أصدرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، يوم الأربعاء 2 تشرين الثاني 2022، تقريرها الشهري الذي يرصد حصيلة عمليات الاعتقال التَّعسفي في تشرين الأول على يد أطراف النِّزاع والقوى المسيطرة في سوريا، وقالت فيه “إنَّ ما لا يقل عن 208 حالة اعتقال تعسفي بينهم سبعة أطفال وخمس سيدات، قد تمَّ توثيقها في تشرين الأول 2022، وأشارت إلى أنَّ استئناف العمل ببرنامج العودة الطوعية الذي تقوم به مديرية الأمن العام اللبناني منذ عام 2017 يشكل تهديد خطير على مصير العائدين.
حصيلة حالات الاعتقال التعسفي منذ بداية عام 2022:
وثق التقرير ما لا يقل عن 1812 حالة اعتقال تعسفي منذ مطلع العام الحالي وحتى تشرين الثاني، بينهم 93 طفلاً و62 سيدة، وقد تحوَّل 1365 منهم إلى مختفين قسرياً.
توزُّع حالات الاعتقال التعسفي في تشرين الأول بحسب أطراف النزاع:
سجَّل التقرير في تشرين الأول ما لا يقل عن 208 حالة اعتقال تعسفي بينها سبعة أطفال وخمس سيدات، وقد تحوَّل 124 منها إلى حالات اختفاء قسري، وقد توزعت الاعتقالات على جميع أطراف النزاع.
وفق التقرير فإن ما لا يقل عن 86 حالة اعتقال تعسفي على يد قوات النظام السوري، و49 حالة اعتقال على يد هيئة تحرير الشام.
فيما سجَّل التقرير 46 حالة اعتقال بينهم سبعة أطفال على يد قوات سوريا الديمقراطية، و27 حالة اعتقال تعسفي بينهم سيدة واحدة على يد الجيش الوطني.
توزُّع حالات الاعتقال التعسفي في تشرين الأول بحسب المحافظات:
أظهر التقرير أنَّ الحصيلة الأعلى من حالات الاعتقال التعسفي في تشرين الأول كانت من نصيب محافظة حلب تليها دير الزور ثم ريف دمشق ثم الرقة ثم دمشق ثم حماة تلتها إدلب ثم حمص والحسكة.
الاعتقالات في مناطق سيطرة النظام السوري:
أوضح التقرير بأن قوات النظام السوري استمرت في ملاحقة واعتقال الأشخاص الذين أجروا تسوية لأوضاعهم الأمنية في المناطق التي سبق لها أن وقَّعت اتفاقات تسوية معه، وتركَّزت في محافظتي ريف دمشق ودرعا، كما أشار إلى عمليات اعتقال عشوائية بحق مواطنين في محافظات ريف دمشق ودمشق ودير الزور والسويداء.
وأضاف التقرير بأن عمليات اعتقال متفرقة قام بها فرع الأمن الجنائي استهدفت عدداً من المدنيين لم تستثنِ السيدات منهم، وذلك على خلفية حصولهم على حوالات مالية بالعملة الأجنبية (الدولار)، وتركزت في محافظات دمشق وحماة.
وذكر التقرير أن عمليات اعتقال تعسفي استهدفت العائدين “اللاجئين والنازحين” أثناء محاولتهم الوصول إلى مناطق عودتهم الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري، وتركزت هذه الاعتقالات في مطار دمشق الدولي بمدينة دمشق والمعابر الحدودية مع لبنان.
وأشار التقرير إلى أن اللاجئين الذين عادوا عبر المعابر مع لبنان لم يكونوا ضمن برنامج العودة الطوعية الذي أعلنت المديرية العامة للأمن العام في لبنان عن استئنافه منذ 5/ أيلول/ 2022.
على صعيد الإفراجات:
رصد التقرير إفراج النظام السوري عن قرابة ثلاثة أشخاص في تشرين الأول على خلفية قانون العفو رقم 7/ 2022، في 30 نيسان المنصرم 2022، كما رصد إخلاءه سبيل ثمانية أشخاص، معظمهم من محافظتي دمشق ودرعا، وذلك بعد انتهاء أحكامهم التعسفية، ولم يرتبط الإفراج عنهم بقانون العفو المذكور.
وسجل التقرير الإفراج عن عددٍ من الحالات بعد مضي أيام أو أشهر قليلة على اعتقالهم، من دون أن يخضعوا لمحاكمات، وكان معظمهم من أبناء محافظتي دير الزور وحماة، أمضى جميع المفرج عنهم مدة احتجازهم ضمن الأفرع الأمنية.
الاعتقالات في مناطق سيطرة ” قسد”:
سجل التقرير استمرار قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في سياسة الاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري في تشرين الأول، ورصد حملات دهم واحتجاز جماعية استهدفت مدنيين بذريعة محاربة خلايا تنظيم داعش.
كما رصد عمليات احتجاز استهدفت عدداً من المدنيين وذلك ضمن أُطر حملات دهم واعتقال جماعية وعلى نقاط التفتيش بهدف سوقهم إلى معسكرات التجنيد التابعة لها وتركَّزت هذه الاعتقالات في محافظتي دير الزور والرقة.
كما سجل التقرير اختطاف “قسد” أطفالاً بهدف اقتيادهم إلى معسكرات التدريب والتجنيد التابعة لها وتجنيدهم قسرياً، ومنعت عائلاتهم من التواصل معهم، ولم تصرح عن مصيرهم.
الاعتقالات في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام:
شهدَ شهر تشرين الأول عمليات احتجاز قامت بها هيئة تحرير الشام بحق مدنيين، تركَّزت في محافظة إدلب وشملت نشطاء إعلاميين وسياسيين، حصل معظمها على خلفية التعبير عن آرائهم التي تنتقد سياسة إدارة الهيئة لمناطق سيطرتها، تمَّت معظمها بطريقة تعسفية.
كما سجل التقرير عمليات احتجاز استهدفت عشرات من المدنيين وعناصر من فصائل الجيش الوطني، تركزت في مدينة عفرين وبعض القرى التابعة لمدينة عفرين في ريف محافظة حلب، وذلك بعد سيطرتها على مدينة عفرين، وسجل الإفراج على عددٍ منهم بعد صفقة تبادل قامت بها الهيئة مع فصائل في الجيش الوطني.
الاعتقالات في مناطق سيطرة الجيـش الوطنـي:
سجل التقرير حالات اعتقال تعسفي فـي مناطـق سـيطرة الجيـش الوطنـي تركزت فـي محافظـة حلـب، وحـدث معظمهـا دون وجـود إذن قضائـي ودون مشـاركة جهـاز الشـرطة، ودون توجيـه تهـم واضحة.
كما سجل عمليات دهم واعتقال في بعض القرى التابعة لمدينة عفرين في ريف محافظة حلب بحثاً عن محتجزين استطاعوا الفرار من مراكز احتجاز تابعة لفصائل في الجيش الوطني، أثناء سيطرة هيئة تحرير الشام على مدينة عفرين.
وختم التقرير بجملة من الاستنتاجات القانونية والتوصيات لجميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية المؤثرة في القضية السورية.
[…] للتقرير فإنَّ ما لا يقل عن 208 حالة اعتقال تعسفي بينها سبعة أشخاص، وخمس… قد تم تسجيلها على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في […]