fbpx

تدريب المرأة السورية وتأهيلها رفدٌ لتطور المجتمع

0 572

تدريب المرأة السورية وتأهيلها على الأخذ بحقها في ممارسة الشأن العام، يعتبر قفزة في قدرة المجتمع على توظيف قدرات أفراده بما يسمح بتطور في بناه الاجتماعية. مثل هذه الخطوات العملية كانت ضمن الأهداف التي وضعتها منظمة “تستقل” ضمن خطتها لتأهيل المرأة السورية، التي أثبتت خلال سنوات الثورة العشر، أنها قادرة على تجاوز واقعها السابق، ليس هذا فحسب، وإنما تفوقت، وأثبتت أن القيادة لن تكون بيد الرجل وحده، إنما ستكون الشريك الجديد في هذه العملية. 

منذ أيام تمّ في ولاية غازي عينتاب التركية تخريج دفعة جديدة من طالبات جامعة جورج مايسون الأمريكية، قسم معهد الأديان والسلم الأهلي وحل النزاعات، بالتعاون مع معهد منظمة (تستقلّ) في مدينة غازي عينتاب، وحضر حفل التكريم “مسؤول الملف السوري في الحكومة التركية وعقيلته” والسيدة هند قبوات مديرة برنامج حل النزاعات في جامعة جورج مايسون في واشنطن والمدربون والمدربات الذين حاضروا في الدورة”، وقام المسؤول التركي بتسليم الشهادات للخريجات. 

وألقت السيدة قبوات كلمة رحّبت فيها بالضيوف، وتحدثت عن برنامج الدورة الذي شمل 60 ساعة دراسة نظري، و15 ساعة تدريب عملي، حيث تهدف الدورة إلى رفع قدرات المرأة الاجتماعية، والسياسية، لتكون المرأة شريكة للرجل في عملية القيادة، وتحمّل المسؤولية.

السيدة “رانيا الشيخ مصطفى” وهي مديرة مركز تستقل في أنطاكية، قالت: إن برنامج الدورة شمل عدة مواضيع منها الحوكمة والقانون الدولي (اتفاقية سيداو وإدارة الجلسات والحوار) بالإضافة لحل النزاعات ومهارات التفاوض، وكانت الاستفادة الأكبر في موضوع حل النزاعات والتفاوض، وهو الجانب الذي يشغل السوريين كافة من رجال وسيدات، لأنه يمسّ قضيتهم بشكل مباشر، وكنا نفتقد لهذا المهارات، واليوم سنتابع مع تستقل في دورة متقدمة، وسنزيد من عدد ساعات التدريب والمحاضرات المقدمة لتكون الفائدة أكبر.

أما كندة الشعار، وهي إحدى الخريجات، فقد قالت: استفدت كثيراً من هذه الدورة، وكنت محظوظة جداً بها، لأن المواضيع كانت مهمة لنا كسيدات، ففي الدورة تعرفنا على القانون الدولي، وحقوق الإنسان، واتفاقية سيداو العالمية، التي يجب على كل فتاة وسيدة أن تكون ملمة بها، بالإضافة لمهارات القيادة والتواصل، وهذه الأمور ذات أهمية، حتى نستطيع من خلال معرفتها، أن ندافع عن قضيتنا السورية بشكل عام، وقضايا المرأة بشكل خاص، 

وتضيف السيدة كندة الشعار “إن موضوع حل النزاعات والمفاوضات من أكثر المواضيع التي جذبت اهتمامي، باعتباره أمراً ضرورياً لكل رجل وسيدة، من أجل الدفاع عن قضيته، سواءً كانت هذه القضية عامة مثل ثورتنا السورية، أو قضايا خاصة على مستوى العائلة، ومن الضروري الإلمام بهذه المهارات” وأنا كنت سعيدة بوجودي بهذا التدريب مع أسرة تستقل”.

لكن يجب ألا يغيب عن ذهننا أن المعهد يحاول من خلال برامجه ودوراته توعية النساء، اللواتي كنّ الحلقة الأضعف، التي تحملت تبعات الحرب واللجوء، وكذلك تذكيرهن بأهداف الثورة، وبأهميتهن، بوصفهن عنصراً أساسياً وفاعلًا فيها، فلا يمكن صوغ أي سلام دون وجود النساء، ولا يمكن الدخول في أي مفاوضات حول سورية دون أن تكون المرأة جزءاً رئيساً فيها، فهي الحاضر والمستقبل، وهي التي تبني المجتمع، على الرغم من جميع المصائب التي نزلت بها، إضافة إلى دعوتهن للتوحد، وليدعم بعضهن بعضاً في كل المحافل.

هذه المبادرة ذات النفع الكبير على النساء قادتها ولا تزال تقودها المحامية “هند قبوات”، والتي تحمل شهادة ماجستير في القانون والعلاقات الدولية من كلية (فليتشر) جامعة (تافتس) في الولايات المتحدة الأميركية، وتشغل حالياً رئاسة مجلس إدارة معهد (تستقلّ)، ومديرة برنامج حل النزاعات في جامعة جورج (ماسون) في واشنطن.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني