fbpx

الطلاب السوريين في الجامعات التركية

0 545
مقدمة :

تعتبر الأسرة السورية (على اختلاف مشاربها) من الأسر الحريصة على تعليم أبنائها ، حيث ترى في دخولهم الجامعة نقطة تحوّل في حياتهم سواء أكان شاباً أم فتاة .

كان دخول الجامعة هاجساً لدى الشاب السوري في وطنه ، ومازال هذا الهاجس يؤرقهُ في بلاد اللجوء . 

فما هو واقع الطالب السوري في الجامعات التركية ؟ 

أولاً : شروط قبول الطلاب السوريين في الجامعات التركية :

 تختلف الشروط لدخول الطالب السوري إلى الجامعات التركية بحسب نوع الجامعة (خاصة – حكومية) من ناحية ، ووضع الطالب السوري (مستجد – استكمال) من ناحية ثانية . حيثُ (تضم تركيا أكثر من 200جامعة تستقطب الطلاب من شتى دول العالم ، وتحتلّ العديد من الجامعات التركية مراكز متقدمة عالمياً…. وأكثر من نصفها حكوميّة تنتشر في عموم البلاد) . 

ولدخول الطالب السوري المستجد إلى إحدى الجامعات الحكومية لابدّ من امتلاكه لبطاقة الهويّة حيث (يحتاج الطلاب السوريون أن يتمّ تسجيلهم لدى السلطات ويكون لديهم وثيقة هوية سارية المفعول صادرة عن السلطات التركية <إذن الإقامة – هوية الحماية المؤقتة> …) ، 

كما يتطلّب من الطلاب السوريين فحص اليوس (yos)، وهو امتحان للمفاضلة على الجامعات يبدأ التقديم عليه في الشهر الثالث إلى الشهر الخامس من كل عام (يحتاج الطلاب الراغبون في الدراسة في تركيا إلى إثبات أنهم قادرين على اجتياز فحص اليوس الذي تتم إدارته من قبل كلّ جامعة) . 

أما طالب الاستكمال فإنّ عليه أن (يتقدّم للجهة المسؤولة عن الأمر يطلب فيه السماح بمتابعة دراسته الجامعية إضافة لتقديمه جواز سفر مترجم للتركية ومصدق من النوتر أو بطاقة الحماية المؤقتة ، مع كشف علامات له من جامعته في سورية) .

وفي هذه الحالة لايحتاج طالب الاستكمال إلى يوس أو سات . 

ثانياً : الصعوبات التي تواجه الطالب السوري في الجامعات التركية :

 بعد معاناة الحرب والنزوح والانقطاع الدراسي التي عانى منها الطلاب السوريون ظهرت لهم أوجه معاناة جديدة منها دخول الجامعات التركية التي تتطلب إجادتهم للغة التركية فـ (الطالب الذي يفكر في الدراسة في تركيا سيكون مجبراً على تعلم اللغة التركية ) ، ناهيك عن النفقات الدراسية وتحصيل التومرواليوس حيث أنّ معظم الجامعات (لاتكتفي بالتومر ، وإنما تطلب اليوس المؤلف من كتب الرياضيات وأسئلة الذكاء باللغة الإنكليزية والتركية).

إذن لابدّ للطالب من اجتياز امتحان اليوس الذي تتقدّم إليه أعداد كبيرة من مختلف الجنسيات ، وهذا مايضع الطالب السوري أمام ذوي مهارات ، وتقل فرص قبوله لذلك عليه التحضير الجيد وهنا تبرز المعاناة المادية .

تعتبر المعاناة الماديّة رأس الحربة في الصعوبات التي يواجهها الطالب السوري الراغب في الدراسة في الجامعات التركية ، لذلك يسعى معظمهم لتأمين منحة دراسية ، إلاّ أنّ(نسبة الرفض بالنسبة للسوريين مرتفعة في المنح الحكومية نظراً لشمول المنحة لجميع الأجانب على أراضي الجمهورية التركية وإتاحتها في جميع الجامعات تقريباً ) . 

إن برامج المنح توفر للطالب السوري (الإقامة في سكن مخصص للطلاب ، التأمين الصحي ،ودراسة اللغة التركية لعام كامل ، ولايدفع الطلاب المتلقون للمنحة رسوماً جامعية)

وطبعاً تكون الأفضلية للأصغر عمراً وللذين لاقبول جامعي لديهم . 

 الطالب السوري في الجامعات التركية إما طالب حصل على منحة أو طالب حصل على قبول جامعيّ معفى من الرسوم الجامعيّة طيلة مدّة دراسته وعليه تحمّل أعباء السكن والمواصلات (وبدون الحصول على منحة تغطي النفقات قد يضطّر الطالب إما لتأجيل الدراسة أو العمل إلى جانب الدراسة) . 

خاتمة : 

   على الرّغم من الصعوبات الجمّة الماثلة أمام الطلاب السوريين والتي تعترض طريقهم قبل دخول الجامعات التركية أو بعد دخولهم إلا أنهم حققوا نجاحاتٍ متميزة وملفتة للنظر فقد (استطاع الكثير من هؤلاء الطلاب أن يقدّموا نموذجاً صالحاً في بلد الغربة ، على مختلف مستويات التعليم … نموذج باتت تحتاجه الجالية السورية في تركيا كثيراً) . 

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني