نحو بيئة أسرية آمنة للنساء
العنف القائم على النوع الاجتماعي هو مجموع الأفعال الضارة الموجهة ضد فرد أو مجموعة من الأفراد على أساس النوع الاجتماعي، وهو عنف نرى جذوره في عدم المساواة المبنية على النوع الاجتماعي وإساءة استخدام السلطة والأعراف الضارة.
العنف الأسري
يعرف أيضاً بالإساءة الأسرية، أو الإساءة الزوجية ويمكن تعريف الأخير بشكل من أشكال التصرفات المسيئة الصادرة من قبل أحد أو كلا الشريكين في العلاقة الزوجية أو الأسرية، ويمكن أن يكون بين الأبوين والأطفال، أو بين الأطفال والجدّين، أو بين الأشقاء، أو بين الأزواج أو الشركاء الحميميين، ويشير إلى الاعتداء الجسدي الذي يشمل (الضرب بمختلف أنواعه مستخدماً الأدوات كافة) أو الجنسي، أو النفسي، أو التهديد النفسي كالاعتداء الجنسي أو الاعتداء العاطفي، السيطرة أو الاستبداد أو التخويف، أو الملاحقة والمطاردة، أو الاعتداء السلبي الخفي كالإهمال، أو الحرمان الاقتصادي، وفي أغلب الأحيان تكون الضحية امرأة، وقد تكون رجلاً أيضاً، وقد يصاحب العنف الأسري حالات مرضية كإدمان الكحول والأمراض العقلية يمكن لهذا العنف أن يؤدي إلى إصابات جسدية، ومشاكل نفسية، وعزلة اجتماعية، وفقدان الوظيفة، وصعوبات مالية، والموت.
سلوى عبد القدوس إحدى ضحايا العنف الأسري، تتحدث عن ممارسات زوجها معها:
كان يمارس عليّ جميع أنواع العنف، وخاصة العنف النفسي ما أوصلني إلى حالة الخوف منه بشكل دائم.
كان عليّ البقاء مستيقظة حتى ساعات الفجر، لأسمع صراخه وشتائمه، وكنت مجبرة على الإصغاء والموافقة مهما كانت العبارات قاسية، وعندما أمتنع عن الرد، أتعرض للوم والتعنيف أيضاً.
الخروج من البيت ممنوع، لا أعرف إلا بيت أهل زوجي، ولا أستطيع الانفراد بأحد حتى لو كان أخي، لكثرة ظنون زوجي.
لم يتم التصدي للعنف الأسري في معظم الأنظمة القانونية إلا منذ بداية التسعينيات في جميع أنحاء العالم، في الواقع كانت الحماية ضد العنف الأسري قليلة جداً في معظم البلدان قبل أواخر القرن العشرين في القانون أو في الممارسة.
وتفشل أيضاً معظم الأنظمة القانونية في إدانة وتجريم الظروف التي تُجبر فيها الزوجة على إقامة علاقة جنسية مع زوجها بخلاف إرادتها. بسبب وجود اعتقاد شائع فيما يخص حالة العنف ضد الزوجات بأن النساء يُستثرن أو يمكنهم تحمل أو حتى أنهنَّ يستمتعن بمستوى معين من العنف من أزواجهن».
العنف ضد المرأة
تواصل منظومة الأمم المتحدة إيلاء لقضية العنف ضد المرأة اهتماماً خاصاً، ووضع إعلان الجمعية العام بشأن القضاء على العنف ضد المرأة في عام 1993 “تعريفاً واضحاً وشاملاً للعنف ضد المرأة”.
كما أنه مثّل “التزاماً من الدول بتحمل مسؤولياتها، والتزاماً من المجتمع الدولي، بمجمله، بالسعي إلى القضاء على العنف ضد المرأة‘”.
في أيلول/سبتمبر 2017، تضافرت جهود الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لإطلاق مبادرة تسليط الضوء، وهي مبادرة عالمية متعددة السنوات تركز على القضاء على جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات.
السيدة سميرة البهو عضوة شبكة المرأة السورية “شمس” حدثتنا حول مشاركتها في حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة
اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة
يحتفل باليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة في 25 تشرين الثاني/نوفمبر.
وتحتفل الأمم المتحدة بأيام دولية أخرى مخصصة لزيادة الوعي بالجوانب المختلفة للنضال من أجل المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.
ويحتفل باليوم الدولي لعدم التسامح مطلقاً إزاء تشويه الأعضاء التناسلية للإناث.
يعد العنف ضد النساء والفتيات أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشاراً في العالم، حيث يحدث على نحو يومي، مراراً وتكراراً، في أرجاء العالم كافة، وله عواقب جسدية واقتصادية ونفسية خطيرة قصيرة وطويلة الأجل على النساء والفتيات، ما يحول دون مشاركتهن الكاملة والمتساوية في المجتمع. ولا يمكن قياس تأثيره، سواء في حياة الأفراد والأسر والمجتمع ككل. في مجموعة أدوات المفردات الخاصة به.
الشبكة السورية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها السنوي
أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم تقريرها السنوي الحادي عشر عن الانتهاكات بحق الإناث في سوريا، وجاء في التقرير الصادر بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة أنَّ ما لا يقل عن 28761 أنثى قد قتلنَ في سوريا منذ آذار 2011، 94 منهن بسبب التعذيب، و11141 أنثى لا تزلن قيد الاعتقال/الاحتجاز، إضافة إلى 11526 حادثة عنف جنسي استهدفت الإناث، مشيراً إلى أن غالبية الانتهاكات كانت على يد النظام السوري.
وقال التقرير الذي جاء في 43 صفحة إن المرأة في جميع مراحل الحراك الشعبي نحو الديمقراطية في آذار/2011 وكانت لها بصمتها الحاضرة في العديد من المفاصل المركزية، وما زال أثرها حاضراً في العديد من النشاطات الحقوقية والإغاثية والإعلامية، وقد تعرضت الكثير من النساء لانتهاكات على خلفية مشاركتها الفاعلة، أو بسبب مشاركة زوجها أو أحد أفراد أسرتها، وفي بعض الأحيان كان وقع الانتهاك عليها مضاعفاً.
شبكة المرأة السورية شمس
شاركت شبكة المرأة السورية شمس الاحتفال باليوم العالمي للعنف ضد المرأة وبحملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة التي تبدأ في 25 تشرين الثاني، بالتعاون مع عدة منظمات منها “إكليل الجبل” و”قوس قزح” وكورال حنين من خلال عدة أنشطة وفعاليات ترافق الحملة التي تقيمها الأمم المتحدة خلال هذه الفترة، من خلال وقفة لإطلاق الحملة التي حملت عنوان (علّي صوتك) والتوشّح باللون البرتقالي، الشعار الذي اتخذته الأمم المتحدة إضافة إلى إقامة جلسات توعية قانونية بحقوق المرأة من خلال المعاهدات والمواثيق الدولية.
المهندس أسامة عاشور عضو لجنة التنسيق والمتابعة في شبكة المرأة السورية “شمس” يتحدّث عن الأنشطة والفعاليات التي أقامتها الشبكة ضمن حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة.
رغم كل الجهود المبذولة لا تزال البيئة الآمنة للنساء مطلباً ملحاً ويحتاج جهوداً من الجميع أفراداً وجماعات ومؤسسات.
تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR صحفيون من أجل حقوق الإنسان”
ممتازة