fbpx

عالم الرياضيات جمال أبو الورد لـ نينار برس: نسعى لبناء دولة المؤسسات الديمقراطية وتحرير سوريا من الاحتلالات

1 796

الخلاص من الاستبداد، وبناء الدولة الديمقراطية في سوريا، هو ديدن كل الثوريين السوريين، الذين تعددت أوجه تضحياتهم، ولذلك، وكي نسبر ما يريده المجلس الثوري لأحرار سوريا، التقت صحيفة نينار برس الالكترونية الأسبوعية بعالم الرياضيات السوري الشهير الدكتور جمال أبو الورد، والذي يشغل منصب رئيس هذا المجلس، ويعمل مع فريق كبير من أجل التغيير في سوريا، ووضعت أمامه أسئلتها، فكان هذا الحوار.

س1- تشكلت حركات سياسية وثورية سورية مع مسار الثورة، من هذه الحركات (المجلس الثوري لأحرار سوريا). متى تشكّل هذا المجلس؟ وما دوافع وأهداف تشكيله؟ وهل هو إطار ثوري يغطي الساحة السورية أم يغطي بعض جوانبها؟

هدفنا تصحيح مسار الثورة

يقول الدكتور جمال أبو الورد: “تأسس المجلس الثوري لأحرار سورية في مطلع عالم 2020، والذي بات يضم العديد من المكونات الثورية والسياسية والشعبية، وهو مجلس لكل السوريين الشرفاء من أبناء الوطن، ويعمل في المرحلة الحالية على تجميع القوى السياسية الوطنية وصولاً إلى تشكيل قيادة المجلس الأعلى للثورة السورية، والتي تتوافق أهدافها مع أهداف الشعب السوري وثورته”.

يتابع الدكتور أبو الورد حديثه فيقول: “انبثق عن المجلس الثوري مشروع بناء دولة المؤسسات والقانون (دولة مدنية)، ويدعو إلى تحرير سورية وبناء دولة المؤسسات والقانون”. ويضيف: “لكن أبواب المجلس الثوري مشرعة أمام جميع الأحرار والشرفاء، للانضمام والعمل تحت مظلة ثورتنا العظيمة، وفق أهدافها وقيمها العليا”.

ويشرح الدكتور أبو الورد حول أهداف المجلس الثوري الذي يرأسه، فيقول: “كما أن من أهداف مجلسنا تصحيح مسار الثورة السورية، والدعوة إلى الوحدة الوطنية، وتحرير سورية، وإسقاط النظام الحاكم بكافة أركانه، وتطبيق القرارات عن مجلس الأمن، وفي مقدمتها القرار (2254)، الذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، والحفاظ على وحدة الجمهورية العربية السورية أرضاً وشعباً، ورفض جميع أنواع التغيير الديمغرافي”.

 ويوضح الدكتور أبو الورد فكرته بالقول: “قيمة المواطن تحددها مدى كفاءته، وعمله من أجل رفعة وسيادة سورية، دون النظر إلى أي اعتبارات طائفية أو مذهبية أو عرقية، مبيناً أن المجلس يؤكد على أن إعادة بناء الجمهورية العربية السورية لا يتم إلا باحترام خيار الشعب السوري، الذي دفع ثمناً باهظاً من أجل نيل حريته وكرامته، وليس بفرض حلول عليه، ترضي الدول الساعية لتغيير الهوية السورية وانتمائها، والتي تريد زرع بذور تقسيم سوريا طائفياً وقومياً. 

ويوضح الدكتور أبو الورد: “اعتمد المجلس الثوري لأحرار سورية في هيكله التنظيمي على العمل المؤسساتي، والذي يتكون من الأمانة العامة والهيئة الاستشارية، بالإضافة إلى 25 دائرة تغطي كافة قطاعات المجتمع المدني والعسكري.. فهناك الدائرة السياسية ودائرة العلاقات الخارجية، والدوائر الخدمية والعلمية، كما يضم المجلس الثوري لأحرار سورية ديوان القبائل والعشائر السورية على امتداد ساحة الوطن”.

ويتابع الدكتور جمال أبو الورد وهو عالم رياضيات معروف دولياً: “المجلس الثوري لأحرار سورية يمتلك أكبر جناح عسكري، حيث يوجد أكثر من 1000 ضابط من كافة الرتب والاختصاصات العسكرية، كما انه يولي اهتماماً بالجناح العسكري والأمني لأنه لا يمكن لأي دولة أن تنهض وتنمو اقتصادياً وخدمياً إلا إذا كان هناك استقرار أمني وقوة عسكرية تحافظ على حدود الدولة، وتحمي الشعب والدستور.

س2- زففت في شهر أيار عام 2021 بشرى للسوريين قلت عنها كبرى، بخصوص المرحلة القادمة. هل يمكنكم القول كيف سيتمّ التغيير؟

مجلسنا يحظى بالتفاف شعبي

 وجواباً على سؤالنا الثاني، يقول الدكتور أبو الورد: “أن المشروع الوطني انبثق عن المجلس، والمتمثل بتحرير سورية وبناء دولة المؤسسات والقانون، وهو قد حظي بقبولٍ والتفافٍ شعبي كبير، ولاحظنا ذلك في الذكرى العاشرة لانطلاقة الثورة السورية، وفي أغلب التظاهرات والساحات الثورية، وهذا الأمر لقي صدى واهتماماً دولياً، من خلال الاطلاع على المشروع ودعمه من الدول الفاعلة في الملف السوري، وهناك توافق دولي بدأت خطواته حفاظاً على المشروع”.

س3- كيف تقيّم عمل أطر المعارضة، وهل هي تعبّر عن الشعب السوري وجوهر ثورته؟ وهل هذه الأطر قادرة على قيادة النضال الوطني للتحرر من الاستبداد والاحتلالات الأجنبية؟

إجابة على السؤال الثالث يقول الدكتور جمال أبو الورد: “نحن ضد (مصطلح المعارضة)، ولسنا ضد الائتلاف كمؤسسة، وكنا نتمنى أن يكون للائتلاف والهيئات والمكونات المنبثقة عنه أعمال ترتقي إلى تضحيات الشعب السوري، وأن يكون ممثلاً لأعظم ثورة شعبية في التاريخ الحديث والمعاصر، لكنه ابتعد عن الحاضنة الشعبية والثورية، وبدأ كأداة لتمرير وتنفيذ سياسات لا علاقة لها بالشعب السوري وثورته، وإنما تقوّض العمل الثوري، وأكبر مثال على ذلك سوتشي وأستانا واللجنة الدستورية وغيرها”.

ويضيف أبو الورد: “هنا لابد من التأكيد على أن:(اللجنة الدستورية هيئة التفاوض سوتشي واستانا، كل هذه الكيانات الوهمية تم تشكيلها للالتفاف على ثورة الشعب السوري وإطالة أمد الصراع، ولا تخدم إلا أعداء الشعب السوري وثورته، وللعلم كل المشاركين فيها ليسوا أغبياء، وإنما يؤدون أدوار تم تكليفهم بها مقابل مبالغ مالية تقتطع من أموال الشعب، ومن كان يمتلك الكرامة انسحب وتركهم في طغيانهم يعمهون”.

ويرى الدكتور أبو الورد: أن “التفاوض مع النظام المجرم يعني الاعتراف به، واللجنة الدستورية تعني أن الشعب خرج بثورته من أجل تغيير بعض مواد الدستور، وكل ذلك يصبّ في مصلحة النظام، لتحويل مفهوم الثورة الشعبية إلى المطالبة بإجراءات دستورية إصلاحية، وللعلم أن هيئة التفاوض واللجنة الدستورية وسوتشي واستانا، الجميع يعلم أنهم لن ولم يقدموا شيئاً للشعب السوري وثورته منذ البداية، وهم أول من يعلم ذلك، وحاربوا الثورة بأدوات وأجندة محسوبة عليها”.

ويؤكد أبو الورد أن “الدستور السوري سيكتبه أبناء سورية، وأن الاحتلال زائل لامحالة،

ولن يستطيع أحدٌ أن يطفئ جذوة الثورة وشعلتها المباركة، التي تستمدّ وقودها ونسغها من دماء أكثر من مليون شهيد”.

مضيفاً: “ونحن في المجلس الثوري لأحرار سورية موقفنا واضح تماماً من سوتشي واستانا، ونرفضها رفضاً قاطعاً، ولا يوجد لدينا أدنى ثقة بالروس والإيرانيين، وهي التفاف على القرار الدولي 2254، وهناك تقاطع مصالح مشتركة مع الدور التركي، لأننا نرى أن تركيا وقفت مع الشعب السوري وثورته”.

ويتابع الدكتور أبو الورد: تركيا تحارب الأحزاب الانفصالية الإرهابية، وهنا يوجد تقاطع كبير يخدم الأمن القومي لكلا البلدين، لأن الأحزاب الانفصالية الإرهابية كانت تسعى لإقامة دويلة بعد اقتطاع جزء من الجمهورية العربية السورية (الدولة الكردية )،  وللعلم سوتشي و استانا ماهي إلا احتواء الموقف الروسي المدعوم من أعداء الشعب السوري، بما فيها الدول الممولة للحملة الإجرامية، وأن سوتشي و استانا لن تقدّم ولن تؤخر، وستجدون تركيا على رأس الدول الداعمة للموقف الدولي والمتمثل بتحرير سورية، وعدم الاعتراف بشرعية النظام المجرم، وهي أعلنت ذلك”.

ويلخّص أبو الورد كلامه فيقول: “في النتيجة لسنا مع مؤتمر سوتشي و استانا ولا مع مخرجاتهما، ولن يقبل بها أي مواطن سوري حر، لأن الثورة السورية لم تقم من أجل يكون للشعب السوري شريط حدودي ينصبون عليه خيامهم، مؤكداً: “ويوجد تنسيق بيننا وبين تركيا، لأنها حليف للشعب السوري، وتحاول جاهدة وقف الحملة الإجرامية الممنهجة ضد شعب أعزل، شعب خذله القاصي والداني، والقريب قبل الغريب، وهي لم تعترف بشرعية النظام، وهناك من وضع نفسه في مكان الارتزاق، ولا نلوم الآخرين، إن لم نكن حريصين على مستقبل بلادنا ودماء شهدائنا”.

س4- إذا قلنا أن قرار السوريين ليس بيدهم، بل بيد القوى المنخرطة بالصراع السوري. كيف يمكننا استعادة استقلالية قرارنا؟ وكيف نستطيع كمعارضة وقوى ثورية أن نشكل وزناً في الحل السياسي القادم وفي بناء سوريا الجديدة؟

تغيرات دولية ستظهر قريباً

وسألنا الدكتور العالم جمال أبو الورد عن حقيقة وضع الملف السوري فيما إذا كان بيد السوريين فأجاب: “إن الملف السوري خرج من أيدي السوريين لدى كلا الطرفين (نظام مجرم، ومعارضة ثورية)، وأكبر شاهد على ذلك، أنه تمّ عقد العديد من القمم على مستوى الرؤساء، ولم يكن هناك أدنى تمثيل دبلوماسي سوري”.

ويشير أبو الورد إلى أن النظام هو من يتحمّل مسؤولية كل ما ٱلت إليه الأوضاع من مآسٍ، وحتى الانتهاك غير المسبوق للسيادة، حيث أنه أوغل بالإجرام، وجلب الاحتلال إلى بلاده، وسلّم مقدرات البلاد للمحتل، والذي جعل منه شريكاً في قتل وتهجير الشعب السوري، وممارسة الإرهاب الدولي المنظم والممنهج، وهذا الأمر دعانا وبقوة لفتح قنوات دولية من أجل العمل على سحب الملف السوري لصالح الشعب، وإن كان الأمر في غاية الصعوبة، والتعقيد في بداية الأمر”.

ويوضح أبو الورد: “لكن بعد جهود وتواصل كبير، رأينا أن هناك تغيرات دولية بدأت تظهر بعد أن فشلت روسيا وإيران في إعادة تعويم النظام، وأن هذا النظام غير قادر أو مؤهل على تأمين أدنى مقومات الدولة حتى لحاضنته، التي تبددت وتنتظر الخلاص، ومن هنا كان لابد من إيجاد بديل، يتمثل بتشكيل حكومة شاملة، تمثل تطلعات الشعب وتحافظ على العلاقات الدولية كاملة السيادة، وتعمل على إعادة الإعمار وتنمية المشاريع الاقتصادية والاجتماعية، وتأمين الحياة الكريمة للمواطن السوري”.

وفيما يخص تشكيل الحكومة يقول أبو الورد: “أؤكد على أنها قادمة وبقرار دولي ومن شخصيات وطنية سياسية وعسكرية وكفاءات عالية، ولن يكون للفاسدين، ولمن أساء للشعب السوري، وكان سبباً في زيادة معاناته أيّ دور سياسي مستقبلي، وستكون هناك حكومة عادلة وحازمة ونظيفة، تلبّي تطلعات الشعب السوري (حكومة صقور).

وقال أبو الورد موجهاً كلامه للسوريين: “أهيب بأبناء شعبنا السوري من خلال منبركم الإعلامي الحر والوطني، أن يلتفوا حول المشروع الوطني، لأن التغيير قادم لامحالة، وندعو الائتلاف والحكومة المؤقتة والإنقاذ، وجميع الفعاليات الثورية والوطنية، وحتى السوريين المتواجدين تحت سيطرة النظام، للاستعداد للمرحلة القادمة في تاريخ سوريا المستقبل، فسورية لكل السوريين الذين يعملون من أجل رفعتها وسيادتها”.

س5- هل تعتقد أن سوريا بحاجة أكثر إلى قوانين صارمة تحقّق ثبات دولة المؤسسات وتداول السلطة؟ ها تؤمن ببناء دولة ديمقراطية تعددية؟

يبني سوريا أبناؤها   

يجيب الدكتور جمال أبو الورد والذي يترأس ويقود المجلس الثوري لأحرار سوريا: “إن بناء الدولة يحتاج إلى حكومة حازمة من خلال تطبيق القوانين الناظمة للبلاد، وخاصةً الوضع السوري بعد عقد من الحروب والجرائم، التي ارتكبت بحق الشعب، الذي طالب بنيل كرامته وقدم التضحيات الجسام على مذبح الحرية، ويضيف أبو الورد: “نحن مع بناء دولة مدنية ديمقراطية، تمتاز بالتعددية السياسية، حيث سيتم إطلاق الحريات العامة في البلاد، بما يتناسب مع معتقدات ومقدسات كافة أطياف المجتمع السوري، مع الحفاظ على أصالة مجتمعنا، ودون أن تتعارض هذه الحريات مع الأمن القومي للبلاد”.

ويتابع الدكتور أبو الورد كلامه فيقول: “وبما أن الدولة المنشودة سورية المستقبل، دولة المؤسسات والقانون، دولة العدل والمساواة، سيكون للقضاء والتعليم والاقتصاد الأولوية القصوى في عمل الحكومة القادمة بعد الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد، وفي النهاية لن يبني سورية إلا أبناء سورية.

1 تعليق
  1. محمد الكحاط says

    نظره سياسية صحيحة وشاملة عبر فيها الدكتور جمال ابو الورد عن الم كل سوري وطرح الحل المناسب للقضية السورية نعتز بكم بهذه المواقف الوطنية الحقيقية لرجل يحمل العلم والفكر والسياسة والتخطيط الاقتصادي وعالم رياضيات ولن الفخر حماك الله

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني