fbpx

الناشطة الحقوقية روز النميري لـ نينار برس: الثورة مستمرة رغم تأخر الانتصار على نظام الاستبداد الأسدي

0 188

الحديث عن الثورة في ذكراها الحادية عشرة يحيل إلى واقعها الحالي، كما يحيل إلى وضع السوريين الاجتماعي والإنساني والمعيشي، فما تركته حرب النظام الأسدي على السوريين بكل فئاتهم وأعمارهم، إنما يشير إلى حقيقة نتائج ما جرى في هذه الحرب الظالمة.. نينار برس سألت الناشطة الحقوقية روز النميري عما حدث من تغيرات اجتماعية في المجتمع السوري فكانت هذه الإضاءة.

ضعف الترابط الاجتماعي

الحرب التي شنّها النظام الاستبدادي الأسدي على الشعب السوري، أدّت بالضرورة إلى حصول تغيّرات عميقة في بنية المجتمع السوري، على صعد الترابط العام الاجتماعي، والترابط الأسري الخاص، في هذا الأمر تقول الناشطة روز النميري المنحدرة من مناطق حوران السورية:

“بالنسبة للترابط الأسري، صار هناك تفكك على مستوى العائلة السورية، حيث توزع أفراد هذه العائلات في أكثر من منطقة لجوء أو نزوح، وهذا أدّى إلى ضعف في النسيج الاجتماعي الأسري والعام السوري”.

لكن روز النميري، تعتقد: “أن الحرب على الشعب السوري خلقت في داخل كل فردٍ منا قسوةً، هذه التغيرات في بنيتنا النفسية، أحالتنا جميعاً إلى الحاجة للتشافي النفسي، مما تركته مشاهد الدمار والقصف العشوائي على الآمنين في بيوتهم من أطفال ونساء وشيوخ ورجال وشباب”.

وتعترف النميري، بأنها خضعت لعلاج نفسي، للخلاص مما تعانيه من عذابات، تقول عنها: “إنها آلام نفسية سبّبها الاعتقال والخوف الشديد مما يفعله نظام الاستبداد الأسدي بالناس، وسببها أيضاً، شرذمة الأسرة الواحدة، التي طغت على حياة قطاع واسع من الأسر السورية”.

لكن النميري، التي مرّت بكل هذا القهر، ترفض القول الذي يردده البعض أن (الثورة انتهت)، فتقول: “أحد عشر عاماً من الثورة المستمرة، يأتي من يقول إن الثورة لم تعد موجودة، في حين نجد أن أي كلام من الشبّيحة أو المؤيدين لنظام الاستبداد القهري، يعيد انتاج هذه الثورة في أعماقنا”. مضيفةً: “رغم أننا في لجوئنا ونزوحنا نعاني من مصاعب العيش وتأمين اللقمة، نحرص على ألا تحيلنا أوضاعنا الصعبة هذه إلى اليأس، فنحن نؤمن بانتصار ثورتنا رغم تأخره”.

وترى النميري: “أن الحرب على الشعب السوري أثّرت على مجمل العلاقات الاجتماعية بين السوريين، فخفّ الترابط، وتحوّلت المشاعر وتغيّرت الاحتياجات الاجتماعية”.

مبيّنة أن الثورة أخذت الكثير من السوريين، وهم ينتظرون أن يحصدوا نتائجها في دولة المواطنة والمؤسسات والعلاقات الإنسانية الرحيمة، وهذا يجعل كل سوري على العموم في حالة أمل مستمر رغم فظاعة ما جرى ويجري.

الناشطة الحقوقية روز النميري

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني