fbpx

نرْد

1 485

يا أنتْ..

تجلسُ ها هنا..

تحْصي المآتمْ..

وتعُدُّ من ماتوا من الحرب..

تلك التي قالوا بدأناها لأجلكْ..

لكنها كسرتْ ضلوعَ الصبر..

تابوتانِ في الركن القصيّ لِداركمْ..

ووثالثٌ ما زال فارغْ..

من سَيَسْكنُ باطِنَه؟ 

هذا السؤال 

يَنْخرُ منذُ أيامٍ عَظامَكْ 

الحرب..

مثلُ النار..

تصرخُ دائماً هل من مزيدْ 

وكلما أضْرَمْتها زادتْ ومادَتْ..

كلما أَلقمْتهَا بَشراً.. 

منحتك نورْ..

وأنتْ..

أنتَ مِثلُ النردِ في يَدِ سائسِكْ..

يرميكْ.. 

ثم يَجْني من فجَائعِكَ النُّفوذْ 

السّائسُ العربيُّ..

آخِرُ هَمِّهِ وَجَعُ الجياع..

أو دَمْعُ أمّكْ..

حين تبكي كي يزيدوها رغيفاً..

أو ظهْرِ والدكَ الذي مالَ الزمانُ عليه..

عكازاهُ بَاتا من ورق..

فاقتاتَ الضياعْ..

ها أنتَ تجْلِسُ ها هنا..

بجوار نفسكْ..

في ثيابٍ بالية..

تُشبهُ السمكَ الذي يرمي بهِ الموجْ..

 فيَعَافهُ الصَيّادْ..

نتِناً..

حتى النوارسُ لا تريدكْ..

تبْقى على الرملِ الندِيِّ مُسَمَّراً..

البردُ يأكلُ من عِظامِكْ..

وأنتْ تقتاتُ ذُلَّكْ..

منْ قالَ أنكَ تستحقُ العيشْ..

من قال أنكَ تستحقُ الخبْزْ..

أنتَ..

تستحقُ فتَاتَ خبْزِهِمِ المُحلى..

أو بقايا كعكةِ الميلاد..

تلكَ التي جادوا عليكَ بها..

حين أنهوا الاحتفال..

عِشْ صاغراً..

إياكَ أن تنظرْ إلى الأعلى..

فهناكَ أصحابُ الذواتْ..

منْ زرعوا أجسادَهُمْ من ريشِ أطفالِكْ..

وتركوهُمْ عُرَاةْ…

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

1 تعليق
  1. محسن العويسي says

    كل كلمة لها لسانها الحزين
    وهذا الحزن يفيض فصاحة يا محاسن
    أيّ جرح فاضت به قريحتكِ العظيمة
    وهي تنتج لنا نصوصاً لا يسعنا إلا الوقوف لها انحناءً وتبجيلاً
    دمتِ ودامَ قلمكِ المختلف …

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني