fbpx

قصيدتان للشاعر السوري فاضل السفان

0 72

حرز الشباب

أمشي ويُقعدُني الخرابْ

لا الصّمتُ طابَ ولا الصّخابْ

وذكرتُ – مصعبَ – لحظةً

تاقت لها سننُ العِتابْ

حِرْزُ الشبابِ ثكلتُهُ

ما كان ذلك في الحِسابْ

عَيني على وَجَعٍ همَى

كالفجرِ يَطرُقُ كلَّ بابْ

أيُّ المصائبِ تُتَّقى

ومُصيبتي فَصْلُ الخِطابْ.؟

أودى – أبو الفضل[1] – الذي

تزهو بهِ غُرَرُ الرِّغابْ

ومضى كبارقةِ النّدى

لم يَرْتشِفْ خَيْرَ الوِطابْ

أصبو إلى مُهْري الذي

في حُلكةِ الأيام غابْ

سأظلُّ أذكرُ طيفَهُ

حتّى يُغيِّبَني التُرابْ

في كفَّيْكَ

سَئمتَ الهَرْجَ يرقُمُهُ الفَضاءُ

فصُنْ شَكواكَ إنْ عظُمَ البلاءُ

إلى ذي العَرْشِ حَوْبائي وجُرْحي

ودونَ رجائه يقفُ الرَّجاءُ

وهذي مِحنَتي ثَقُلتْ عُراها

و– مُصعبُ – لا يُعوّضُهُ البُكاءُ

فدَعْني أرشُفُ الأحزانَ وحدي

وعندَ العَجْمِ يُختَبَرُ الإناءُ

كَيانُ المرْءِ بين الخَلْقِ عارٍ

ورَوْحُ اللهِ سِترُكَ والغِطاءُ

وكلُّ مراتبِ الأحوالِ تفنى

فلا فقرٌ يدومُ ولا رَخاءُ

يُزاحمُني الصّدى والدَّهْرُ قاسٍ

فلا صَيفي يطيبُ ولا الشّتاءُ

وما أدري إذا استنفدتُ عُمْري

متى يذرُ الدُّنى هذا العَناءُ؟

إليكَ المُشْتكى يا رَبُّ فارحَمْ

وفي كفّيْكَ يكتملُ العَطاءُ


[1]– أبو الفضل هو مصعب

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني