fbpx

معاناة الطلاب السوريين في المدارس التركية

0 721

منذ بدء الثورة في سورية، هاجرت معظم العائلات التي تعرضت للمعاناة إلى تركيا، حيث بدأ أولادهم بشق طريقهم التعليمي في المدارس هناك، فجرت الأمور كالتالي: الأولاد في المرحلة الإعدادية كان لهم فرصة لتعلم لغة ثانية إضافة إلى لغتهم الأم “العربية” فأبدعوا وتمكنوا منها، أما طلاب المرحلة الابتدائية فكان وضعهم مختلفاً، حيث تم تأسيسهم منذ المراحل الأولى باللغة التركية ولكن بالمقابل، كان لديهم ضعف في اللغة العربية، ولكن وعي الأهل بأهمية تعلم أولادهم اللغة العربية، جعلهم يضعون أبنائهم ضمن معاهد لتعلم اللغة العربية، وهي كثيرة في تركيا، ورغم كل معاناة السوريون تفوقوا وأثبتوا جدارتهم، فقد صرحت وزيرة التربية والتعليم السابقة في الحكومة السورية المؤقتة، هدى العبسي التي استقالت من منصبها لاحقاً في شهر نيسان، بأن تفوّق الطلاب السوريين في معظم بلدان لجوئهم سمة غالبة منذ سنوات.

ورغم وجود أكثر من 3.6 ملايين سوري في تركيا تزايد عدد المتفوقين في مدارس وجامعات تركية عاماً بعد آخر. فالطلاب السوريون الموجودون خصوصاً في تركيا، يتطلعون إلى إثبات قدراتهم وتحسين أوضاعهم، وهم يستحقون الرعاية والاهتمام والحياة الأفضل، بعدما ظهرت حالات تميزهم بعد خروجهم من حالة الظلم التي عانوا منها فالدول التي مدّت يد العون لاستقبال السوريين لاحظت أهمية المواهب والقدرات المهنية لدى أغلب السوريين.

لا يخلو الأمر من معاناة كبيرة للطلاب السوريين وذويهم ضمن المدارس التركية، حيث ترفض بعض المدارس التركية تسجيل الطلاب السوريين ضمن منطقتهم، بحجة الأعداد الكبيرة، وعدم وجود أمكنة إضافية للطلاب الوافدين، ما اضطر الأهل إلى تسجيل أبنائهم في مدارس بعيدة عن سكنهم لمتابعة تعليمهم، ما يجعل الأهل بحالة قلق دائمة.

أما الصدمة الأكبر التي تلقاها السوريون لاحقاً، في الجامعات التركية، فهي فرض رسوم كبيرة على الطلاب السوريين تبعاً للقرارات الجديدة التي صدرت في هذا العام حيث تمت معاملة الطالب السوري اللاجئ كالطالب الأجنبي الذي أتى بإرادته من بلده الآمن المستقر، رغبه منه بالدراسة في تركيا.

هذا ما زاد هموم العائلات السورية في تركيا، بعد أن كان لهم أمل كبير بمتابعة أولادهم تحصيلهم العلمي (وهم الذين خرجوا بهم طلباً للأمن والأمان وأملاً في ظروف أفضل لاستمرارية الحياة).

هذا الأمر يتطلب تدخلاً سريعاً من قبل الدول والجهات والمنظمات المختصة لإيجاد حلول سريعة لأوضاع الطلبة السوريين لحل هذه المشكلة، فقضية اللجوء، والنزوح القسري، هي إحدى أكثر القضايا الدولية ذات التداعيات الإنسانية الخطيرة، وسببها الأساسي يكمن في انتهاكات حقوق الإنسان والنزاعات الإنسانية التي تدفع بملايين السكان إلى الهرب من بلدانهم بحثاً عن أماكن آمنة يعيشون فيها دون تعرضهم لأية مآس، ولكن غالباً ما يهربون من جحيم إلى جحيم آخر أشد قسوة.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني