fbpx

مهزلة الانتخابات الرئاسية، ماذا كان موقف محافظة درعا

0 471

استمر نظام الأسد بتنظيم ما يعرف بالانتخابات الرئاسية 2021 التي ترشح بموجبها رأس النظام السوري بشار الأسد لولاية رابعة، وترافق مع الانتخابات الرئاسية مراسم وأفراح تحت مسمى أعراس وطنية لتأييد حكم الأسد في مشهد حضرت فيه كل صفات القبح السياسي والاجتماعي وغابت فيه الديمقراطية، لينتخب الأسد في دوما الشاهدة على جرائمه الكيماوية ويقول للعالم إنه انتصر.

في درعا القابعة جنوب البلاد اختلف المشهد كلياً رغم السيطرة عليها من نظام الأسد أواخر العام 2018 لتشهد المحافظة التي لم تنس طعم الحرية الذي تذوقته لسنوات طوال بعد، وبدأت دعوات تندد بانتخابات الأسد تحت عنوان (درعا ضد الأسد، لا شرعية للأسد وانتخاباته) ليتم تنظيم العديد من التظاهرات المركزية في كل من درعا البلد ومدينة طفس حيث شارك في درعا البلد متظاهرون من عموم محافظة درعا ورفعوا شعارات لا مستقبل للسوريين مع قاتل ومن ثم خرجت مظاهرة ليلية في مدينة طفس ضمت الأهالي والثوار من عموم المنطقة الغربية من محافظة درعا ليقولوا للأسد لا وبالفم الملآن على مسمع أفرع أمنه وقوات جيشه المنتشرة في أرجاء المحافظة بالكامل.

حشدت المظاهرات التي نظمها الأهالي أعداداً أكبر من تلك الأعداد التي جمعها نظام الأسد بأساليبه القذرة إما بإجبار الموظفين تارة أو سحب البطاقات الجامعية من الطلاب في الجامعات واقتيادهم لرفع شعارات تؤيد الانتخابات عموماً والأسد خاصة تحت شعار حملته الانتخابية الأمل بالعمل بعد أن دمر وقتل وشرد السوريين.

يوم الانتخابات السادس والعشرين من مايو 2021 شهدت المحافظة إضراباً عاماً شمل غالبية المناطق لمقاطعة ما بات يعرف بانتخابات الدم، الأسواق مغلقة والطرقات ممنوع المرور عليها والوصول منها لصناديق الاقتراع، لا لمنع الاقتراع وانما لإعطاء غطاء لمن لم يرد الانتخاب من الطلبة والموظفين وأجبره نظام الأسد على ذلك لينتخب مركز المدينة وحده مع بعض المناطق كإزرع وغيرها من المناطق التي ما زالت فيها قوات الأسد منذ بدء الثورة وتعتبر تجمعات لمؤيدي وشبيحة نظام أسد الطائفي.
بالتزامن مع عملية الانتخاب ارتفعت الأصوات وصدحت ليتم دعوة جميع ريف درعا الشرقي الذي خلى بشكل كامل من أي مراكز أو صناديق انتخابات وعوضاً عن الانتخاب تم التجمع في مدينة بصرى الغارقة في القدم التي تمثل رمزية ثورية كبيرة ويوجد فيها اللواء الثامن ليبدأ الأهالي والثوار بالتظاهر رافعين أعلام الثورة السورية وشعاراتها رافضين الانتخابات السورية ومؤكدين على أن درعا ضد الأسد وتصدرت العبارة الحورانية (وك ما فيش رجعة ما فيش المشهد) إلى جانب عبارات باللغتين العربية والإنكليزية تطالب بالمعتقلين والالتزام بقرار الأمم المتحدة 2254.

في ليلة الأربعاء الأسود المشؤوم كما أطلق عليها ناشطون استمرت التظاهرات أيضاً غرب درعا وتم الهجوم على عدة حواجز لقوات النظام من قبل مجهولين وجرت حملات دهم واعتقالات في كل من مدينتي داعل ونوى في الريف الغربي ولكن لم يرض الأهالي في درعا إلا أن يقولوا كلمتهم الفصل أمام مرأى العالم والنظام نفسه أن لا شرعية لقاتل وأن درعا ضد الأسد.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني