درعا.. كورونا تجتاح المحافظة صمت من المسؤولين وحملات محلية
تزايدت أعداد المصابين بفايروس كورونا المستجد (COVID-19) في محافظة درعا بشكل ملحوظ مؤخراً، مئات الإصابات يومياً في المحافظة، ومع ذلك لم يعد تطبيق أي نوع من الحظر مجدياً، فالمدارس والجامعات مفتوحة، والدوائر الحكومية لم تغلق أبوابها حتى باتت مستشفيات المحافظة عاجزة عن إجراء المسحات للمشتبه بإصابتهم بالفايروس.
مصدر في الهلال الأحمر السوري قال لـ نينار برس: إن أعداد المصابين في محافظة درعا وضاحيتها تجاوز أربعمئة إصابة، ويومياً هنالك وفيات بما لا يقل عن معدل 10-20 شخصاً غالبيتهم من كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة فيما تجاوزت أعداد الوفيات خلال الأسبوع الماضي في بلدة الكرك الشرقي في ريف درعا الشرقي الـ 30 شخصاً.
وأكد المصدر أن هناك تعتيم إعلامي على الأعداد الحقيقية للمصابين في المحافظة بغاية عدم بث الرعب بين الأهالي من جهة وعدم قدرة مديرية الصحة في المحافظة على التصدي للفايروس من جهة أخرى، وبذلك تم الاعتماد على الوسائل البديلة التي تكون غالباً غير مجدية كتطبيق التباعد الاجتماعي والالتزام بلبس الكمامات الطبية في أماكن التجمعات والازدحام والاعتماد على وعي الأهالي ومناعتهم.
لم تقتصر الإصابات على شريحتي الشباب وكبار السن في المحافظة بل أصيب خلال الشهر الماضي أكثر من 13 طبيباً في المحافظة بالفايروس المستجد، الذين تم نقل العدوى لهم عن طريق مصابين أثناء علاجهم أو مراجعين لهم في العيادات.
تواصلت نينار برس مع أحد الأطباء الذين تعرضوا للإصابة بالفعل بهذا المرض وتم شفاؤه منه والذي قال: إن هناك انتشار كبير للمرض ولا يقتصر على منطقة واحدة من المحافظة وإنما هنالك وفيات من غالبية قرى وبلدات درعا وأغلب هذه الوفيات حسب المسحات التي أجرتها مديرية الصحة في درعا هي مسحات إيجابية لعدد من المسنين أي ما يؤكد إصابتهم بالمرض.
وعن انتشار المرض بشكل كبير في المحافظة عزا ذلك إلى الاستهتار خاصة من الأهالي لدى خروجهم لعملهم أو دوامهم دون الالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات والتوصيات العامة للصحة العالمية والاختلاط في المناسبات العامة من حفلات وأعراس ومجالس عزاء دون الأخذ بأسباب الوقاية ما يؤدي إلى انتقال المرض ومن ثم نقل الفايروس من حامليه إلى ذويهم من كبار سن ومرضى ما يسهم في ارتفاع أعداد الوفيات.
عجز حكومي وحملات محلية للتصدي للفايروس:
أطلق وجهاء وأعيان شرق درعا حملة تبرعات تهدف لجمع مبالغ مالية بغرض شراء مستلزمات طبية ومعقمات ومعدات للتصدي لـ COVID19. الحملة ضمت مدينة بصرى الشام وما حولها وتم جمع مبالغ مالية تقدر بأكثر من ثلاثمئة مليون ليرة سورية.
أحد منظمي الحملة قال في حديث خاص لنينار برس: بعد انتشار المرض في المحافظة ورؤيتنا عجز مديرية الصحة والحكومة عن التصدي للفايروس أو دعم المستشفيات بالتجهيزات اللازمة لإنقاذ الأهالي، لمعت فكرة أن نقوم بجمع مبالغ مالية من أهالي المحافظة في الداخل والخارج لشراء المستلزمات الطبية اللازمة للتصدي لكورونا معتمدين بذلك على مبدأ تكاتف وتعاضد الأهالي في الأزمات.
وأضاف أنه تم جمع مبلغ مالي كبير خلال فترة قصيرة تبعه تشكيل لجنة طبية لتقييم الاحتياجات وشراء جميع المستلزمات الطبية من أسطوانات أوكسجين وكمامات ومعقمات والأدوية التي يحتاجها مصاب كورونا وقبل انتهاء الحملة استشعرنا حاجتنا الماسة لجهاز توليد أوكسجين بسبب نقصه في كامل المحافظة وحاجة المرضى الكبيرة للأوكسجين وتعرضهم لخطر الوفاة بسبب نقصه في كثير من الأحيان ما جعلنا نقوم بتمديد الحملة لنجمع بالفعل ثمن المولد من أهل الخير الذين لم يتوانوا عن تقديم يد المساعدة لأهلهم وتم شراء مولد الأكسجين بالفعل وتزويد مستشفى بصرى الشام به وجرت أول عملية تجريب له قبل أيام وسنقوم مستقبلاً بتزويد القرى المجاورة ومحاولة مساعدة الجميع.
يتفشى فايروس كورونا في المحافظة ليزيد من معاناة سكانها في ظل غياب شبه تام للدولة التي تتفاخر ببسط سيادتها على المحافظة ويبقى السؤال هل تنجح مناعة القطيع التي اعتمدت عليها الحكومة في التصدي للفايروس باحتواء الموقف أم سينفجر الوضع في المحافظة ونرى أعداداً مضاعفة من الموتى بسبب كوفيد-19 في الأيام المقبلة.
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”