fbpx

إيجاد فرص عمل للأكاديميين والخريجين اللاجئين في النمسا

0 654

يعاني اللاجئون في دول المهجر وخاصة الأوربية صعوبة في إيجاد عمل وذلك لعدة أسباب، منها اللغة وقوانين العمل التي تتعلق بإنشاء الشركات الصغيرة منها أو الكبيرة وكذلك افتتاح محلات مهنية مثل الحلاقة والتجميل أو النجارة والحدادة.. إلخ.

ولذلك يلجؤون للعمل بمهن مغايرة لمهنهم الأصلية وبأجور أقل حتى يتخلصون من ضغوط مكتب العمل والمساعدة الاجتماعية.

ولعل مكتب العمل يساعد نوعاً ما، لكن روتين القوانين في هذه الدول يبطئ من بداية البحث عن عمل. وكذلك تعلم لغة البلد وفي أعمار متقدمة قد تؤخر فرص الحصول على فرصة للعمل. وهنا في النمسا لا يختلف الحال عن غيره فمطلوب من أي شخص التدريب في النمسا والحصول على شهادة حتى يستطيع ممارسة المهنة التي هو بالأساس يتقنها.

وقد وجدت العديد من المؤسسات لمساعدة اللاجئين في البحث عن عمل وذلك بتعريفهم بقوانين الدولة وآليات الوصول إلى الشركات.

صحيفة نينار برس توجهت إلى مؤسسة إم – توب والتقت السيدة شهناز بغدادي مديرة الشؤون الاجتماعية والمشرفة على قبول طالبي الوظائف أو العمل وسألتها عن مؤسسة إم – توب ونشاطاتها.
تحدثت السيدة شهناز عن مؤسسة إم – توب والتي تأسست عام 2016 من قبل ثلاثة مدرسين سابقين في مدارس النمسا. يتركز عمل المؤسسة في أكثر من مجال. برنامج تأمين فرص عمل لللاجئين، مشاريع اجتماعية في مجال التعليم والمدارس، تمكين المرأة.

وبالعودة إلى المجال الأول وهو البرنامج الذي يهدف إلى تغيير نظام الإندماج في النمسا. والتركيز على الأكادميين من اللاجئين والذين يصعب عليهم العمل في أية مهنة مثل الأطباء والمهندسين والصيادلة والاقتصاديين. وطبعاً هؤلاء يجب أن يكونوا من اللاجئين أو المهاجرين والذين يحملون إقامة تمنحهم حق العمل. أما من يحملون إقامة طالب والمجنسين لا يشملهم هذا البرنامج.

من ناحية ثانية يهدف البرنامج إلى تعريف الشركات النمساوية بهذه الكفاءات والخبرات المخفية.
وتعتمد مؤسسة إم – توب إخضاع المشتركين معها لبرنامج يمتد إلى ستة أشهر ينقسم إلى ثلاثة أجزاء.
القسم الأول: تعريفي بسوق العمل والشركات والضرائب وكذلك حقوق العامل وواجباته وكيفية كتابة طلبات العمل للشركات والتدريب على المقابلات بطريقة عملية.

القسم الثاني: الاتصال مع الشركات لإيجاد العمل المناسب. وفي هذه الأثناء تقوم المؤسسة بإعطاء المشترك دورات باللغة الألمانية (الفصحى والعامية) والإنكليزية وبرنامج الإكسل المحاسبي، وتخضع هذه الدورات لحاجة المشترك لها.

القسم الثالث: التخصص بحيث تكون الدورات فردية حسب الشهادة العلمية للمشترك. علماً ان ما سبق يكون ضمن دورات جماعية.

وتابعت السيدة شهناز: تقوم المؤسسة بدور مرافق للمشترك لحين توقيعه عقد العمل مروراً بالعمليات المذكورة سابقاً. وأيضاً في حال ظهر أي خلاف أو تفاهم بين المشترك والشركة تقوم مؤسسة إم – توب بحل هذا الإشكال وتقريب وجهات النظر. (في حال كان العقد بواسطة مؤسسة إم – توب).

وقد وصلت نسبة الحاصلين على وظائف 60 % من الخاضعين لبرنامج إم – توب. أما النسبة المتبقية من المشتركين لا تحصل على عمل لأسباب مختلفة منها عدم النجاح في المقابلات أو عدم المتابعة بعد الخضوع للبرنامج أو انتظار الفرصة المناسبة أكثر أو بسبب متابعة دراستهم. مع العلم أن من يخضع للبرنامج يستطيع أن يتحصل على عمل بمفرده بعد أن اكتسب هذه المعلومات المهمة والمساعدة له في البحث وإيجاد عمل.

وقد ظهر إقبال المشتركين من الجنسية السورية بنسبة 70 % من الخاضعين للبرنامج والنسبة المتبقية من جنسيات مختلفة.

بقي أن نذكر بأن قيمة الاشتراك ببرنامج إم – توب، 180 يورو تدفع نقداً أو تقسيطاً بحيث لا يشعر المشترك بالضغط المادي.

ونهايةً نشكر مؤسسة إم – توب والسيدة شهناز بغدادي، ويمكننا القول: إن هذه المؤسسة ساهمت بشكل كبير في وصل العديد من الأكاديميين والخريجين من الجامعات السورية بسوق العمل النمساوي ما عزز الاندماج بالمجتمع وإظهار إمكاناتهم وقدراتهم في العمل.

السيدة شهناز بغدادي: خريجة جامعة دمشق، كلية التجارة والاقتصاد قسم المحاسبة. خبرة لأكثر من عشر سنوات في التسويق والمحاسبة والإدارة. وصلت إلى النمسا منذ خمس سنوات وتعمل في مؤسسة إم – توب منذ 2020.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني