fbpx

لشقائق النعمان لون واحد

0 114

سكين.. طائرة.. صاروخ.. قنبلة.. برميل.. خنق.. ذبح.. سحل.. قتل.. تكبير.. يالثارات.. تكفير.. حريّة.. عدالة.. مساواة.. مفردات باتت تنام في فراش الذهن والذاكرة حتى عند الأطفال، وهذا ما يدفع للتساؤل:

هل يختلف لون الدم إن اختلفت أسباب القتل ومبرراته؟ وهل هناك مبرر أخلاقي لقتل الإنسان رجلاً كان أم امرأة؟ وما المتعة في قتل الأطفال الأبرياء؟ وما الفارق بين القتل بالسكين والقتل بالرصاص؟ وهل تختلف حشرجة الموت خنقاً تحت الأنقاض عنها سحلاً أو جوعاً؟ وهل الذبح باسم الإله يحقق عدالة السماء أم القتل تحت شعار “يا لثارات القرون” يشفي غليل الأفئدة؟ أليس كل فريق يطلق على ضحيته شهيداً حتّى تحوّلت سهولنا مقابر للشهداء؟!.

مهزلة القرن الحادي والعشرين يبدعها الكبار، ويسوّقونها باسم حقوق الإنسان، يثيرون الفتن، يديرونها من بعيد؛ ولا يشاركون فيها. يكتوي بنارها الصغار الجاهلون لقواعد اللعبة الدولية، ويتهافت على تلقيها مغفلو الدول النامية، يتقاتلون فيما بينهم، وتنزف الدماء غزيرة، وتسقط الضحايا من الأطراف، ويُقتل البشر، ويُحرق الشجر، ويتفتت الحجر، وتُدمَّر البلاد تحت سنابك الدبابات، وقصف الطائرات، ويعمّ الخراب، ويتفرق السكان بين لاجئ ونازح، وتفقد البلاد قواها المنتجة، وتتخلّف حياتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتتحكم البنوك الدولية فيها، ويتنادى كثيرون لإعادة إعمارها، وترزح تحت ثقل الديون المتراكمة، وتتحمل وحدها سدادها فتزداد فقراً وتخلفاً.

يا أيّها العقول النيرة، والضمائر الحية! لا تنتظروا من غيركم أن ينهي المهزلة. كفى.. كفى.. تيقظوا.. بأيديكم تُحلّ المسألة…

لا يختلف اثنان أن لون الدم – مهما اختلفت أسباب إراقته – واحد، وأن لشقائق النعمان لوناً واحداً، وأن للمحبة والسلام حمائمَ ووروداً بيضاً.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني