fbpx

قصائد لـ مروان علي

0 489

 

 

 

حلب

 

-1-

 

أضع رأسي على قلب القلعة

كي أنام

أضع القلعة في قلبي

كي تنام.

تأكد وأنت تغادرها

ابحث في حقائبك

عن الزعتر والصابون وصور الشهداء

عن رائحة الكينا والبارود

في الحديقة العامة

عن قبلات العشاق /الشهداء

في مقصف كلية الطب

أو خلف المدينة الجامعية

تأكد وأنت تغادرها

هل نسيت شيئا

 

على طاولة المقهى

أو على الكرسي الخشبي

في ساحة سعد الله الجابري

أمام الفندق السياحي

وأنت تنتظر صديقا

أعرف جيدا

 

تنسى شيئا ما

كي تعود إليها

لأنها حلب .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-2-

 

صورة قديمة لي في حلب

في ساحة سعد الله الجابري

خلفي أشجار ومبنى البريد

لم ينتبه المصورللطالبة الجامعية

التي نزلت بسرعة

من سرفيس الدوار الشمالي

وأسرعت

لقد تأخرت قليلا عن الموعد

صورة قديمة لي في حلب

في ساحة سعد الله الجابري

خلفي أشجار ومبنى البريد

وعطر الطالبة الجامعية

التي تأخرت كثيرا .

 

 

 

 

 

 

 

 

-3-

وحلب قريبة جدا

لدرجة كلما فتحتُ النافذة

سمعت أصوات الناس

في المنشية القديمة *

وصفير القطار في محطة بغداد*

حلب قريبة جدا

أنا البعيد .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سوريا

 

لا أريد

من هذه البلاد شيئاً

سوى أن تعود بلادا

أمشي في الشوارع

دون خوف

وحين أتعب

أسند ظهري لجذع شجرة

تعرفني

لا أريد شيئا

سوى أن تعود بلادا

ونعود بشرا

نحب ونغني

وننسى أن نموت .

 

 

 

 

 

 

 

خوف

تنظر أمي خلفي وتبكي

وأنا أسير ولا التفت اليها

يشعل أبي سيجارته

وينظر خلفي ويبكي

ولا التفت اليه

يبكي أخي الصغير

ولا التفت اليه

تبكي أختي الصغيرة

ولا التفت اليها

لم أكن جبانا في حياتي

ولم أكن شجاعا أيضا

كنت أخاف من الوحدة

كنت أخاف من المدن الكبيرة

كنت أخاف من البيوت البعيدة

كنت أخاف من الأبواب المغلقة

كنت أخاف من الأشجار في الخريف

كنت أخاف أن تتوقف الأرض

عن الدوران

وأظل وحيدا وغريبا هنا

مثل حجر غريب .

 

 

تركوا كل شيء خلفهم

 

تلك السكاكين

التي تلمع تحت الشمس

تلك الكنائس الحجرية

التي تركض

خلف الآشوريين

الذين تركوا

خلفهم كل شيء

وهربوا

سأحمل صليبي

الذهبي الصغير

الذي تركته لي

جدتي الارمنية

وأركض حافيا

خلفهم

الآشوريون

ملح هذه الارض

الحزينة ..

 

 

 

 

 

ذئاب

 

لا أحب الثلج والمطر والشتاء

لا أحب المشي تحت ضوء القمر

لا أحب الموسيقى

لا أحب الشموع

لا لوحات فان غوغ

لا أحب قصائد نزار قباني

أمضيت عمري

في البحث عن الذئاب

ولن أكن أعرف

أنني أعيش بينهم ..

 

 

 

 

 

حرب

 

 

أصبحت غريبا

في بلادي

لولا قبور الأصدقاء

لما وجدت الطريق

الى البيت.

 

 

سنتقاسم الحرب

أنت تدفن الأصدقاء

وأنا أبكي عيهم .

 

 

هذه هي الحرب

وهي ليست خدعة

سنموت جميعا

من لم يمت برصاصة

سيموت من الشوق.

 

 

غادرنا البلاد

بحقائب صغيرة

لذلك تركنا خلفنا

أشياء كثيرة.

 

الذي

أطلق الرصاص علي

كان أخي

سيعود لرشده يوما

وسيبكي

ولن يجد مكانا

يضع رأسه عليه

غير شاهدة قبري .

 

 

يدك

يدك

التي كتبت بها

قصيدة حب

يدك

التي كتبت بها

صفحات كثيرة

عن الحرية

دون جدوى

يدك

التي تغادر جسدك

ثم تعود

يدك

النحيلة

والهشة

يدك

 التي رأت

أكثر منك

يدك

التي من شدة ما ودعت

وما لوحت

صارت شجرة خضراء وبعيدة …

 

 

حب

 

المسألة

ليست صعبة جدا

كما تصورنا

فقط لم نحسب

الأعراض الجانبية

لهذه الكلمة :

وداعا

 

 

 

كلَّما ذهبتُ في طَريقٍ

وجدتُكِ أَمامِي

ربَّما كانَ ذلكَ طبِيعيًّا

لأَنَّني أُحبُّكِ

لكنْ ما يُحيِّرُني دائمًا

هوَ هذهِ الأَزهارُ

الَّتي تَنبتُ قربَكِ

على الرَّصيفِ

دونَ سَببٍ واضحٍ..

 

هذهِ الرَّائحةُ

لاَ تفُوحُ منَ الأَزهارِ

بلْ من آثارِ

أَقدامِكِ الصَّغيرةِ

على العُشبِ..

 

لمْ نَعدْ نهتمُّ

بقصَّةِ حُبِّنا

انْظُري..

الأَزهارُ الَّتي نَبتَتْ

على أَطرافِها

تكادُ تذبلُ..

 

 

أَقفُ

تحتَ الشَّجرةِ

الَّتي تحتَ

شُرفتِكِ

أَهزُّها بقوَّةٍ

ربَّما أَحظَى

بنظرةٍ قديمةٍ

منكِ..

 

في الصَّباحِ

أَعُدُّ لكِ القهوةَ

أَفتحُ النَّافذةَ

وأُنظِّفُ المخدَّةَ

من نَظراتِ المُعجَبِينَ

الَّتي سَقطتْ من شَعرِكِ

طوالَ اللَّيلِ..

 

 

لاَ شيءَ

يدلُّ على جَريمتِها

لاَ شيءَ أَبدًا

إِنَّها الجَريمةُ الكامِلةُ

وهذا الشُّحوبُ والاصْفرارُ

كلَّما رأَيتُها

لاَ أَكثرَ من آثارِ

خريفٍ قديمٍ..

 

بينَ أَزرقِ البحرِ

وتنُّورتِكِ الزَّرقاء

أَخطأَتِ الموجةُ

 و الأَسماكُ

طريقَها..

 

لمْ نتغيَّرْ

كلُّ ما في الأَمرِ

أَنَّنا أَضعْنا الطَّريقَ

بعدَ أنْ نَبتتْ

طحالبُ وأَعشابٌ

حيثُ كنَّا نسيرُ

يدًا بيدٍ..

 

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني