fbpx

قطبــان

0 87

ارتقيت ظهر عنقاء، حلّقت بي عالياً بعيداً، نظرت إلى الأسفل، هالني ما شاهدت، رأيت عالماً مضطرباً..

أناس بسطاء يعملون لخير البشرية، وأفاع سامة تعمل على نشر العنف وإفقار الشعوب، وتحقيق مصالحها هنا وهناك، ثورة تكنولوجية وسباق محموم لإنتاج وتطوير الأسلحة الأكثر فتكاً وتدميراً للبشرية، والبيئة، والطبيعة، يوازيها ويقابلها دعوة للإخاء، والتسامح، والصداقة، ونبذ العنف بأشكاله كافة، والالتزام بالشرعة الدولية لحقوق الإنسان لإنقاذ البشرية، والأجيال المقبلة من ويلات الحروب، واحترام كرامة الإنسان دونما تمييز بين الرجال والنساء، والعمل على تحقيق العدالة، والدفع بالرقي الاجتماعي في جو من الحرية، وعدم استخدام القوة، والالتزام بالمعاهدات الدولية.

هذه الدعوة السلمية كرستها ديباجة ميثاق الأمم المتحدة، وأيّدها وعزّزها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهدان الدوليان الخاصان بالحقوق المدنية والسياسية، وبالحقوق الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثّقافيّة، وجميع المواثيق التي لحقتها.. أين هي الآن؟ وأين مقاصد الأمم المتحدة في حفظ السلام والأمن الدوليين، وإنماء علاقات الود والصداقة بين الشعوب، وتحقيق التعاون فيما بينها لتعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية؟!

ما نجده حقيقة في عالمنا اليوم يتناقض مع هذه الدعوة. فمَن يثير العنف والحروب في مناطق عديدة على سطح الكرة الأرضية، ويطوّر السلاح؟ أين الاتفاقيات الدولية التي تحد من انتشار الأسلحة النووية؟ ولماذا يُقتل الناس، ويهجّرون، وينزحون من بيوتهم، ويتشتتون لاجئين في دول العالم؟ ولماذا لم تسعَ الأمم المتحدة جادة لوقف العنف في الشرق الأوسط وفي غيره أم أن تحالف نجوم العسكرتارية مع ربطات عنق السياسيين والاقتصاديين لا تتحقق مصالحها إلا بإزهاق الأرواح، وبقاء العالم مضطرباً؟ أليس هم مَنْ يثيرون بؤر التوتر هنا وهناك، ويديرونها بحرفية عالية وفي رحى العنف الكل ضحايا؟!

لست متشائماً بل متفائلاً جداً، وإنّي لعلى ثقة كبيرة أن دعوة الإخاء والتسامح والصداقة ستنتصر في النهاية رغم كل المعوقات، والعثرات في مسيرتها الطويلة، فالبشرية محكومة بالأمل، وبالعمل على تحقيق السلام والأمن الدوليين، وانحسار العنف، وتعزيز مبادئ حقوق الإنسان ليعمّ الأمن السلام.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني