fbpx

السرديات الوطنية في سوريا: التنوع والتضارب والآثار

2 172

تُعد سوريا مهداً لتراث غني بالتاريخ والثقافة والهوية، ومع ذلك، تواجه منذ العام 2011 أزمة متفاقمة نشأت عن ثورة شعبية سلمية تحولت إلى صراع مسلح معقد بتدخلات ودولية متنوعة، مما أدى إلى تشظي البنية السياسية والاجتماعية والإقليمية.

هذه الديناميكيات أفرزت تعددية وتضارباً في السرديات الوطنية السورية، وهي الطرق التي يصوغ بها السوريون رواياتهم الوطنية، مُعرفين بها هوياتهم ومبررين من خلالها مواقفهم ومصالحهم.

تستكشف هذه المقالة تنوع السرديات الوطنية في سوريا، وهو موضوع بالغ الأهمية يسلط الضوء على التاريخ والثقافة والهوية السورية، بالإضافة إلى الأزمة الراهنة.

تستند السردية الوطنية إلى أربعة أسئلة جوهرية تُشكل محاورها الأساسية: من نحن؟ ما الذي نطمح إليه؟ كيف يمكننا تحقيق طموحاتنا؟ ومتى يتعين علينا الشروع في العمل؟

يؤدي التباين في الإجابات على هذه الأسئلة إلى نشوء سرديات متمايزة تسعى لتأسيس هوية فريدة.

السردية الوطنية تُعتبر بمثابة النسيج الذي يُحاك من خلاله هوية الأمة، مُتضمنةً مجموعة من القيم والرموز والأحداث التاريخية التي تُشكل الرواية المُشتركة لأصل ومصير الوطن. تُسهم هذه السردية بشكل فعّال في تعزيز الوحدة الوطنية، وتُعزز الانتماء والولاء للوطن، وتُحدد الأعداء والحلفاء وفقاً للمصالح الوطنية. وتتميز السردية الوطنية بكونها ديناميكية ومُتغيرة، حيث تتأثر بالعوامل الداخلية والخارجية وتتنافس مع سرديات أخرى تقدم تصورات مُغايرة للوطن.

لنشر السردية الوطنية، تُستخدم وسائل إعلامية متعددة، كالتالي:

  • الإعلام: يُعد الإعلام أداة قوية لنقل السردية الوطنية إلى الجمهور، مُستخدماً تقنيات مُتقدمة للتأثير على الرأي العام وتشكيل الوعي الجمعي.
  • التسويق: يُستخدم السرد القصصي في التسويق لنقل رسائل ترويجية عن منتجات أو خدمات أو علامات تجارية، مُستهدفاً إثارة المشاعر والخيال لدى العملاء.
  • الفن: يُستخدم الفن كوسيلة للتعبير الإبداعي عن الواقع أو الخيال، مُساهماً في تطوير الذوق الفني والمهارات التعبيرية للفنانين والجمهور.

أما بالنسبة للنظرية السردية، فهي تُعنى بدراسة السرديات وتحليل خصائصها ووظائفها وتأثيراتها على الهوية والثقافة والقيم.

 تطورت هذه النظرية خلال القرن العشرين، مُستفيدةً من مُختلف النظريات اللغوية والأدبية والفلسفية والنفسية والاجتماعية والثقافية، وقد أسهم علماء بارزون مثل فلاديمير بروب وتزفيتان تودوروف ورولان بارت وغيرهم في تطويرها.

تُطبق النظرية السردية على مجموعة واسعة من الأنواع السردية، بما في ذلك الأدب والسينما والفنون والتاريخ وغيرها، وتُساعد في فهم كيفية تشكيل وتفسير السرديات وتقييمها، وكيفية تحسينها وتجديدها.

تؤثر السرديات على الهوية والانتماء، حيث تُساعد الأفراد على تحديد ذواتهم وأهدافهم ومبادئهم. كما تُساعد في تفسير الواقع والتاريخ، وتُوفر إطاراً لتفسير الأحداث والظواهر. وتُساهم السرديات في التأثير على الآخرين وإحداث التغيير، حيث تُحرك السردية الإبداعية الرؤى الفنية والنقدية وتُنمي الذوق والمهارة والتعبير.

القسم الأول: التنوع والتعددية في السرديات الوطنية السورية

تُعد السردية الكبرى بمثابة الرواية الشاملة التي تسعى لتفسير وتبرير الأحداث والمواقف ضمن إطار موضوعي محدد، مستندةً إلى مجموعة من الافتراضات والقيم والمصالح المُعينة. تتميز هذه السردية بطموحها نحو الهيمنة والشمولية، وتميل إلى الاستبداد والإقصاء. في المقابل، تظهر السرديات المضادة كروايات تقاوم وتتحدى السردية الكبرى، معتمدةً على تجارب ومعارف ومصالح متباينة، وتنادي بالتعددية، والتنوع، والديمقراطية، والتضامن.

ضمن السياق السوري، تبرز عدة سرديات كبرى ومضادة تتنافس وتتصادم في خضم الأزمة السورية التي اندلعت في عام 2011 كانتفاضة شعبية ضد النظام السوري وتطورت إلى حرب وصراع إقليمي ودولي. من بين هذه السرديات:

  1. سردية النظام السوري: تصور هذه السردية الأزمة كمؤامرة خارجية وإرهابية تهدف إلى زعزعة استقرار الدولة والشعب السوري. يسعى النظام للدفاع عن سيادته ووحدته، مستنداً إلى الدعم الروسي والإيراني والحزبي. تُمارس هذه السردية التهميش والقمع ضد السرديات المضادة التي تدعو إلى الحرية والديمقراطية والعدالة والكرامة، وتُؤكد على الانتماء للدولة والجيش والقيادة السورية، مع رفض الثورة والمعارضة.
  2. سردية المعارضة السورية: تُقدم هذه السردية الأزمة كثورة شعبية وسلمية ضد نظام يُعتبر مستبداً وفاسداً وقمعياً، مطالبةً بالحرية، والديمقراطية، والعدالة، والكرامة. تستند إلى الدعم الغربي والعربي والتركي، وتُمارس التحدي والمقاومة والتفاوض والتحالف ضد السردية الكبرى للنظام السوري، محاولةً تقديم بديل سياسي واجتماعي وثقافي.
  3. سردية القوى الإسلامية: تُعرف هذه السردية الأزمة كجهاد في سبيل الله ونصرة للإسلام والمسلمين، مع رفض النظام والمعارضة والتدخل الخارجي. تسعى لإقامة دولة إسلامية شرعية، مستندةً إلى الدعم السلفي والجهادي والقاعدي، وتُمارس التطرف والعنف ضد السرديات الأخرى التي تدعو إلى الحقوق والحريات.
  4. سردية القوميين الأكراد: تُظهر هذه السردية الأزمة كفرصة لتحقيق الحقوق الوطنية والثقافية والسياسية للشعب الكردي، مع السعي للحفاظ على الحياد والحوار مع جميع الأطراف، مستندةً إلى الدعم الكردي الإقليمي والدولي، وتُمارس التمييز والتمسك والتعاون والتنظيم في مواجهة السرديات التي تهدد هويتها ومصالحها.

تُعتبر هذه السرديات مثالاً على التنوع والتعددية في السرديات الوطنية السورية، وكيفية تحول السرديات المضادة إلى مراكز للتهميش.

صراع السرديات في الأزمة السورية يمثل تنافساً بين مجموعة من الروايات المتباينة التي تسعى لتشكيل فهم الأحداث والمواقف والمصالح ضمن النزاع السوري. هذه الروايات تختلف بحسب الفاعلين المحليين والإقليميين والدوليين المشاركين في الصراع.

لا توجد رواية وطنية سورية موحدة تحظى بالقبول العام، بل تتعدد الروايات المتضاربة التي تسعى كل منها لتبرير موقفها وتحقيق أهدافها والتأثير على الرأي العام.

من بين الروايات الوطنية السورية الرئيسية نجد:

  • الرواية الوطنية: تؤكد على الانتماء إلى سوريا كوطن موحد ومستقل وذي سيادة، ترفض التدخلات الخارجية والانقسامات الداخلية، وتنادي بالديمقراطية والعدالة والسلام. تستند هذه الرواية إلى التاريخ والثقافة والمصير المشترك للسوريين، وتحظى بدعم القوى الوطنية والمدنية والثورية في سوريا.
  • الرواية القومية العربية: تؤكد على انتماء سوريا إلى الأمة العربية وتاريخها وثقافتها ولغتها، وترفض أي تدخل أجنبي أو انفصالي في شؤونها، وتحمل نظام بشار الأسد مسؤولية المحافظة على وحدة وسيادة سوريا. تستند إلى التراث القومي العربي الذي نشأ في القرن العشرين، وتدعمها الحكومة السورية وحلفاؤها الإقليميون والدوليون.
  • الرواية الإسلامية: تؤكد على انتماء سوريا إلى الأمة الإسلامية وشرعها وقيمها، وتطالب بإسقاط نظام بشار الأسد وإقامة دولة إسلامية شرعية في سوريا. تستند إلى التراث الإسلامي وتدعمها بعض الجماعات المسلحة والسياسية المعارضة للنظام السوري، مثل جبهة النصرة والدولة الإسلامية.
  • الرواية الديمقراطية: تؤكد على حقوق وحريات المواطنين في سوريا وضرورة التغيير السلمي والشامل للنظام السياسي، وتطالب بإنهاء القمع والفساد والاستبداد، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة. تستند إلى التراث الديمقراطي الغربي وتدعمها حركات ونشطاء ومنظمات مدنية وإعلامية معارضة للنظام السوري.
  • الرواية الكردية: تروي قصة الشعب الكردي وهويتهم ومصيرهم في سوريا والمنطقة، مؤكدةً على انتماء الكرد إلى شعب مستقل له هوية وثقافة خاصة به، وتطالب بإقرار حقوقهم الثقافية والإدارية والسياسية في سوريا. تستند إلى التراث الكردي وتدعمها الأحزاب والتشكيلات العسكرية الكردية.

هذه الروايات تمثل أمثلة على التنوع في السرديات السورية، ولكن توجد أيضاً روايات أخرى أقل شيوعاً أو أكثر تعقيداً. مثل السردية الليبرالية، أو السردية العلمانية، أو السردية الديمقراطية، أو السردية الاشتراكية، أو السردية القومية العربية، أو السردية القومية السورية، أو السردية الإثنية، أو السردية الطائفية، أو السردية الجندرية، أو السردية البيئية وغيرها.

 كل رواية تسعى لتكون الأكثر مصداقية وشرعية ومنطقية وجاذبية، ولكن في النهاية، تظل الروايات مجرد تفسيرات وتمثيلات للحقائق، لا الحقائق ذاتها.

القسم الثاني: دوافع التباين في السرديات الوطنية السورية

تتسم السرديات الوطنية في سوريا بالتنوع الغني، نابعاً من تعددية التاريخ، والثقافة، والهوية ضمن المجتمع السوري، إلى جانب اختلاف المواقف والرؤى والمصالح بين مختلف الفئات والجماعات والأطراف المشاركة في الأزمة الراهنة.

تتأثر السرديات الوطنية بعدة عوامل رئيسية، منها:

  • التاريخ السياسي: يُعد التاريخ السياسي لسوريا عاملاً محورياً، حيث شهدت البلاد تحولات جذرية منذ العهد العثماني مروراً بالانتداب الفرنسي وصولاً إلى الاستقلال، الانقلابات، الحروب، والتحالفات الدولية. هذا التاريخ المتقلب أسهم في تشكيل الهوية الوطنية والإقليمية والعرقية والدينية للسوريين، وأثر على تحديد العلاقات الدولية والمصالح الوطنية.
  • التركيبة الاجتماعية: تتميز سوريا بتركيبة اجتماعية متنوعة تضم طوائف، أديان، أعراق، لغات، وثقافات متعددة، مثل العرب، الكرد، الأرمن، التركمان، الأشوريين، المسلمين، المسيحيين، الدروز، العلويين، الإسماعيليين، السنة، والشيعة. هذه التنوعات تُسهم في تعدد الانتماءات والولاءات والمطالب والتطلعات للسوريين، وتُحدد درجة التماسك أو التناقض بين المكونات المختلفة.
  • الأزمة الحالية: اندلعت الأزمة السورية في عام 2011 كحركة احتجاجية تطالب بالحرية والكرامة، وتطورت إلى نزاع مسلح معقد شاركت فيه أطراف متعددة محلية ودولية. أدت الأزمة إلى خسائر بشرية ومادية هائلة، وأثرت بشكل مباشر على تطور السرديات الوطنية، مُحدثةً تغييرات في الوحدة الوطنية والتضامن والهوية بين السوريين.

القسم الثالث: تأثيرات التباين في الروايات الوطنية السورية.

تتميز الروايات الوطنية في سوريا بالتعدد، وهي تحمل في طياتها تأثيرات شاملة الأبعاد على الأفراد والمجتمعات والدولة. من بين هذه التأثيرات نجد:

  1. التأثيرات الإيجابية، التي تظهر من خلال الثراء والتنوع في المنظورات والأفكار والقيم والخبرات والإبداعات، مما يساهم في تعزيز التطور والنمو الثقافي والاجتماعي والوطني في سوريا. كما تعمل هذه التأثيرات على تحسين الحوار والتفاهم والتعاون والتسامح والاحترام المتبادل بين الروايات الوطنية المتنوعة، وتساهم في تحقيق الديمقراطية والعدالة والسلام داخل البلاد.
  2. التأثيرات السلبية، التي تنشأ من التضارب والتصادم بين المنظورات والأفكار والقيم والمصالح والأهداف للروايات الوطنية المتنافسة، مما يؤدي إلى إثارة النزاعات والعنف والتطرف والتمييز والانقسام والتفكك بين أبناء الشعب السوري، ويشكل تهديداً للوحدة والسيادة والأمن والاستقرار الوطني في سوريا.

السرديات الوطنية السورية: تحليل نقدي للتنوع والتفاعل والتأثير

يستهدف هذا التحليل النقدي استقصاء السرديات الوطنية السورية، مع التركيز على التنوع، التفاعل، والتأثير كمحاور أساسية.

يتناول التنوع الاختلافات والتباينات والتضاربات ضمن السرديات الوطنية في المجتمع السوري، مما يعكس تعدد المواقف والرؤى والمصالح.

التفاعل يدل على العلاقات والتبادلات والتفاوتات بين هذه السرديات، سواء داخل سوريا أو على الصعيد الدولي، والتي تساهم في تطوير وتحديث السرديات الوطنية.

أما التأثير، فيشير إلى الدور والوظيفة والنتائج التي تترتب على السرديات الوطنية في النزاع السوري، وتأثيرها على الهوية والثقافة والسياسة والمجتمع في سوريا والمنطقة والعالم.

التنوع والتعقيد السوري: في إطار التنوع الوطني السوري، تتجلى السرديات الوطنية كمتغيرات ديناميكية تعبر عن تباين وتضارب الآراء في المجتمع. تروج السرديات الرسمية لرؤية موحدة تقاوم التدخلات الخارجية، في حين تؤكد السرديات المعارضة على الحاجة إلى الديمقراطية ومقاومة الظلم. وتقدم السرديات المتطرفة رؤية جهادية، بينما تتميز السرديات المدنية بالتنوع والتضامن.

الأدوات والأهداف في الصراع: تعمل السرديات الوطنية كأدوات استراتيجية في الصراع السوري، حيث تُستخدم لتشكيل الهويات والمصالح المتنوعة. تُعتبر هذه السرديات أسلحة للتأثير والتبرير، وتستهدف في الوقت نفسه التشويه والتقليل من شأن هويات المنافسين.

تأثير الواقع السوري: تعكس السرديات الوطنية في سوريا تأثير الصراع على الحياة اليومية، والمجتمع، والثقافة، والسياسة. تتداخل هذه السرديات مع الأحداث الجارية وتوجه مسار الصراع، ولها دور فعال في تحديد نتائجه وتشكيل مستقبله.

محايدة متنازعة: تتسم السرديات الوطنية في سوريا بطابعها غير المحايد والمتحيز، حيث تستند إلى اختيارات ومصادر محددة وتواجه تحديات وانتقادات من زوايا مختلفة. يستلزم ذلك تحليلها بشكل نسبي وحواري، مع تجنب الأحكام المطلقة.

تطور مفتوح: تُظهر السرديات الوطنية في سوريا طبيعتها المتغيرة التي تتكيف مع التحولات والتطورات. تتفاعل هذه السرديات مع نظيراتها داخل وخارج سوريا، مما يسهم في تطويرها وتحديثها بشكل مستمر.

التشابك الإقليمي: تتشابك السرديات الوطنية مع سرديات دول أخرى، مما يؤثر على الديناميات الإقليمية. يبرز تأثير السردية الإيرانية واللبنانية، مما يجعل فهم السرديات الوطنية في سوريا يتطلب النظر إلى سياقاتها الإقليمية والدولية.

الاستدلال والتقييم: تُعرف السرديات الوطنية السورية بأنها تشكل جزءاً لا يتجزأ من سياقات شاملة، حيث تتشابك وتتفاعل ضمن شبكة من العلاقات المعقدة والتأثيرات الإقليمية التي تُسهم في تشكيل ملامحها ومسار تطورها.

التداعيات السلبية للتناقضات في السرديات الوطنية السورية

تُعد السرديات الوطنية مجموعة من القصص، الرموز، والدلالات التي تُشكل الهوية الجماعية والانتماء القومي للشعوب. في السياق السوري، تبرز مجموعة متنوعة ومتضاربة من السرديات الوطنية، مما يعكس التعقيدات الاجتماعية، السياسية، والدينية المتأصلة في النسيج الوطني. هذه السرديات تتنافس على الهيمنة، الشرعية، والتمثيل في المجال العام، مؤثرةً بذلك على تشكيل مفاهيم الصديق، العدو، والآخر.

التناقضات القائمة بين السرديات الوطنية في سوريا تُسفر عن تداعيات سلبية تُهدد السلام والتنمية المستدامة. تُساهم هذه التناقضات في تأجيج النزاعات، العنف، التطرف، التمييز، والانقسامات الداخلية، معيقةً بذلك فرص التوافق، الحوار، والمصالحة بين الفرقاء. كما تُعرض الوحدة الوطنية، السيادة، الأمن، والاستقرار للخطر، مما يجعل البلاد في مواجهة أخطار التدخلات والتأثيرات الخارجية. لذا، يُعتبر تطوير سردية وطنية جامعة ومتوافقة أمراً حتمياً، تُقدر التنوع، تُعزز التعددية والديمقراطية، وتُعلي من شأن الولاء والمسؤولية تجاه الوطن.

الإرشادات الاستراتيجية لمعالجة التنوع في السرديات الوطنية السورية

  1. الاعتراف بالتنوع والتعددية:
    1. يُوصى بالاعتراف بالتنوع والتعددية في الهوية الوطنية السورية، ورفض السرديات الوطنية الاستبدادية أو المتطرفة التي تسعى لفرض رؤية أحادية أو تمييز أو استبعاد الآخرين.
    1. يُمكن تحقيق ذلك عبر إدماج هذه المبادئ في المناهج التعليمية، وسائل الإعلام، والخطاب الرسمي، مع تأسيس منصات للحوار والمشاركة بين مختلف الفئات الاجتماعية.
  2. بناء الثقة والتعاون:
    1. يُشجع على تعزيز الثقة والحوار والتفاهم والتعاون بين جميع الأطراف والمكونات الاجتماعية، مع التخلي عن العنف والتطرف.
    1. يُمكن تنفيذ ذلك من خلال مبادرات محلية ودولية، ودعم مشاريع المجتمع المدني التي تروج للتنوع والتضامن.
  3. تطوير حلول شاملة:
    1. يُنصح بالسعي لإيجاد حلول سياسية، قانونية، دستورية، ومؤسسية تضمن تمثيل ومشاركة وحماية جميع السوريين، وتكفل العدالة والمساءلة والمصالحة.
    1. يُمكن العمل على ذلك من خلال الحوار والتفاوض بين الأطراف السورية المختلفة، ودعم الجهود الإقليمية والدولية للسلام.
    1.  
  4. الاستفادة من التجارب الدولية:
    1. يُوصى بالاستفادة من النماذج الناجحة في إدارة التنوع من دول أخرى، مع الأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات والتحديات السورية، والتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين.
    1. يُمكن تحقيق ذلك من خلال البحث والدراسات والندوات، والتواصل مع الدول التي لديها خبرة في إدارة التنوع الاجتماعي.

خاتمة الدراسة: التأملات حول السرديات الوطنية في سوريا

تبرز سوريا كمسرح لمجموعة من السرديات الوطنية المتنافسة والمتعارضة، التي تنشأ من التركيبة الاجتماعية والسياسية والدينية المركبة للدولة.

هذه السرديات تؤدي دوراً جوهرياً في نحت الهوية الوطنية، الانتماء، الصراع، والتحولات ضمن الإطار السوري.

من ناحية، تُعد السرديات الوطنية مصدراً للغنى والتنوع الثقافي والاجتماعي، مُعبرةً عن مجموعة الرؤى، الأفكار، القيم، التجارب، والإبداعات التي تُسهم في تقدم وتطور البلاد.

 من ناحية أخرى، تُمثل هذه السرديات عنصراً محفزاً للنزاع، العنف، التطرف، التمييز، والانقسامات الداخلية، مُعيقةً بذلك إمكانيات التوافق، الحوار، والمصالحة بين الفصائل المختلفة.

يتطلب الأمر من السوريين تطوير سردية وطنية شاملة ومتوافقة، تُكرم التنوع والتعددية والديمقراطية في سوريا، وتُعزز الانتماء، والولاء، والمسؤولية تجاه الوطن. هذا هو المسار الذي يُمكن من خلاله تحقيق السلام، والديمقراطية، والتنمية المستدامة في سوريا.

المراجع والمصادر:

1- السرديّات السوريّة في مرآة الآخر ما الذي غيّرته المنافي في سردياتنا؟ حكاية ما انحكت SyriaUntold  روزا ياسين حسن 26 كانون الثاني 2021

2- صراع السرديات في الأزمة السورية – غياث بلال -مركز الجزيرة للدراسات – 25-9-2014

3- مقاربة أوليّة لسردياتنا حول الانفجار السوريّ حكاية ما انحكت SyriaUntold  حازم نهار 19 آذار 2021

 -4ما هي مكونات البنية السردية – موضوع (mawdoo3.com) مريم العريني 23 يناير 2018

-5 السرديات الإسلامية في الثورة السورية: الأصول والتطورات والتحديات مركز كارنيغي للشرق الأوسط  26 كانون الثاني 2021

– 6السردية النظامية في الأزمة السورية: الأسس والممارسات والآفاق مركز عمران للدراسات الاستراتيجية

 -7مجلة الكلمة – السرديات: مفهومها وحدودها وآفاقها (alkalimah.net) يونس لشهب مجلة الكلمة العدد 37 مايو 2010

8- إضاءات على إدارة التنوع في سوريا – في لزوم الوعي الوطني مع المواطنة. حمد قربي ونورس العبد الله- مركز الحوار السوري 5 فبراير، 2023

10-الأزمة السورية: 12 عاماً من الهزات الارتدادية الإنسانية – BBC News عربي سوزانا قسوس 15 مارس/ آذار 2023.

2 التعليقات
  1. ولاء says

    يعطيك العافية عل هل السرديات. نتمى توسع أكثر لهل السرديات بس المرة القادمة

    1. مرعي الرمضان says

      شكرا أ. ولاء
      ان شاءالله

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني