fbpx

السوري رائد وسط جائحة الكورونا

0 1٬023

الحرب لم توقفه، والكورونا حركته..

إنه السوري الشجاع الذي أخذ احتياطات الموت وسار على الطريق يختال كالملوك في بلاد المنفى، قد يستغرب بعضهم هذا الغزل في مقدمة من المفترض أنها خبرية لكنها هنا تعريفية بعيدة عن التزييف أو الزيادة أو التضخيم.

أقل من أسبوعين الفترة التي تفصلنا عن أول إعلان لمنظمة الصحة العالمية أن كورونا تحول إلى وباء عالمي قد لا يسلم أو يخلو منه بلد، وبدأت الدول تعلن الواحدة تلو الأخرى أعداد مرضاها وتحصي عدد وفياتها.

في حين خرج العديد من زعماء الدول يحذر ويطالب بالحجر الصحي المنزلي، وأخذ الاحتياطات والتدابير في مواجهة خطر الجائحة، ظهر زعماء آخرون بلغة أقسى و أكثر صرامة مثل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي قال: “هذه أسوأ أزمة صحية في العصر الحديث ” واستتبع قائلاً: “يجب علي أن أرفع المستوى مع الرأي العام البريطاني، المزيد من العائلات ستفقد أحبائها قبل أن يحين وقتها”، أما رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز فقال: “الأسوأ لم يأت بعد”.

لكن بين هذه وتلك من دول اللجوء بدأ شباب وشابات سوريون يرفعون أصواتهم متطوعين لعلاج ومساعدة مرضى الكورونا، الطرق مختلفة والأشغال متنوعة، والنتيجة واحدة، هي انس همك.

رجا الأسكلي طالبة طب أسنان في سنتها الثالثة، قدمت إلى الدنمارك عندما كانت صغيرة، قررت رجا التطوع بمراكز الكورونا بعد أن أطلق النظام الصحي هناك حملة التطوع بمراكز الكورونا لأي شخص درس مادة متعلقة بالطب.

رجا قالت: “أنا اعتقدت أن هذا واجبي لأن دراستي طبية وإذا فكر كل شخص أن ينأى بنفسه عن المساعدة هذا يعني أنه لن يوجد إلا قلّة ممن يقدّم المساعدة في هذه الأزمة ونحن الشباب أكثر فئة فعالة سواء كنا عرباً أو أوروبيين.

وأضافت الأسكلي، حالياً انا أذهب إلى المرضى من كبار السن والقابعين في الحجر الصحي، أساعد في جلب أغراض أو أدوية من الصيدليه أضعها أمام الباب وأمضي.

وتحدثت أيضا عن مبادرة مجموعة أعضاء مكتبة كتابي من ورق الإلكترونية على الفيس بوك، اقترح الأدمن مبادرة المساعدة وكل شخص قادر على المساعدة يضع معلومات التواصل والمدينة والبلد الي يستطيع المساعدة فيها… نحن في بلدان مختلفة والفكرة لاقت صدى كبيراً.

 

هذا الأمر يسعدني كشخص عربي عاش في بلد أوروبي ويرى الشباب العرب يتهافتون إلى المبادرة الإنسانية.

 

محمد بخوري 26 عاماً، سوري من محافظة إدلب قدم إلى ألمانيا قبل أربع سنوات للعلاج ومازال يكمل سلسلة عملياته الجراحية.

تطوع محمد ضمن مبادرة كتابي من ورق أيضاً، حيث يبدأ يومياً بثاً مباشراً على موقع فيس بوك من الساعة الثامنة مساءً وحتى الحادية عشر ليلاً نقرأ فيها كتاباً، كل شخص يقرأ لمدة عشر دقائق لكسر حاجز الملل بسبب الحجر الصحي،  والاستفادة من القراءة.

ذكر بخوري أن بعض المتطوعين يذهبون إلى منازل العاملين في القطاع الصحي لرعاية أبناءهم أثناء فترات غيابهم الطويلة، أما هو شخصياً كان يحرص على الذهاب مع اللاجئين والرعايا العرب الذين لم يتقنوا اللغة الألمانية بعد ليساعدهم في الترجمة لدى الدوائر العامة والحكومية والمشافي.

 

أما شادي شحادة 33 سنة حقوقي سوري مقيم في سويسرا منذ عام 2013 ويعمل في منظمة “أوسم” الإنسانية الطبية، قال:

إن الفكرة كانت لزوجته التي حاولت تأمين أغراض لوالديها حتى لا يغادروا المنزل بما أن الكورونا يؤثر على كبار السن أكثر من باقي الفئات العمرية في المجتمع.

 

قال شادي: تواصلنا مع منظمات وبلديات ونشرنا على مجموعة واتساب وكانت النتيجة تطوع الكثير من الشباب، وزعنا أوراقاً على الصيدليات والمحلات كتبنا فيها أسمائنا، أرقامنا، والأوقات المتوفرة لدينا للمساعدة، حتى آلية كتابة المشتريات تم تنسيقها حتى تَسهل عملية تواصل الناس معنا.

 

ختاما وجه شحادة رسالة إلى أهل سوريا بضرورة اتباع الحماية والاحتياطات، وتطبيقها لفترة حتى ترحل هذه الجائحة بعيداً عن البشرية، الدول الكبرى انهارت صحياً أمام هذا الحدث، فماذا سيحدث مع السوريين ضمن وضع صحي متهالك وإمكانيات طبيّة بسيطة، لا تتنقلوا، أوقفوا الزيارات مؤقتاً، اغسلوا أيديكم بالماء والصابون أكثر مما كنتم تفعلون سابقاً، لم يكن بإمكاننا سابقاً أن نتصدّى للقذائف والبراميل ولم نستطع إيقافها، لكن مجرد تطبيق الشروط الأساسية المعلن عنها من منظمة الصحة العالمية قد يقيكم ويقي أحبائكم من فراق أنتم بغنى عنه الآن مع المأساة السورية المستمرة.

 

ومن الجدير بالذكر أن مخيمات السوريين في شمال غربي سوريا تعاني نقصاً شديداً في الخدمات الصحية والطبية، حيث نزح في خمسة الأشهر الأخيرة فقط قرابة مليون إنسان باتجاه الحدود التركية السورية هرباً من آلة الأسد العسكرية وداعميه الروس والإيرانيين.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني