولم يكن لها نواة صلبة، تبقى مجرد دعوات وتتنهي ونؤكد على ضرورة لقاء الآخرين باليسار وغيره حتى يتم التنسيق، هناك مبادرات كثيرة لا نعلن عنها لأن الإعلانات لا تفيد، نلتقي ونلتقي منذ خمس سنوات.

نحن لا نعلن عن هذه اللقاءات حتى نصل إلى نتيجة، ويمكننا جمع العشرات أشخاصاً ومجموعات، وإذا لم نصل إلى عمل مشترك حقيقي، فهذا لن يفيد، الفكرة أن نلتقي مع الآخرين هذا رأينا ككتلة وطنية بالدعوات المتكررة لعقد مؤتمر وطني وإذا لم نأخذ بعين الاعتبار هذه الأشياء لن يفيد.

الدعوات التي لا نتائج لها زادت من إحباط السوريين

هذه الدعوات على صفحات الإعلام جيدة لاستنهاض الناس لكن أي دعوة من هذا النوع – وقد شاركت بعدد منها وكنت أرفض بعضها منها لأن الكثير من الأسماء غير معروف إذا كان له قاعدة ذاتية منظمة أو مجموعة شكلت وانتهت أو كانت مجرد مجموعة بشكل اسمي أو مجموعة على وسائل التواصل الاجتماعي – لكنها لا تفيد، منذ أكثر من خمس سنوات، نجتهد ونتعب ولاحقاً نتوقف، والحقيقة فإن العمل الجدي يجب أن يكون بصمت، يمكن أن نقول جميعاً هناك ضرورة لعمل جبهة وطنية قاعدة صلبة قبل أن ندعو لمؤتمر وطني يكون نتيجة لمشاورات وأبحاث وبعد أن ننتهج الصراحة ونكشف بكل صدق من نحن ومن الآخرون، عندما أريد أن أتعاون مع آخرين، يجب أن أعرف ماهي قاعدتهم على الأرض، ماهي نشاطاتهم ماهي إمكانياتهم، إذا كانت هذه المعلومات حقيقية، ووصلنا إلى تقارب في الآراء، أمكننا أن نحصل على نتائج مرضية.

علينا أن نبدأ من الصفر، من تشكّل أول نواة صلبة أنتجت قيادة مشتركة وقدمت عملاً مشتركاً ومهاماً مشتركة، السوريون سئموا الدعوات التي لا تؤتي أكلها، لأنها تزيد من إحباطهم.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني