fbpx

تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول “الأطفال والنزاع المسلح” في سوريا في عام 2021

0 95

قدَّم الأمين العام للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن الدولي تقريرَه السنوي حول “الأطفال والنزاع المسلح” عن عام 2021، وقد سلَّط التقرير الضوء على الاتجاهات السائدة فيما يتعلق بأثر النزاع المسلح على الأطفال، وتضمَّن التقرير الانتهاكات المرتكبة من قبل أطراف النزاع من قوات حكومية وجماعات مسلحة أخرى تابعة للحكومة، أو مناهضة لها، بحقِّ الأطفال في عدة دول من بينها سوريا في عام 2021، كما يُحدد التقرير المسؤولين عن الانتهاكات.

وبدورها “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” باعتبارها مصدراً أساسياً للانتهاكات بحقِّ الأطفال في سوريا، وكونها تقوم بمراجعة سنوية للتقارير الصادرة عن الأمين العام للأمم المتحدة عن الأطفال، أصدرت يوم الاثنين 15 آب 2022 بيان خاص، قامت فيه بتحليل ما جاء في التقرير.

حيث أوضح البيان تصدَّر النظام السوري وحلفاؤه مرتكبي الانتهاكات المرتبطة بالقتل والتشويه، فيما حلَّت قوات سوريا الديمقراطية ثانياً من حيث الانتهاك ذاته.

وعلى صعيد تجنيد واستخدم الأطفال تصدرت جميع فصائل المعارضة المسلحة بقية أطراف النزاع، تلتها هيئة تحرير الشام، وحلَّت قوات سوريا الديمقراطية ثالثاً.

فيما تصدرت قوات سوريا الديمقراطية بقية أطراف النزاع من حيث حالات سلب الحرية، والاعتداء على المدارس، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، وحلَّت قوات النظام السوري ثانياً في هذه الانتهاكات.

أبرز الانتهاكات بحق الأطفال في سوريا:

 قال التقرير إنه تحقق من وقوع 2271 انتهاكاً جسيماً ضدَّ الأطفال في سوريا، تضمَّنت القتل والتشويه، والتجنيد، والاحتجاز وسلب الحرية، والعنف الجنسي، والهجمات على المدارس والمشافي، والاختطاف ومنع وصول المساعدات الإنسانية، وتضرر منها ما لا يقل عن 2022 طفلاً، وذلك في عام 2021.

سلب الحرية:

تحقق التقرير من 62 حالة سلب حرية لأطفال في المدة التي يغطيها، وأسند المسؤولية عن 52 منها لقوات سوريا الديمقراطية، و8 حالات نفذتها قوات النظام السوري والقوات الموالية له، وأشار التقرير إلى ما لا يقل عن 800 طفل لا يزالون رهن الاحتجاز في شمال شرق سوريا بزعم ارتباطهم بتنظيم داعش.

سوريا الأسوأ في العالم من حيث تجنيد واستخدام الأطفال:

سجل التقرير تجنيد واستخدام 6310 أطفال، وكانت سوريا أسوأ بلد في العالم من حيث تجنيد واستخدام الأطفال، فوفقاً للتقرير تم تجنيد واستخدام 1296 طفلاً في سوريا في عام 2021، موضحاً أن 1285 طفلاً منهم قد قاموا بدور قتالي، وهذا التقرير يشير إلى ارتفاع هذه الحصيلة عما سجله التقرير السابق للأمين العام لعام 2020، والذي ذكر تجنيد واستخدام 837 طفلاً في سوريا.

وفقاً للتقرير فقد تصدرت فصائل في المعارضة المسلحة بقية أطراف النزاع من حيث تجنيد الأطفال واستخدامهم بـ 596 حالة، تلتها هيئة تحرير الشام بـ 380، فيما حلت قوات سوريا الديمقراطية ثالثاً بـ 245.

سوريا ثاني أسوأ بلد في العالم من حيث عمليات القتل والتشويه:

جاء في التقرير أن القتل وتشويه الأطفال تصدَّر جميع الانتهاكات التي سجلها، وقد تعرض 8070 طفلاً للقتل والتشويه، وأشار إلى أن 2257 منهم قد قتلوا أو شوهوا بسبب المتفجرات من مخلفات الحروب، العبوات الناسفة والألغام.

تحقق التقرير في سوريا من قتل وتشويه 898 طفلاً، قتل منهم 424، وتعرَّض 474 للتشويه، مما جعلها ثاني أسوأ بلد في العالم بعد أفغانستان من حيث عمليات القتل والتشويه، والخامس من حيث عمليات التشويه. وكانت قوات النظام السوري هي أسوأ أطراف النزاع من حيث حالات القتل والتشويه بـ 301 طفلاً.

ووفقاً للتقرير فإن نحو 34 % من حالات القتل والتشويه نتجت عن انفجار ذخائر من مخلفات الحرب و33 % نتيجة عمليات القصف. وذكر التقرير أنَّ معظم هذه الحوادث قد وقعت في محافظتي حلب وإدلب (291 – 290 على الترتيب).

سوريا ثالث أسوأ بلد في العالم من حيث الاعتداء على المدارس والمشافي:

تحقَّق التقرير من 45 هجوماً على مدارس ومشاف في سوريا في عام 2021، كانت منها 23 هجوماً على يد قوات النظام السوري وحليفه الروسي، بينها 3 نسبها التقرير للقوات الروسية الجوية الموالية للحكومة، فيما كان 11 هجوماً على يد قوات سوريا الديمقراطية، ووفقاً للتقرير كانت 40 % من هذه الهجمات في محافظة إدلب، تلتها درعا بـ 20 %.

استخدام المدارس والمشافي لأغراض عسكرية:

 سجل التقرير 20 حادثة (17 مدرسة، 3 مشافٍ)، وحمل مسؤولية 15 منها لقوات سوريا الديمقراطية (وحدات حماية الشعب الكردية، وحدات الحماية النسوية، قوى الأمن الداخلي).

سوريا رابع أسوأ بلد في العالم من حيث منع المساعدات الإنسانية:

أوضح التقرير أن الأمم المتحدة قد تحققت من 3945 حادثة من حالات منع إيصال المساعدات الإنسانية، وجاءت سوريا رابع أسوأ بلد على مستوى العالم في هذا الجانب بـ 24 حادثة، وكانت قوات النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية أسوأ أطراف النزاع بـ 5 و6 حوادث لكل منهما على الترتيب.

التعاون مع آلية الرصد والإبلاغ في منظمة اليونيسيف وفريق الاختفاء القسري في الأمم المتحدة:

أوضح البيان أن آلية الرصد والإبلاغ في سوريا منذ عام 2014، قامت بتوثيق الانتهاكات الجسيمة لحقوق الطفل في سياق النزاع المسلح والتحري عنها بشكل منهجي، وأنها هي التي كانت مكلفة من قبل مجلس الأمن وفق القرار 1612 للعام 2005، والقرارات اللاحقة وقد تم تفعيلها بعد أن تم إدراج أطراف النزاع التي ترتكب انتهاكات جسيمة بحق الأطفال في التقرير السنوي للأمين العام بخصوص الأطفال والنزاع المسلح.

وأشار البيان أن “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” تتعاون مع آلية الرصد والإبلاغ في سوريا عبر مشاركة شهرية مستمرة من خلال توثيقها لأصناف متعددة من الانتهاكات بحق الأطفال، مثل قتل وتشويه الأطفال؛ التجنيد، الخطف، الاعتقال، الاعتداء على المدارس والمشافي والكادر الصحي أو التعليمي، العنف الجنسي، منع وصول المساعدة الإنسانية للأطفال.

وختم البيان بتأكيد الشبكة السورية لحقوق الإنسان على أهمية وحيوية عمل آلية الرصد والإبلاغ في سوريا، وبأنها سوف تستمر بالتعاون ومشاركة البيانات معها، كما هو الحال مع عدد من الهيئات التابعة للأمم المتحدة العاملة في سوريا، وأنها تعتبر ذلك يدخل ضمن مسار العدالة عبر فضح مرتكبي الانتهاكات وتشكيل ضغط عليهم وعلى الداعمين لهم، تأسيساً لمحاسبتهم؛ أملاً أن يشكل هذا التقرير ضغطاً على جميع أطراف النزاع في سوريا، ليدفعهم للتوقف عن ارتكاب انتهاكات بحق أطفال سوريا.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني