fbpx

العميد المنشق نبيل الدندل لـ نينار برس: انتفاضة السويداء حراك ثوري عظيم سيساهم في إسقاط النظام

0 80

العميد نبيل الدندل ضابط سوري عمل لمدة ثلاثين عاماً في جهاز الأمن السياسي في سورية، وشغل منصب رئيس فرع الأمن السياسي في اللاذقية معقل آل الأسد. كان من اوائل الضباط المنشقين الذين انحازوا لثورة الشعب السوري عام 2011. ينحدر الدندل من محافظة دير الزور ويعود نسبه لقبيلة العكيدات، وتعتبر عائلته من مشايخها.

نينار برس وضعت أسئلتها أمام العميد نبيل الدندل فكان هذا الحوار:

س1: تفجّر الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي في قطاع غزة بعد قيام كتائب عزالدين القسّام بمهاجمة مستوطنات غزّة. كيف تنظرون إلى هذه من رؤيةٍ سوريةٍ؟ وهل ستنعكس هذه التطورات على القضية السورية؟ وكيف؟

يقول العميد نبيل الدندل: من مزايا ثورة الشعب السوري أنها كشفت القناع عن كثير من السوريين الذين تسلقوا سُلمها، لكنهم سقطوا في أول اختبار بعد أن ابتعدوا عن جوهرها، وانساقوا وراء جوع بطونهم وأجنداتهم العرقية والطائفية، فبدلاً من أن يوحدوا الحراك الثوري فتتوه إلى فرقٍ وأحزابٍ يقتل بعضها البعض من أجل حفنة من الدولارات أو عمالة للنظام أو لقوة إقليمية أو دولية.

ويضيف الدندل: أيضاً عرّت ثورتنا حسن نصر اللات وكشفت حقيقة ارتباطه بمشروع فارسي صهيوني، يستهدف عروبة سورية واجتثاثها، ومن هنا يأتي موقف حركة حماس، التي تخلّت عن جوهر إيمانها وعروبتها، لتنحاز إلى حلف الفرس الذي يحمل مشروعاً صهيونياً واضح المعالم.

ولابد هنا من الإشارة إلى بعض النقاط في تاريخ حماس.

لقد صرّحت إسرائيل علناً أنها اخطأت خطأً جسيماً، عندما صنعت حركة حماس لتكون عثرة في وجه تحقيق تطلعات القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني.

انحياز حماس إلى المشروع الفارسي ونظام بشار الأسد وحسن نصر اللات الذين سلّموا أربع عواصم عربية لأسيادهم الفرس.

ويتابع الدندل إجابته على سؤالنا فيقول: لقد تناست حماس تصريحات ملالي إيران إن المسجد الاقصى “دنّسه” عمر بن الخطاب، ويجب هدمه، وهو لا يعنينا بشيء، وإن حذاء أي شيعي هو أشرف من الأقصى.

فنحن كشعب سوري نرى إن حماس هي من أجندة قوى عالمية خفية، تمهّد من خلال أعمالها إلى اجتثاث الشعب الفلسطيني، وتهجيره مرة أخرى.

وكثورة شعب سوري، نرى أن الفرس قبل القدس، وهم الأخطر على عروبتنا وديننا الحق، فوقوف حماس مع الفرس ونظام بشار الأسد يجعلنا نتبرأ منها مع احتفاظنا بالود لشعبنا الفلسطيني وحقه في العيش بسلام.

فما قامت به حماس في غزة هو بالتأكيد الهدف منه إنقاذ نظام بشار الأسد والتنفيس له، من خلال خطة محكمة أعدها الفرس بإتقان خاصة بعد ثورة أهلنا في السويداء وظهور بوادر تململ لدى أخوتنا العلويين، ينذر بعصيان على النظام والانضمام إلى الحراك الثوري، الذي أهم مرتكزاته اسقاط هذا النظام.

س2: هناك انتفاضة وطنية سلمية في السويداء، وانتفاضة مسلحة في الريف الشرقي بدير الزور. هل يمكنكم قراءة أفق الانتفاضتين؟ ما تأثيرهما الفعلي على وضع النظام الأسدي؟ وهل تعتقدون أنه يمكن انتقال شرارة الانتفاضتين إلى مناطق أخرى يسيطر عليها نظام الأسد كالساحل مثلاً؟.

يقول العميد نبيل الدندل في إجابته على سؤالنا الثاني:

انتفاضة السويداء هي حراك ثوري عظيم سيساهم في إسقاط نظام الأسد، وبدأت انعكاساته تظهر في الساحل السوري، وكذلك انتفاضة أبناء دير الزور ضد أحد وأهم قواعد النظام في الجزيرة والفرات، وإن مثلث الحراك الثوري (الدروز والعلويين والقبائل) مثلثٌ سيرسم مستقبل سورية، ويخلّصها من النظام المجرم.

ويرى العميد الدندل: إن حراك السويداء له رمزية، فهو يستند الى موروث الثورة السورية الكبرى، التي قادها سلطان باشا الأطرش، والآن يقود الحراك رجل مهم هو الشيخ الهجري.

ويعتقد الدندل: إن هذا المثلث الثوري يحتاج إلى التنسيق وتشكيل قيادة وطنية بعيدة عن أجندات الإسلام السياسي المخترق والمتآمر على تطلعات شعب سورية لإقامة دولة وطنية مدنية تحقق رغبة أبناء سورية.

س3: قسد كما يتفق كثيرون على اعتبارها ميليشيا لا علاقة لها بالثورة السورية، وإنها ميليشيا لتنظيم عابر للوطنية هو حزب PYD الذراع السوري لحزب كردي تركي هو PKK تخدم أجندة خاصة برؤية هذين التنظيمين. هل تعتقدون أن مطلبهم بالفيدرالية يمكن الموافقة عليه؟ أليس هو مقدمة لفصل منطقة الجزيرة عن سورية؟ كيف تقترحون التعامل سوريّاً من قبل قوى الثورة مع هذه الطروحات وهذا التنظيم؟

أجاب العميد نبيل الدندل على سؤالنا الثالث قائلاً:

لا يخفى على أحد، إن حافظ الأسد وبتخطيطٍ مبرمجٍ مع أسياده حاول إيجاد أوراق إقليمية يستطيع من خلالها تحقيق طموحاته العرقية والطائفية، فحزب الله مثال جيد لهذا التوجه، ودعم المعارضة الشيعية العراقية لإسقاط حزب بعثي وقيادة عربية ووقد نجح في ذلك وكانت عينه ترنو إلى تركيا، هذا البلد الي توجد به كتلة اجتماعية ودينية من خلفاء وسلاطين العثمانيين، الذين يمقتهم حافظ الأسد، فمدّ جسوره الخفية مع أبناء الطائفة العلوية، وخاصة الضباط منهم، كي يقوموا بانقلاب في تركيا يهيمن فيه العلويون والأكراد للتخلص من موروث العثمانيين نهائياً، ومحاربتهم وتهجيرهم كما فعلوا في سورية والعراق ولبنان واليمن، لذلك قام حافظ الأسد بالتواصل مع أكراد تركيا، وتمّ إنشاء حزب العمال الكردستاني في مدينة أورفا، وفتحت المخابرات السورية أبوابها له، وفتحت معسكراً للتدريب وأجبرت شباب الكرد السوري للانضمام إليه ومساندته، فهذا التنظيم مشبوه وينسق مع الحركة الصهيونية، والدليل احتضان أمريكا له وحمايته.

ويضيف العميد نبيل الدندل: كان دخول قسد إلى مناطق الجزيرة والفرات لعدة أسباب:

– القضاء على قواعد ومرتكزات الجيش الحر نهائياً هناك لصالح نظام الأسد.

– اجتثاث العرب في المنطقة وتوطين الكرد والفرس على الفرات.

– مؤازرة إيران في تواجدها غرب الفرات إذا لزم الأمر.

– إقامة دولة غرب كردستان من الباغوز على الحدود العراقية حتى الساحل السوري بعلم وتنسيق مع بشار الأسد، على أن ينضمّ العلويون لاحقاً لهذه الدولة، ويتم إسكان عرب الفرات في بادية تدمر وربما توحيدهم بدولة مع الأنبار.

لذلك، فالمعارضة التركية ضليعة في هذا، وهي تتلقى الدعم بما تقوم به الآن في تركيا ضد العرب والمسلمين.

س4: الوضع في سورية مرتبط بأوضاع صراعات أخرى بين الروس وإيران من جهة، والغرب من جهة أخرى. هل تعتقد أن من الممكن فكّ ارتباط الحل السياسي للوضع السوري عن حلول قضايا أخرى كالحرب الروسية على أوكرانيا وقضايا الطاقة والدرع الصاروخية الغربية في أوربا؟ هل الظروف الداخلية السيئة للنظام تساعد على الحل تحت سقف القرار الدولي رقم 2254؟ أم أن قرار الحل ليس بيد النظام فعليا وإنما بيد إيران وروسيا؟

يقول العميد نبيل الدندل في إجابته على سؤالنا الرابع:

وأنت تستمع الى بوتين في آخر لقاء له على روسيا اليوم، عندما تمّ سؤاله عن سبب دعمه لبشار، حيث قال: “إن انتصار الشعب السوري هو تهديد للأمن القومي الروسي، وقال إن الشواهد من التاريخ كثيرة”.

هذا يعني حسب مفهومه، إن عرب سورية بحالتهم الإيمانية النقية هم خطر على روسيا، لذلك هو يلتقي مع إيران بنفس الهدف، وهو اجتثاث العروبة والنقاء الايماني، ولا شك إن بشار شريكٌ ومنفذٌ مهمً لهذا التوجه.

ويتابع العميد كلامه فيقول: كل من يقول إن بشار يسعى إلى حل فهو جاهل، لو كان بشار يريد حلاً وطنياً لفعلها منذ أول يوم في الثورة، ولكنه شريكٌ وضليعٌ في التآمر كأبيه على سورية ومستقبلها العربي الأصيل.

ويعتقد الدندل أنه: لا أفق للحل في سورية وما حدث في غزة هو البداية لحل مشاكل المنطقة عبر مؤتمر للسلام الشرق أوسطي، تعمل كل من أمريكا وإسرائيل ودول الخليج على عقده ربما في أوائل عام 2027.

وإن كل الأحداث في الشرق الاوسط بنتائجها هي لخدمة إسرائيل ومشروعها في المنطقة ليس أقل أو أكثر.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني