fbpx

خطوة محتملة إلى الأمام في الثورة السورية

0 118

عندما يصل الحديث إلى فشل النخب السياسية واتهاماتها المتبادلة خلال ندواتهم ولقاءاتهم المتكررة، يصبح واضحاً أن الوقت قد حان لنقل الحوار إلى مستوى أعلى من الأفكار البسيطة والاتهامات العابرة. يجب أن نتجاوز هذه النقاشات المملة ونركز جهودنا على البحث عن حلول عملية وفعّالة لنقل الثورة السورية خطوة إلى الأمام.   

أحد الحلول المحتملة يكمن في دعوة جميع النخب والقوى السياسية والمدنية، والأطياف الثورية المعارضة لنظام الأسد الديكتاتوري، وتكاتف الجهود الذاتية والموضوعية، لتوحيد جهودها وتحديد التصورات المشتركة لإقامة سلطة رشيدة تحمي حقوق وحريات الشعب السوري، وتعزيز الشفافية وتفعيل سيادة القانون، بما يضمن إعادة بناء النظام الذاتي، في المناطق التي يتواجد فيها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في الشمال السوري، التي تخضع لسيطرة الاتراك.

ومع ضرورة العامل الذاتي الذي سيشكل الرافعة الرئيسية لهذا المشروع، ندرك أيضاً أهمية الدعم الخارجي في تحقيق هذا الهدف. يمكن للجاليات السورية ومنظماتها في أوربا وخاصة في الولايات المتحدة، أن تلعب دوراً حاسماً في دفع الحكومة الامريكية لممارسة الضغط على الحكومة التركية للقبول بإقامة هذه السلطة الرشيدة وتقديم العون المطلوب للسوريين في الشمال.

تأتي هذه السلطة الرشيدة بقوة لتكون ندا في المفاوضات مع نظام الأسد، وتمثل نموذجاً يحتذى به للسلطات الديمقراطية المستقبلية في سوريا. بفضل شفافيتها والحفاظ على سيادة القانون، مما يهيئ الظروف لدور فاعل للقوى الديمقراطية، والنخب السياسية والمنظمات المدنية، بالمشاركة السياسية على أرض الواقع، وستكون جاذبة للاستثمارات الاقتصادية وعودة اللاجئين السوريين بشكل آمن وطوعي. هذا بالإضافة إلى تغيير ديناميات التحالفات الدولية مع قوى سلطات الأمر الواقع، نتيجة لوجود بديل قوي يحقق المعايير الدولية، وقادر على مكافحة الإرهاب، والذي سينتزع الدعم الذي تعتمد عليه تلك الجماعات الانفصالية، ما يضطرها إلى تغيير أجنداتها، ويعزز الحل السياسي المتوقع وفقاً للقرارات الدولية 2254 وبيان جنيف 2012.

والأهمية بمكان تكمن في المقارنة بين هذه السلطة الرشيدة المحتملة، التي تعتمد على تبني الشفافية واحترام حكم القانون، وبين سلطة الفساد والاستبداد لنظام الأسد، حيث يصبح الفارق الهائل بينهما واضحاً للعالم أجمع. وبهذا، فإن استعادة الدعم العالمي للثورة السورية يصبح أمراً محتملاً، ما يعيد الأمل في زيادة الضغط الدولي، وعزلة نظام الأسد، وتحقيق الحل السياسي، ودفع الأسد للجلوس مجبراً على طاولة المفاوضات.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني