fbpx

نحو سوريا جديدة تحترم حقوق الإنسان: أداة للإبلاغ عن الانتهاكات دعماً للعدالة والمساءلة

0 36

في خضم المرحلة الانتقالية التي تمر بها سوريا الجديدة، يظل ملف حقوق الإنسان أحد أهم المحاور التي يجب أن تتصدر أي جهود لإعادة بناء الدولة. ومع سعي السوريين نحو العدالة والمساءلة، برزت الحاجة إلى آليات عملية لتوثيق الانتهاكات وتقديمها للمساءلة، وهو ما أطلقته الشبكة السورية لحقوق الإنسان عبر استمارة شاملة للإبلاغ عن انتهاكات حقوق الإنسان، أداة فريدة تدعم المسار القانوني والحقوقي في سوريا.

الإبلاغ عن الانتهاكات: خطوة أساسية نحو العدالة:

تهدف استمارة الإبلاغ عن انتهاكات حقوق الإنسان إلى تمكين جميع السوريين من المساهمة في كشف الحقيقة، بغض النظر عن هوية الضحايا أو الجناة. وتعتمد الاستمارة على مبادئ الشفافية والدقة، حيث تتيح لأي شخص توثيق الحوادث التي تنطوي على خروقات للقوانين أو انتهاكات للحقوق.

من اختطاف واعتداءات جسدية إلى قمع الحريات أو تدمير الممتلكات، تغطي الاستمارة طيفاً واسعاً من الانتهاكات التي لطالما عانى منها الشعب السوري خلال العقود الماضية.

تفاصيل شاملة: دعوة للإبلاغ الدقيق:

الاستمارة مصممة بعناية لتوثيق أدق التفاصيل المرتبطة بالحادثة، حيث تتطلب:

معلومات المُبلِّغ لضمان المصداقية.

تحديد نوع الانتهاك وطبيعته (سواء كان سياسياً، طائفياً، انتقامياً، أو لأسباب أخرى).

تفاصيل الموقع والزمن، مع وصف شامل للحادثة.

معلومات عن الضحايا والشهود إن وُجدوا.

تقديم أي أدلة داعمة، مثل الصور، الفيديوهات، أو التقارير الطبية.

كل هذا يهدف إلى بناء قاعدة بيانات موثوقة يمكن الاعتماد عليها في أي محاكمات قادمة، أو ضمن تقارير دورية عن الحالة الحقوقية في سوريا.

سرية المعلومات: أولوية قصوى:

الشبكة السورية لحقوق الإنسان تدرك خطورة الإبلاغ عن الانتهاكات، ولهذا توفر ضمانات صارمة للحفاظ على سرية المُبلِّغين والمعلومات المقدمة. الخيارات المتاحة للمُبلِّغ تتراوح بين الكشف الجزئي أو الكامل عن هويته، بما يتناسب مع رغبته في الأمان الشخصي.

أداة للأمل والمستقبل:

إن أداة الإبلاغ هذه ليست مجرد استمارة، بل هي رمز لإيمان السوريين بضرورة بناء وطن يحترم الكرامة الإنسانية ويُرسي سيادة القانون. توثيق الانتهاكات هو حجر الأساس لأي عملية عدالة انتقالية، وهو خطوة لا غنى عنها لمنع الإفلات من العقاب وضمان عدم تكرار المآسي.

رسالة للشعب السوري:

في هذا الوقت المفصلي، تدعو الشبكة السورية لحقوق الإنسان أبناء سوريا كافة للمشاركة في هذا الجهد الوطني. كل بلاغ يُقدَّم، وكل شهادة تُسجل، تمثل لبنة في بناء مستقبل قائم على العدل والمساواة.

حقوق الإنسان هي البداية والنهاية:

إن نضال السوريين لأجل الكرامة والحرية لا يمكن أن يكتمل دون أن تكون حقوق الإنسان في قلب المشروع الوطني. بناء سوريا الجديدة لا يقتصر على إعادة الإعمار المادي، بل يشمل ترسيخ قيم المواطنة، احترام الحقوق، ومحاسبة كل من أجرم بحق الشعب.

الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في دورها الريادي، تضع هذه الأداة بين أيدي السوريين لتكون صوتاً لمن لا صوت لهم، ووسيلة لتحقيق العدالة المنشودة. لنعمل معاً من أجل سوريا تحترم كرامة أبنائها، وتصون حقوقهم، لتكون منارة للسلام والتسامح في المنطقة.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني