fbpx

داني البعاج لـ نينار برس: ليبراليتنا الاجتماعية تعني أن الدولة معنية بدعم الفئات المهمشة والضعيفة اقتصادياً

1 471

الحديث في الحريات السياسية والاقتصادية يقود بالضرورة إلى الحديث عن الليبرالية عموماً، ولفهم أبعاد اعتماد نظام ليبرالي في سوريا، ينبغي التمييز بين ليبرالية بلا ضفاف، وليبرالية تعنيها التنمية الشاملة بكل أنساقها، وتحديداً في شقيها الاقتصادي والسياسي، حيث يمكن تسميتها ليبرالية اجتماعية.

حول الليبرالية وجوهر فكر حزب أحرار (الحزب الليبرالي السوري) التقت نينار برس بالسيد داني البعاج عضو هيئة الرقابة والشفافية، فكان هذا الحوار.

س1- الليبرالية مفهوم ينطوي على رؤية سياسية واقتصادية واجتماعية. أنتم في حزب أحرار اخترتم مفهوم الليبرالية الاجتماعية كمحور فكري رئيس لحزبكم. لماذا اخترتم هذا المفهوم؟ وما دلالته” وهل تجدون أنه يمتلك حوامل يقف عليها في سوريا الجديدة؟

محورنا الرئيس الليبرالية السياسية

يقول السيد داني البعاج وهو عضو هيئة الرقابة والشفافية في حزب أحرار: “الليبرالية المعتمدة أو المتبناة ضمن حزب أحرار أساسها سياسي، بمعنى الحريات السياسية، وليس تبنياً للمفهوم الاقتصادي لليبرالية، وبالتأكيد فهي ليست “نيو ليبرالية”.

يضيف البعاج: “الليبرالية الجديدة هي التي تتحدث عن حرية السوق، والانفتاح وعدم تدخل الدولة بالاقتصاد، أو بإدارة الأعمال، وأن يُترك السوق لحاله”، موضحاً: “نحن نتبنى الليبرالية السياسية كحريات أساسية للأفراد، لكن من الناحية الاقتصادية، نتبنى كما ذكرتُ لكم الليبرالية الاجتماعية، والسبب أن تجارب الدول الناجحة اقتصادياً اعتمدت بجزء منها على انتقال من سياسات اجتماعية واسعة، مبنية على سياسات يسارية ماركسية معينة، وصولاً لحل وسط، أو لمكان وسط، بين الدور الاجتماعي الذي تلعبه الدولة، وحالة الاقتصاد الحر”.

ويتابع البعاج حديثه عن الليبرالية فيقول: مفهوم الليبرالية الاجتماعية على الصعيد الاقتصادي، هو أن الدولة سيظل لها دورٌ لدعم الفئات المهمشة داخل المجتمع، ودورٌ لدعم الفئات الضعيفة اقتصادياً، وهي مسؤولية عامة للحفاظ على النظام العام من جهة، وتبني دور واضح ببناء الاقتصاد ومشاركة الكل، والتي هي أهم قضية بالنسبة لنا، وهي مرتبطة بأنه لا يمكن الحصول على حريات سياسية جيدة، وممارسة هذه الحريات ضمن نظام ديمقراطي، في حال كان النظام الاقتصادي صعباً، بسبب مواجهته من فئات معينة من المجتمع”.

ويوضح البعاج فكرته فيقول: الفقير أو المهمش اقتصادياً ليس عنده حرية سياسية كاملة لأنه مضطر أن يستغل ظروف سياسية معينة ويصوّت باتجاه معين، فمن الممكن التأثير على قرار المواطن سياسياً في حال كانت الدولة لا تلعب دوراً اجتماعياً واضحاً، يؤمّن التمكين الاقتصادي الأساسي للمواطن، إذاً، الدور الذي يجب أن تلعبه الدولة حصرياً، هو دور أساسي، نعم لحرية الأسواق، لكن نعم لتدخل مدروس من الدولة، يؤمّن حرية اقتصادية تكون أساساً لبناء الحريات السياسية والرأي الحر للمواطن”.

واستكمالاً للإجابة عن السؤال الأول، إن ما نطرحه هو بديل عن الصراع التقليدي بين مجموعة تيارات موجودة تاريخياً في سوريا”.

س2- لا يمكن قصر الصراع الجاري في سوريا بين قوى الثورة والمعارضة من جهة وبين النظام الأسدي من جهة أخرى على أنه مجرد صراع من أجل التغيير السياسي، فهذا الصراع تحكمه رؤى ومقدمات إيديولوجية مختلفة المنبع والاتجاه. ها تعتقد أن المعارضة التقليدية قادرة على لعب دور في سوريا الجديدة؟ أم تعتقد بولادة قوى من رحم تغيرات الواقع السوري، وأقصد القوى الليبرالية هي من يمكنه لعب دور رئيسي في سوريا الجديدة؟

الخيار السياسي برامج وليس هويات

إجابة على سؤالنا الثاني يقول داني البعاج عضو هيئة الرقابة والشفافية في حزب أحرار (الحزب الليبرالي السوري): “إن الحوامل موجودة بطريقة أعتقد أنها تتعلق بنفاذ صبر السوريين، أو عدم وجود خيار بين أيديهم، ليكون بديلاً عن الشيء التقليدي”.

وبرأيه أن الصراع كان تقليدياً، الصراع كان اسلامياً قومياً يسارياً ماركسياً، والبعث قومي عربي مثلا لكن كذلك كان اشتراكياً، أما السوري القومي الاجتماعي فهو قومي بناء لفكرة الأمة السورية بمفهومها النازي، مع دور اجتماعي”.

ويعتقد البعاج أن الصراعات في المنطقة كانت ضمن هذه الأطر، لم تنشأ أحزابٌ، والسبب هو السلطة، وأن الخيارات لم تقم على البرامج الانتخابية وإنما على الهوية”.

ويضيف: “نحن في حزب أحرار وصلنا لمكان نقتنع فيه بأن المنافسة الاساسية يجب أن تقوم على أساس برامج سياسية للتنفيذ في الاقتصاد وفي الاجتماع وفي التعليم وفي البيئة، إلى ما هنالك وأن طبيعة الهوية ترتبط بمفهوم مواطنة بسيط، وأن من يمتلك الجنسية السورية هو سوري، وبالتالي لا فائدة من أي نوع من أنواع التمييز إن كان على أساس عرقي، أو على أساس ديني، أو على أي أساس”.

هذا التمييز والانطلاق من فكرة الحرية الفردية برأي البعاج، أو برأي حزبه “حزب الأحرار”، هو البديل الذي نقدمه اليوم للمواطن السوري، بديلٌ عن الصراعاتٌ، ونعتقد بأن الوضع السياسي فتح الفرصة أمامنا لكي نوجد هذا البديل، هذا البديل موجود تاريخياً، لكن إرهاصاته، وبالتأكيد الحالة التي وصلنا لها اليوم في سوريا نعتقد بأنها الفرصة الأساسية حتى نُقدّم هذا الفكر المبني على الحرية الفردية كأساس الحريات السياسية، وكأساس الديمقراطية، والتعددية، وصولاً إلى أنه سيكون فكراً يقبله المجتمع السوري، ألا وهو مفهوم الليبرالية السياسية، الذي يعني حرية الفرد، لكن الطرح السياسي بهذا يعني الحفاظ على الخصوصية وعلى هذا التنوع، وأنا أعتقد أنه الأساس والحامل بعد هذا الصراع الطويل”.

س3- مسار الصراع السوري صار رهينة صراعات قوى دولية وإقليمية وداخلية. أي هذه القوى هي الأكثر قدرة على تغيير مسار الصراع من حالته الراهنة إلى مربع الحل السياسي؟ وهل ترى أن القرار 2254 هو قرار يمكن تنفيذه؟

نريد استعادة قرارنا السوري

 يقول داني البعاج عضو هيئة الرقابة والشفافية في حزب أحرار في جوابه عن سؤالنا: “أنصار الصراع الحالي في سوريا يتحملون مسؤوليته بالكامل، وأقصد النظام والمعارضة، ومتصدري المشهد المعارض، أنا لا أحب استخدام مصطلح معارضة في وصفهم، لأن المعارضة تملك مشروعاً بديلاً، وهؤلاء المتصدرون لا يملكون أيّ مشروع بديل، إنما يمتلكون مشروع استبداد، أي تغيير استبداد نظام الأسد باستبدادٍ آخر، ديني أو قومي، أو عرقي، أو حتى نظام استبدادي”.

ويضيف البعاج: “يحتار بعضهم بتصنيف هذه المعارضة، هل هم ديمقراطيون أم إسلاميون أم عروبيون أم قوميون” وأن المشروع الموجود بين أيديهم هو مشروع خلق نظام استبدادي، لكن المنتفع الأساسي هم وتياراتهم، سواء كانت اجتماعية أو سياسية”.

ويرى البعاج أن الوضع الحالي الذي وصلنا له بهذا النوع من تدخل القوى الدولية والاقليمية في الشأن السوري، وخروج القضية السورية والمسار السوري من أيدي السوريون، لم يعد السوريون يملكون القدرة على تحديد مصيرهم، أو تمثيلهم سياسياً، وهو أوصلهم لهذا الوضع”.

ويتابع البعاج حديثه فيقول: “نحن في حزب أحرار نرى بأننا لا نسعى لتغير الواقع السياسي الحالي مباشرة، إنما عن طريق الحوار، وعن طريق طرح برامج، وعن طريق طرح أفكار جديدة، ترتبط بحل الصراع، وترتبط بالمفاوضات نفسها، ترتبط بالطريقة التي تدار بها المفاوضات، والطريقة التي تدار بها المناطق المحررة، إلى ما هنالك من طروحاتنا التي نحاول ترويجها، حيث نعتبرها بأنها قد تكون ناجحة للخروج من هذا المأزق، واستعادة القرار السوري، ليصبح بأيدي السوريين”

ويرى البعاج أنه بهذا الطرح بإمكاننا أن نقول بأن القرار 2254 ليس سيئاً بالمطلق، وانا أتحدث عن خبرة دبلوماسية سابقة، لكنه لا يمتلك أليات تنفيذية، وأن الشيء الذي اعتمد عليه القرار 2254 هو بيان جنيف الشهير، الذي يتحدث عن تفاوض بين السلطة (النظام الحالي) والمعارضة، للوصول الى مرحلة انتقالية، أو تشكيل ما يسمى الجسم الحاكم الانتقالي، هذا المفهوم لا يزال موجوداً، لكن كيف الوصول له؟
ويعتقد البعاج أن هذا الأمر معقد وشائك، ولدينا نظرتنا في حزب أحرار حوله، لكن أساس القرار بيان جنيف”. وهذا يعني فيما يعنيه بأنه من اليوم الاول للعمل الذي اشتغله متصدرو المشهد المعارض، فشلوا بأن يجذبوا المجتمع الدولي، لأن يقبل بتغيير هذا النظام، يعني نجح النظام منذ البداية ومنذ بيان جنيف الأول بأن يضع نفسه على الطاولة كمفاوض”.

ويرى البعاج أن مفهوم التغيير القسري غير ممكن للأسف، البعض راهن على ذلك خاصة المجلس الوطني، ومن بعده الائتلاف دون أن يقرأوا حقيقةً ما هو المطلوب، أو ما يقوله المجتمع الدولي لهم، بأن إسقاط النظام بهذه الطريقة غير مقبول، بسبب أن القوى التي ظهرت على الارض بجزء منها كان واضحاً بأنها تسعى لاستبدال استبداد بآخر، وليس التحول نحو الديمقراطية، فاقتنع المجتمع الدولي، وخاصة مع وقوف روسيا وإيران الى جانب النظام، بأن من الضرورة أن يتم الانتقال بشكل تدريجي، وان يكون النظام جزءاً من هذا عملية القرار 2254″.

لكن البعاج يتعرّض لمسار التفاوض فيقول في ذلك: الأسوأ في هذا الموضوع هو الطريقة التي تدار فيها المفاوضات من قبل متصدري المشهد المعارض، هم لا يفقهون الف باء التفاوض، ولا يفقهون الف باء السياسة، وهذا الأمر هو الذي يسمح للنظام بتعزيز السيطرة عسكرياً وتعزيز مكانته السياسية، فقط لأن متصدري مشهد المعارضة في الوفد المفاوض أو بالائتلاف هم أفشل من أن ينقلوا أي صورة أو فكرة جيدة يمكن البناء عليها، أو يمكن تخميرها كمكسب للمعارضة، ليتم البناء عليها لاحقاً وتخمير المكاسب أكثر وصولاً للدفع نحو انتقال سياسي بطريقة أو بأخرى”.

هذا الفشل يقول البعاج هو من ندفع ثمنه اليوم، وهذا ما يعارضه تماماً حزب أحرار بطريقة إدارة المفاوضات، وبالطريقة التي يتم فيها تفسير أو محاولة تطبيق نحن لسنا ضد 2254 لكن ضد الطريقة التي يتم فيها العمل على تنفيذه”.

س4- إذا قلنا إن القوى الديمقراطية ذات التوجه الليبرالي أو اليساري لا تزال في حالة من عدم الانتماء لإطار تحالفي واقعي وفعّال. كيف يمكن تجاوز هذه الحالة؟ وما المهمات السياسية التي يمكنها أن تشكّل عامل تحالف جاد بينها؟

نؤمن بالتعددية السياسية

وسألنا السيد داني البعاج عن عدم وجود إطار تحالفي بين القوى الليبرالية واليسارية فأجاب: “إشكالية القوى اليسارية او الليبرالية أنها غير مقتنعة بالديموقراطية، فهذه القوى التي تقول بالتغيير الديموقراطي بعيداً عن التيار الإسلامي، هي بحد ذاتها إما رواسب لأحزاب غير مقتنعة 100% بالديموقراطية، أو غير قادرة على إنضاج مشروع جديد يساعد على الانتقال إلي الحكم الديموقراطي، في النهاية، نحن كحزب أحرار، نؤمن بالتعددية الكاملة، ونؤمن بوجود كل هذه القوى بل والحفاظ عليها”.

ويضيف البعاج: “لكننا نعمل على إيجاد آلية تنافس أو تعاون مضبوط، وهذا الضبط يحتاج لرقي وتطور بالعمل السياسي نفسه، نواجهه عبر طرح أوراق فكرية وبرامج سياسية، تقول للمجتمع السوري بمكوناته المختلفة، حتى تلك المؤيدة للنظام والمعارضة، أو أي جهة كانت، هناك أمور يمكن القيام بها إذا اتفقنا أن نقوم بها سوية، وإذا لم نتفق فهذه رؤيتنا”.

ويرى البعاج إن التغيير في العمل السياسي الذي يدفع إليه “حزب أحرار” هو نشر هذه البرامج، فنحن نعمل اليوم على نشر مسودات قوانين، بعد ما عملنا على تطوير مجموعة من الأوراق، مثل الورقة البيئية، أو ورقة إعادة تأسيس المعارضة السورية، أو الأوراق الخاصة بإدارة التنوع، ونسعى اليوم لترجمة هذه الاوراق وفق مسودات قوانين، يعني نعمل وكأننا نعتبر أنفسنا في مجتمع ديموقراطي متعدد، وكحزب لديه مشروع قانون لعمل معين، نقوم بإعداد هذه المسودات وطرحها على أمل أن يأتي هذا الحوار بنتائج، إن كان مع تيارات سياسية قريبة منا، أو حتى مع خصومنا، لأن التوافق في هذه الحالة يعني التوافق على الفكرة”.

ويعتقد البعاج أنه: “يجب على الأحزاب الليبرالية أو الديموقراطية أو اليسارية أن تجتمع معاًـ وتعمل شيئاً مشتركاً، ليس بالضرورة، ولكن ما يمكن القيام به هو دفع هذه الأحزاب عن طريق التحفيز، لطرح مشاريع القوانين لطرح الأوراق السياسية، ووضعها على طاولة النقاش العام، وصولاً إلى خلق تيار جماهيري، يدفع نحو تبني هذه الأفكار، أو أن نثير حفيظة تيارات سياسية لترد على هذه الأوراق بمشاريع مختلفة، أو نحفّز بعضهم لكي يقوموا بنفس الشيء ويدعموا هذه الأفكار، لذلك نحن نحاول بأداة سياسية جديدة ترتبط بطرح أوراق سياسية ومشاريع قوانين، أن نخرج من إطار محاولات لماذا لا نتجمّع ونشكّل تحالفات، أو نعمل معاً”.

الليبرالية السياسية حليفة قضايا المرأة

وعن المرأة في الثورة السورية وما قدمته لها في حقل حقوقها يقول البعاج: “حول دور المرأة أكيد طبيعة المجتمع تفرض تحديات واسعة على المرأة، وقد يكون أحد الايجابيات التي أوجدتها الحالة التي تعيشها سوريا سياسياً، هو دفع مثل هذه المواضيع إلى الواجهة والنقاش حولها، وبالتحديد بوجه تيارات محافظة لا تؤمن بدور فعّال للمرأة، وإنما تؤمن بدور تقليدي منمّط، مرتبط بوظائف معينة تقوم بها.

ويضيف البعاج: “ما نستطيع فعله كحزب حالياً، هو أن نطبّق مبادئنا على أنفسنا، فمثلاً مفهوم الكوتا، الذي يعتبر مساعداً في مراحل معينة، حتى يتغير نمط التفكير، ونصبح لسنا بحاجة لكوتا بعد اليوم”.

ويعتقد البعاج أن بعض مؤسسات المعارضة وبعض الأحزاب اعتمدت مبدأ الكوتا 30%، نحن نعتمد المناصفة، وبالتالي جميع المناصب الموجودة بالحزب أو مؤسسات الحزب عليها أن تكون مناصفة، هذا جزء سياسي مرتبط فينا كحزب داخلياً، أما بأوراقنا الخارجية فنعتبر أن أساس مفهوم الحريات السياسية التامة هو الليبرالية السياسية، الحريات الفردية الكاملة، هي التي ستسمح في حال تبنيها، وفي حال تبني القوانين التي ستخرج، والتي تكون ناتجة عن هذه الفلسفة، تعكس بشكل او بآخر الفسحة المطلوبة لتولي المرأة مناصب معينة، إن كان في المجتمع أو في الحياة السياسية، وأن تلعب الدور الذي تختاره لنفسها، يعني نحن أيضاً بعيدين عن التنميط إن كان تقليدياً أو غير تقليدي”.

1 تعليق
  1. رفعت عامر says

    ان الطرح والفلسفة السياسية التى قدمها السيد داني بعاج تصلح فعلا كورقة عمل يتم النقاش حولها بين القوى والشخصيات العاملة في الشأن العام والتيارات السياسية السورية لتكون خطوة نحو إيجاد بديل وطني سوري يحمل ملامح مشروع حقيقي لبناء دولة مواطنة

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني