fbpx

الإعلامي السوري أيمن عبد النور لـ نينار برس: لا يوجد لوبي سوري موحد في الولايات المتحدة الأمريكية.. وقانون قيصر الشهير أول إنجاز للجالية السورية في القطاع السياسي

0 214

أيمن عبد النور شخصية إعلامية سورية معروفة، يقيم حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية، أرادت صحيفة نينار برس أن تعرف من خلاله حقيقة النشاط السياسي للأمريكيين من أصل سوري، فطرحت عليه أسئلتها التالية:

س1- السوريون الأمريكيون لعبوا دوراً هاماً في استصدار قانون “قيصر” وقانون “الكبتاغون” وساهموا بصورة فعّالة في تمرير قانون “مناهضة التطبيع” مع نظام الأسد في الكونغرس. من هي الجهات السورية الأمريكية التي كان لها دورٌ فاعلٌ في استصدار هذين القانونين؟ وما وزن (اللوبي السوري) إن صحّ استخدام هذا المصطلح في التأثير على قرارات الكونغرس الأمريكي والإدارة الأمريكية بشأن القضية السورية؟

قيصر أنجزته الجالية السورية

• يجيب السيد أيمن عبد النور وهو مؤسس موقع كلنا شركاء الإعلامي:

قانون قيصر بدأ بجلسة استماع علنية في الكونغرس عام 2014، وصدر في الشهر الأخير لعام 2019، أي بعد خمس سنوات، أُقرّ خلالها ثلاث مرات في مجلس النواب، وكان في كلّ مرة لا يُقرّ في مجلس الشيوخ.

هل تعتقدون أن شخصاً واحداً يستطيع أن يخصص من وقته مدة خمس سنوات؟، أو أن منظمة لديها التمويل والموظفين الكافين لزمن مقداره خمس سنوات؟

أكيد أن ذلك غير ممكن، ففي عام 2014 لم تكن هناك منظمات اللوبي والمنظمات السورية ذات الترخيص السياسي C4 موجودة أصلاً، وبعضها تأسس عام 2016 وبعضها الآخر تأسس عام 2017.

يوضح عبد النور إجابته على سؤالنا فيقول:

قانون قيصر هو جهد مجتمعي كامل، وهو أول إنجاز للجالية السورية في القطاع السياسي، بينما كان النشاط للمنظمات يقتصر على القطاع الإغاثي، والإنساني، أي على نشاط يتم من خلاله جمع الزكاة لإطعام الفقير وإغاثة الملهوف وقضايا الصحة، وهناك من كفّر العاملين في الحقل السياسي، أي لا يجوز التبرع بالمال أو وضع مال التبرعات وصرفها على القضايا السياسية وما تحتاجه.

مضيفاً: لذلك كل مجتمع الجالية السورية الأمريكية خلال خمس سنوات من العمل المرهق في جميع الولايات الأمريكية وفي مجلسي النواب والشيوخ حتى تمّ استصدار هذا القانون. وبالتالي الجهود بدأت في عام 2014 مع منظمة الطوارئ السورية التي يديرها معاذ مصطفى، ثم وبعد سنتين أو ثلاث سنوات تأسست منظمات جديدة، مثل منظمة C4 وكايلا باك التي كان يديرها د. طارق كتيلة ود. ريم البزم وعضوية جورج اسطيفو، ومنظمة سوريون مسيحيون من أجل السلام، والتي لعبت دوراً كبيراً في إعطاء الغطاء والمشاركة المسيحية لأنهم (منظمة المجلس السوري) كان الأمريكيون وفي شهادات البعض العلنية في الكونغرس يسمونهم جماعة من تيار الإسلام السياسي. 

وبيّن أيمن عبد النور رؤية وموقف المسؤولين الأمريكيون حول عمل بعض المنظمات: لقد حدثت مشاكل في استقبالهم لهم، حتى أن السيناتور راند بول ألغى الاجتماع معهم في مكتبه في مجلس الشيوخ والذي كان بخصوص قانون قيصر، لأن كل الذين حضروا إليه في هذه الزيارة هم من العرب المسلمين السنّة، إذ قال لهم أنتم لا تمثّلون سورية بكل تنوعاتها وحضارتها وثقافاتها وأقلياتها، فكيف تتحدثون باسم سورية وأنتم من لون واحد.

ويوضح عبد النور: ولهذا اضطرت الجالية لتشكيل وفد مسيحي لمقابلته لاحقاً، وبذلك يمكننا القول إن قانون قيصر هو عمل الجميع.

لا يجد لوبي سوري

وحول وجود ما يُطلق عليه لوبي سوري في الولايات المتحدة الأمريكية، يجيب السيد أيمن عبد النور: لا يوجد شيء اسمه “اللوبي السوري”، والذي هو فكرة في الرأس، ولا توجد جهة مرخصة باسم “اللوبي السوري”.

إنشاء “لوبي سوري” يحتاج إلى عمل قانوني وتراخيص من أنواع متعددة C3- C4 – PAC وأيضا تسجيل بعضهم في سجلات وزارة العدل المسماة FARA ولا يوجد غير منظمتين أو ثلاث منظمات مرخّصة بهذه النوعية، مثل منظمة د. بكر غبيس وطارق أبو غزالة ومؤخراً في العام الفائت تم ترخيص منظمتين جديدتين، أما الباقي فكله مرخّص C3، أي إغاثي ودعم ومناصرة.

س2- هناك منظمات سورية أمريكية عديدة، وهناك غياب ملحوظ للعمل الجمعي الفاعل السوري الأمريكي. هل فكرتم بتشكيل مجلس تنسيق أعلى يضمّ كل المنظمات السورية الأمريكية؟ أليس العمل على ترسيخ وجود إطار عمل عام “لوبي سوري” ضرورة لدعم كفاح الشعب السوري؟

التحالف السوري لا منظمات متحالفة

• يقول الإعلامي أيمن عبد النور في إجابته على سؤالنا الثاني: 

تشكيل مجلس تنسيق أعلى للمنظمات السورية – الأمريكية هي فكرة طرحها الدكتور هشام نشواتي، حيث حاول تأسيس ما يسمى مظلة التنسيق الأعلى بين جميع المنظمات للاتفاق على القضايا الرئيسية، وبالتالي نختلف في قضايا أخرى ليست ذات وزن، ولكن القضايا الرئيسية تكون ذات رسالة واحدة، الجميع رفض مقترح الدكتور هشام نشواتي، وببساطة لأنه غير محسوب على تيار الإسلام السياسي، أي أن جميعهم لا يقبل أن يعمل تحت تلك المظلة، فهم يريدون أن يديروا كل شيء، وهذه مشكلة لا تخفى على أحد.

ويتابع عبد النور إجابته فيقول:

كتب موقع غلوبال جستس سيريا نيوز أنه كان يفترض أن يكون المظلة أو الغطاء الجامع هو “تحالف المنظمات” ولكن انسحبت منه أكبر المنظمات من مثل منظمة الطوارئ ومنظمة تحالف الأديان لدعم اللاجئين، وأصبح هذا التحالف لديه منظمات ورقية تضم ما يقل عن ثلاث أعضاء فقط، وليس لها موقع عن نشاطاتها، وليس لديها أي شخص يقوم بنشاط كمثال، منظمة سوريون مسيحيون من أجل التعليم المسيحي ليس لها أي نشاط مع الكنائس أو غيرها ولا تقوم بأي نشاط مهم ولا توجد في أي ساحة وكذلك منظمة لتحقيق العدالة التي بها عضوين من أميركا فقط وكذلك منظمة حوار الأديان وهكذا… لا يوجد في قيادة التحالف رغم أنه نظرياً يضم 8 منظمات، عضو بارز من الأهل الأكراد له وزن سياسي أو قيادي في التنظيمات الكردية أو المجلس الوطني الكردي بل فقط يتفاخرون بوجود السيد فاروق بلال الموجود في إدارة المجلس السوري وأنه كردي، صحيح أنه شخص لطيف ودمث ولكن العمل المنجز يبين أنه لم يزر مثلاً القيادات الكردية العليا السورية الموجودة في تركيا وكردستان مثلاً؟ هل تواصل مع مكتب مسد في واشنطن لطرح مشروع حل لما يجري؟ كما أنه لا يوجد أي سياسي قوي درزي في التحالف أو أي علوي.

س3- طال أمد الصراع في سورية، وهناك القرار 2254/2015 لا يزال دون تنفيذ. لماذا لا تطالبون الإدارة الأمريكية بالدعوة لمؤتمر دولي خاص بسورية؟ ألا تعتقدون أن هكذا مؤتمر سيؤمّن لأطراف متدخلة في الصراع مخرجاً لها يساعدها على تأمين بعض مصالحها في سورية؟

تراجع الاهتمام بالقضية السورية

• يقول أيمن عبد النور في إجابته على هذا السؤال:

حقيقةً، تتمّ المطالبات وبشكل دائم ومستمر، ولكن مشكلة الإدارة الأمريكية أنه هناك تغييرات وبشكل دائم ومستمر في المناصب، وذلك بسبب الانتخابات. التوجهات أيام الرئيس ترامب عندما كان السفير جيمس جيفري وجويل رايبورن كانت داعمة بشكل كبير وسريع للقضية السورية. الآن اختلف الوضع، أتت شخصيات مختلفة في طريقة أدائها من مثل السيدة “إيمي كوترونا” التي شغلت منصب المنسقة لسورية، بقيت هذه السيدة سنة تقريباً، ولكنها لم تطور شيئاً. بعدها أتى السيد إيثان غولدريتش وهو يعمل على التنسيق بين الدول المتماثلة التفكير وحقق تقدم بالتنسيق مع الأمم المتحدة، ولكن القضية السورية تراجعت إلى أسفل قائمة الأولويات خلف القضية الأوكرانية، ثم أتت قضية غزة فصارت القضية السورية أسفل القضيتين بما يخص مستوى الاهتمام.

ويوضح عبد النور: هناك منظمات تذهب إلى المسؤولين الأمريكيين تريد أن تشرح قضية سورية، وتذهب بعض المنظمات السورية الأخرى لنفس السبب أيضاً وهذا لمسناه الشهر الفائت من خلال الاحتفالات بذكرى الثورة 13 في واشنطن حيث تم إجراء 4 احتفالات مختلفة بدون أي تنسيق بينها!! وبعضهم تراه دائماً يطرح الأجندة القريبة من سياسة تركيا ويطالب فقط بقضايا تخص الشمال الغربي، ولا يتحدثون سوى بمهاجمة سلطات الأمر الواقع في الشمال الشرقي – الإدارة الذاتية، ويطالبون بمقاضاتها وفي نفس الوقت يتهجمون على سياسة أمريكا الداعمة لسلطات الشمال الشرقي. صحيح أنه يجب أن نهتم جداً بدعم الشمال الغربي كونه يضم الآن سوريين من كل المحافظات ولكنه ليس وحده سورية، لذلك يجب إضافة لما سبق تقديم اقتراحات وحلول لكامل القضية السورية وإلا نكون نرسخ التقسيم الحالي.

س4- هناك دعوات لفرض وقف إطلاق نار دائم في سورية، وهناك دعوات لتطوير المناطق الخارجة عن سيطرة نظام الأسد. هل ترون في هكذا دعوات بديلاً عن مؤقتاً عن تنفيذ القرار 2254 المعطّل روسيّاً؟ ألا يُخشى أن تكون هذه الدعوات مدخلاً لتقسيم سورية لاحقاً؟ هل تؤيد الإدارة الأمريكية هذا المسعى؟

هناك مستفيدون يضرّهم الحل السياسي

• يقول الإعلامي ايمن عبد النور في إجابته على سؤالنا الأخير له:

الولايات المتحدة ومنذ عدة سنوات تسعى إلى تثبيت الأمر الواقع، أي تثبيت الحدود بين المناطق، من أجل أن يتعب الجميع من مختلف القوى ويستنزف الداعمون لهم من الدول الإقليمية والدولية، وبالتالي، يوافقون على الجلوس إلى طاولة المفاوضات والحوار، ليتوصلوا إلى حل مدني سياسي يتوافق مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. 

المشكلة أنه كلما طالت المدّة كلما ابتعدت المناطق عن بعضها، فالجيل الجديد الذي يدرس في المدارس لا يهمه ما يحدث في المنطقة الأخرى، وبالتالي ترسيخ وتثبيت للانقسام الشديد.

يجب أن نسعى ونضحي وألا نتمسّك بمصالح خاصة سواء السياسيين أو من جماعة المستفيدين من الواجهات السياسية وإدارات المنظمات الممولة دولياً. هناك كثيرون لهم مصلحة أن تستمر القضية السورية بدون حل، لأن عدم الحل يثبت وجود وظائفهم في منظماتهم أو مواقعهم السياسية.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني