fbpx

الهلال الاحمر التركي وهموم اللاجئين السوريين

1 399

تأسس الهلال الأحمر التركي عام 1868 أيام الدولة العثمانية على يد مجموعة من المثقفين والأطباء الأتراك، ليعمل على رقعة جغرافية كبيرة للوصول إلى المحتاجين في أرجاء الدولة العثمانية، بأقصى ما يستطيع من جهد. 

وفي هذه الأيام يعمل الهلال الاحمر التركي ليكون بجانب السوريين في ظل الظروف القاسية التي يعيشونها. 

وفي تصريح سابق للدكتور” كرم قـنــق” رئيس الهلال الأحمر التركي قال فيه: استطعنا أن نوصل المساعدات إلى الملايين في سورية، كما نقوم بالتعاون مع المؤسسات الإغاثية الكبرى في مجال المساعدات الإنسانية للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المنكوبين والمحتاجين. وبدون النظر إلى العرق واللون والدين نحاول أن تصل مساعداتنا الإنسانية إلى جميع المنكوبين في شتى بقاع الأرض ونحاول أن نرسم الابتسامة على وجوه المنكوبين. ونسأل الله أن يعيننا على ذلك

يقدم الهلال الاحمر التركي المساعدات للسوريين من خلال برنامج دعم التضامن الاجتماعي للأجانب “صُوي”

وهو برنامج مُمول من قبل الاتّحاد الأوروبي ويطبق من قبل برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة ووزارة الأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية التركية بالإضافة للهلال الأحمر التركي.

ويقدم برنامج صُوي المساعدة النقدية لمَنْ هُم تحت بند الحماية الدولية أو الحماية المؤقتة والحاصلين على بطاقة الهوية التي تبدأ بالرقم 99 والهدف هو مساعدة اللاجئين والنازحين المقيمين خارج المخيمات في الجمهورية التركية على تلبية الاحتياجات الأساسية من الغذاء والسكن والملابس بكرامة، حيث يتم ذلك من خلال بطاقة الهلال الأحمر بعد أن يتم تقييم وضع المتقدمين على البرنامج ومدى حاجتهم للمساعدة.

إيمان العمران أم لسبعة أطفال تقول: 

لدي أسرة مكونة من 9 أشخاص، حصلنا على بطاقة مساعدة من الهلال الأحمر حيث تبلغ قيمة المساعدة 1050 ليرة تركية شهرياً وكل شهرين نحصل على زيادة بقيمة 100 ليرة تركية فقط مع العلم أن الشخص الواحد يحصل على مساعدة بقيمة أكبر تصل 750 ليرة تركي وعدد أفراد أسرتي كبير والمساعدة التي نحصل عليها من كرت الهلال لا تكفي لتسديد إيجار البيت وفواتير الماء والكهرباء وزوجي معاق وغير قادر على العمل فأرجو أن ينظر في الزيادة المقدمة للأسرة التي يتجاوز عدد أفرادها ثمانية أشخاص مقارنة مع الشخص الواحد ووضع معايير تتناسب مع الوضع المعيشي الحالي ومتطلبات الاسرة الأكثر عدداً.

ويتيح البرنامج للأسر المحتاجة المقيمة خارج المخيمات، الحصول على مبلغ 120 ليرة تركية لكل شخص أي (نحو 22 دولار) شهرياً. ويقدم عبر بطاقة الهلال الأحمر الذكية كمعونة شهرية ويذكر أن برنامج المساعدات الذي ينسقه الهلال الأحمر التركي يموَّل من المفوضية الأوربية، في حال حقق الشروط المطلوبة.

بالمقابل وضع برنامج صُوي معايير للحصول على كرت الهلال الأحمر الخاص بالمساعدات المقدمة للاجئين السوريين.

فإذا كانت مقدمة الطلب أنثى وحيدة (18 إلى 59) من دون وجود أفراد آخرين في العائلة بالمقابل إذا كانت العائلة أب وحيد أو أم وحيدة من دون أفراد بالغين (18 إلى 59) آخرين يعيشون في العائلة وطفل واحد على الأقل دون الـ18 والعائلة التي تحوي مسنين (فوق الـ60 عاماً) فقط من دون وجود أفراد بالغين (بين الـ18 و الـ59) في العائلة، وإذا كان هناك شخص في العائلة لديه إعاقة. يجب أن تكون الإعاقة بنسبة 40٪ أو أكثر موضحة بتقرير طبي صادر عن مشفى حكومي، إذا كان هناك لدى العائلة أربعة أطفال أو أكثر والعوائل التي لديها عدد كبير من المُتكلين (أطفال، مسنين، أصحاب إعاقة). ويتم تحديد ذلك عبر نسبة الاتكال التي يجب أن تصل إلى 1.5 على الأقل مقابل كل شخص بالغ (بين الـ18 و الـ59) في العائلة.

يقول السيد أحمد العلاوي الذي يبلغ 64 عاماً: حصلت على كرت المساعدة من الهلال الأحمر لأنني مريض، ولدي تقرير طبي ولكن زوجتي التي تبلغ الأربعين من عمرها لم تحصل على المساعدة كونها لا تستحق المساعدة حسب المعايير المحددة للحصول على كرت المساعدة وليس لدي دخل آخر ومبلغ المساعدة لا يكفيني ومتطلبات المعيشة غالية جداً هذه الأيام.

يضيف العلاوي لدي خمس بنات متزوجات، ثلاث منهن في سوريا واثنتان في تركيا ولدي ابني محمد، هو الآخر متزوج وليس بمقدوره المساعدة في أجرة البيت التي تبلغ 5000 ليرة تركية سنوياً عدا فواتير الماء والكهرباء، ولا أستطيع العمل بوضعي الصحي وزوجتي لا يمكنها تركي وحيداً في المنزل.

ذكرت “منظمة الهلال الأحمر التركي” المسؤولة عن برنامج المساعدات المالية المقدمة للاجئين في تركيا عن مجموعة الأسباب التي قد تؤدي إلى إيقاف المساعدات.

ويوضح الهلال الأحمر أن من أسباب إيقاف المساعدات هي أن العائلة لم تعد تستوفي معايير البرنامج نتيجة حدوث تغيير في بنية الأسرة من ناحية “العمر أو العدد” و السبب الثاني لإيقاف المساعدات هو حدوث تغيير في السجل الوظيفي “سجل ضمان اجتماعي”، أو تبيّن امتلاك الأشخاص لأصول ذات قيمة عالية وأخيراً حصول مقدم الطلب على الجنسية التركية يوقف المساعدات عنه.

تقول السيدة امتنان اليونس حصلت على كرت المساعدة من الهلال الأحمر عندما كنت في أورفة ولكن ونتيجة لظروف اجتماعية أجبرتني على تغيير عنوان سكني والانتقال إلى تل أبيض (أكجقلا) توقفت المساعدة وعند مراجعتي لمديرية الهلال الأحمر، طلب مني تقديم وثيقة تثبت اعتقال زوجي المختفي منذ عام 2011 حيث اعتقله النظام من مكان عمله ولم أستطع الحصول على هذه الورقة وليس هناك أي جهة قادرة على استصدار مثل هذه الورقة ولدي طفلان.

يزن الخلف

في شهر أيار أتممت عامي السابع عشر وتم قطع كرت الهلال عن أسرتي المكونة من خمسة أشخاص مع العلم أن والدي متوفى وأمي تبلغ من العمر سبعة وخمسين عاماً ولدينا يتيم في البيت هو ابن أخي المتوفى ونتيجة لذلك حرمت أسرتي بالكامل من المساعدة المقدمة من الهلال الأحمر. حاولنا تقديم طلب مجدداً، تم رفضه لأن أسرتي أصبحت غير مستوفية لشروط الحصول على المساعدة واشترطوا لعودة المساعدة تغيراً في وضع الأسرة كزيادة في عدد المستهلكين وهذا مستحيل فمن أين سأضيف أفراداً آخرين للأسرة.

مجيدة أم بسام 

غيرت عنوان سكني ولم أستطع الحصول على قيد للعنوان الجديد بسبب ظروف كورونا والحظر والإجراءات الجديدة التي تتطلب على حجز موعد مسبق عبر الإنترنت وكون صاحب البيت رجل كبير في السن تجاوز السبعين عاماً يخشى على صحته من وباء كورونا بالإضافة لظروف الحجر الصحي على كبار السن. أجبرتني هذه الظروف على التأخر في استخراج قيد لعنوان بيتي الجديد وتم إلغاء مساعدة الهلال الأحمر، وزوجي فقد عمله بسبب ظروف كورونا.

من ناحية أخرى قال الاتحاد الاوروبي إنه خصص مبلغاً آخر بقيمة 63 مليون يورو، لتأمين استمرار مشاريع مختلفة في مجال الخدمات الرئيسية مثل التعليم والصحة، ليصل إجمالي المخصصات المالية الجديدة للاجئين السوريين في تركيا، إلى 663 مليون يورو.

وتجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي تعهد خلال القمة التركية/الأوروبية في 29 نوفمبر/كانون الأول 2015، بتخصيص صندوق بقيمة 3 مليارات يورو من أجل السوريين في تركيا، وخلال القمة التركية/الأوروبية التي انعقدت في 18 مارس/آذار 2016، قرر الاتحاد تخصيص مبلغ إضافي بقيمة ثلاثة مليارات يورو للصندوق، كما قرر الجانبان صرف مخصصات الصندوق على مشاريع سيتم تطويرها لتلبية احتياجات الصحة والتعليم والبنى التحتية والغذاء والاحتياجات الأخرى للسوريين في تركيا.

وأعلنت مديرية الهجرة العامة في وزارة الداخلية التركية في تموز الفائت أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين في تركيا وصل إلى 3649000 لاجئاً، وقالت المديرية إن 61% منهم تحت سن 25 سنة ويقطن غالبية اللاجئين السوريين الخاضعين للحماية المؤقتة في الولايات الحدودية التركية باستثناء إسطنبول التي تعد ثاني أكبر تجمع للسوريين بين المدن التركية إذ يصل عددهم إلى 547 ألف شخص، بنسبة تصل إلى نحو 3.64% من عدد سكان الولاية، وتأتي ولاية شانلي أورفة بالمرتبة الأولى بين الولايات التركية في استيعاب اللاجئين السوريين حيث تشكل نسبة السوريين فيها نسبة 23% من عدد السكان.

ويخصص الاتحاد الأوروبي 600 مليون يورو لدعم اللاجئين في تركيا كمخصصات إضافية لبطاقات الهلال الأحمر التي يتم توزيعها على اللاجئين في تركيا وقالت المفوضية الأوروبية في بيان لها، إنها وفرت المبلغ المذكور كمخصصات إضافية لبطاقات الهلال الأحمر التركي التي يتم توزيعها على اللاجئين في تركيا، ضمن برنامج المساعدة على الانسجام الاجتماعي الذي يشرف عليه الهلال الأحمر، وبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، لكن المقدم يبقى دون المستوى المطلوب فكثير من الأسر السورية تعيش دون المستوى المطلوب وخاصة من كان يقطن داخل مخيمات اللجوء.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

1 تعليق
  1. Shimaa khalel Albarghouth says

    ممكن اتساعدو للطلاب بمنح وهيك امور ياريت تفيدونا

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني