fbpx

اتفاق من أجل الغائبين: الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان توقع مذكرة تفاهم تاريخية لكشف مصير المفقودين في سوريا

0 29

“تحالف من أجل الحقيقة: شراكة جديدة تعيد الأمل لعائلات المفقودين السوريين”

وسط جراح لم تلتئم منذ سنوات، وأصوات أمهات لم يهدأ نحيبهن في انتظار عودة أبنائهن، جاء توقيع مذكرة التفاهم بين الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان والمؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في الجمهورية العربية السورية ليشكّل لحظة فارقة في مسار النضال من أجل الحقيقة. ففي بلد تمزق بفعل الحرب والاعتقالات والإخفاء القسري، ما يزال عشرات الآلاف من السوريين مجهولي المصير، ومعهم آلاف العائلات المعلّقة بين الرجاء واليأس.

أولاً: توقيع من أجل المساءلة والعدالة

في خطوة رسمية تحمل أبعاداً إنسانية وحقوقية عميقة، أعلنت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان عن توقيع مذكرة تفاهم مع المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين، التي أُنشئت بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتهدف هذه المذكرة إلى تعزيز التعاون في تحديد مصير المفقودين في سوريا، وكشف مواقع المقابر الجماعية، والتعرف على هوية الضحايا، بما يسهم في إنهاء واحدة من أكثر الملفات السورية تعقيداً وإيلاماً.

ثانياً: خبرة تراكمية تُوظف من أجل الضحايا

تُعد الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان من أقدم وأوسع المنظمات السورية المختصة في توثيق انتهاكات حقوق الإنسان، حيث راكمت خلال أكثر من أربعة عشر عاماً قاعدة بيانات ضخمة حول حالات الاعتقال والاختفاء القسري. وتأتي هذه الشراكة لتوظف هذه البيانات والخبرات من أجل دعم المؤسسة الأممية في عمليات التحقيق، والمطابقة، وتحديد هوية الرفات.

ثالثاً: من المقابر إلى العدالة – الكرامة أولاً

تشمل مذكرة التفاهم جوانب أساسية، أبرزها:

  • المساعدة في تحديد مواقع المقابر الجماعية وحمايتها.
  • احترام الرفات البشرية والتعامل معها بكرامة.
  • تسليم الرفات لذويها لدفنها بما يليق بإنسانيتها.

إنها خطوة تُعيد للضحايا شيئاً من كرامتهم، ولعائلاتهم بصيصاً من الأمل والسكينة في ختام انتظار طويل.

رابعاً: من الذاكرة إلى المحكمة – دعم لمسارات العدالة الانتقالية

تؤكد الشبكة أن هذه الشراكة ليست مجرد إجراء فني، بل جزء لا يتجزأ من عملية العدالة الانتقالية، ومبادرات كشف الحقيقة، والمساءلة عن الجرائم الجسيمة، وعلى رأسها جريمة الإخفاء القسري، التي باتت سلاحاً ممنهجاً في يد الجلادين على امتداد الجغرافيا السورية.

“لأن الذاكرة لا تموت… والألم لا يُنسى: من حق الضحايا أن يُعرف مصيرهم”

ليس توقيع مذكرة التفاهم مجرد حدث إداري، بل هو وعد جديد لآلاف الأمهات والآباء والإخوة والأبناء بأن النسيان لن يكون نهاية القصة. إنه التزام أخلاقي وقانوني بأنَّ سوريا الجديدة لن تُبنى على العفو والنسيان، بل على الحقيقة والعدالة. بهذه الخطوة، تجدد الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان عهدها لكل ضحية، ولكل ناجٍ، ولكل قلب مفجوع: لن ننسى، وسنواصل العمل حتى تُعاد لكل رفات هوية، ولكل مفقود قصة تُروى، ولكل جريمة عدالة تُقتص.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني