fbpx

مائة يوم ثورة في السويداء

5 2٬318

تعتبر محافظة السويداء في جنوب سوريا مسرحاً لحراك ثوري يشهد تطورات ملحوظة،

حيث يسعى السكان إلى تحقيق مطالبهم الشعبية من خلال تنفيذ القرار 2254. ويأتي هذا الحراك في سياق الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والحقوقية التي أدت إلى تنامي الاحتجاجات والمطالبات بتغيير النظام السوري الذي يمثله بشار حافظ الأسد.

كما إن القرار الأممي 2254 الذي يعتبر إطاراً للحل السياسي في سوريا وتم اعتماده في عام 2015. يهدف إلى وضع خطة زمنية للانتقال السياسي في سوريا، بما في ذلك إجراء إنتخابات شاملة وإعادة صياغة للدستور. أما بالنسبة لمطالب أهل السويداء، فإنهم يطالبون في تنفيذ هذا القرار بشكل عاجل وأكثر فاعلية لضمان مشاركة جميع الأطياف السورية في العملية السياسية، مع التركيز على حقوق الأقليات والاستقرار في المنطقة.

اليوم وبعد مضي مائة يوم على انطلاق الثورة الشعبية في السويداء، يظهر بوضوح أن الحراك يتميز بتركيزه الكامل على القضايا الوطنية السورية، حيث لم تظهر أي شعارات أو مطالب تتجاوز حدود الوطن. ويعكس ذلك حجم التمسك القوي بالقضايا الداخلية والاهتمام الأساسي بتحقيق العدالة والديمقراطية داخل البلاد.

إذ أننا لاحظنا عدم وجود شعارات تحمل طابعاً تحيزياً يفرض حقوق فئة من الشعب على حساب فئة أخرى.

كما لاحظنا أن الحراك الثوري في السويداء يسعى إلى تحقيق توازن وعدالة اجتماعية دون التفريط في حقوق أي فئة. ويظهر هذا التوجه الشامل بوضوح في التظاهرات والفعاليات، حيث يشارك مختلف شرائح المجتمع في سعيها المشترك نحو تحقيق التغيير السياسي والحقوقي وتحسين الظروف المعيشية.

تُبرز هذه السمات من الحراك الثوري في السويداء أهمية الوحدة الوطنية والتركيز على مصلحة الوطن، دون أن يتسبب في التفريط في حقوق أو تمييز ضد أي جماعة أو طائفة. ويعكس هذا النهج الحكيم التفاعل الإيجابي للمجتمع في مواجهة التحديات التي تواجهه، وقد يمثل نموذجاً ملهماً لغيرها من المناطق التي تسعى إلى تحقيق التغيير الاجتماعي والسياسي.

أهل السويداء اليوم يعلنون امتلاكهم وعياً ثورياً حقيقياً، حيث استفادوا بشكل أساسي من تجربة الثورة السورية في عام 2011. وتمثل هذه التجربة السابقة درساً هاماً، حيث أنهم تفادوا الانحرافات التي شهدتها بعض المناطق الأخرى والتي انحرف مسارها بسبب قمع الاحتجاجات الشعبية والثورية التي كانت تخرج في تلك المناطق وزرع الفتن وتأجيج النزاعات الطائفية والمذهبية من قبل نظام الأسد وأجهزة المخابرات التابعة له.

وتعكس تفاعلات أهل السويداء قدرتهم على بناء حراك ثوري مستدام، يستند إلى قيم الوحدة الوطنية وتحقيق العدالة الاجتماعية. كما إن تجنبهم للفتن الطائفية والتمييز يعكس رغبتهم في بناء مجتمع يسوده التعايش والاحترام المتبادل، مما يضع السويداء على خارطة المناطق التي تسعى جاهدة نحو تحقيق التغيير بطرق سلمية وبناءة.

إن غياب الاهتمام الدولي بمطالب أهل السويداء وعدم التفاته إلى الوضع اليومي في المنطقة يؤثر سلباً على حقوق السكان واستقرار المنطقة. ومن المهم تسليط الضوء على هذه المطالب في الساحة الدولية لزيادة الوعي والدعوة إلى تحقيق التوازن والعدالة في الجهود الدولية المبذولة للتعامل مع التحديات في سوريا وتنفيذ هذا القرار المعتمد والذي يُطالب به الشعب السوري المجتمع الدولي بتنفيذه.

5 التعليقات
  1. محمد اشتر says

    السويداء اليوم جميلة جداً جداً ونأمل خيراً

  2. Ahmet jamal says

    سلمت يداك

  3. عدنان سكري says

    القرار الأممي هذا محدا عم يتذكره لييييش؟

  4. سلمان says

    حيهم بني معروف

  5. موفق زريق says

    تسلم ايدك أستاذ عبدالرحمن

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني