fbpx

مخاطر مخلفات الحرب تهدد حياة المدنيين في إدلب

0 162

يخلف قصف النظام السوري وحليفه الروسي على إدلب، والمعارك المشتعلة والنزاع بين جهات مختلفة، انتشار ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺬﺧﺎﺋﺮ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﻔﺠﺮﺓ، ﺗﻬﺪﺩ حياة ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ، وتشكل ﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﺍﻟﻌﻨﻘﻮﺩﻳﺔ وﺍﻷﻟﻐﺎﻡ الخطر الأكبر في ظل ﻏﻴﺎﺏ ﺃﻱ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻔﺠﺮﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ في ﺇﺯﺍﻟﺘﻬﺎ، ما يزيد من ﻣﺨﺎﻃﺮها، ويعد الأطفال أكبر المعرضين للإصابة بهذه الذخائر، فهم ما إن يروون أجساماً غريبة حتى يندفعون بعفويتهم للعب بها، فترديهم قتلى أو جرحى، نتيجة نقص الوعي، والجهل بطريقة التعامل مع هذه الأجسام، فضلاً عن انتشارها بشكل كبير.

وتزداد ﻣﺨﺎﻃﺮ ﻭﺟﻮﺩ القناﺑﻞ ﻏﻴﺮ المنفجرة في الأراضي الزراعية، وبين الصخور والغابات ﻭﻣﻜﺒّﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺣﺎﺿﻨﺎً ﻣﻤﺘﺎﺯاً ﻟﻤﺨﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ، وقد تكررت في الشمال السوري حوادث إصابة مدنيين أو موتهم جراء انفجار تلك الذخائر، ﻭﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻤﺮ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﺩﻭﻥ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺳﻘﻮﻁ ﺿﺤﺎﻳﺎ بها.

بتاريخ 14 آب/آغسطس من العام الحالي فقد مدنيان حياتهما إضافة لإصابة شخص ثالث بجروح أثناء عملهم ضمن ورشة لقطاف ثمار التين في أراضي بلدة النيرب، بريف إدلب جراء انفجار لغم من مخلفات قوات نظام الأسد.

كذلك بتاريخ 7 من شهر آب انفجر لغم أرضي بعائلة نازحة من مدينة “معرة النعمان” أثناء عملها برعي الأغنام في أرض زراعية بريف إدلب الشمالي، ما أدى إلى مقتل طفل وإصابة شقيقته بجروح.

وفي الخامس من شهر يوليو/تمّوز الفائت، استشهد طفل بانفجار لغم أرضي من مخلفات النظام وحلفائه على أطراف بلدة البارة بريف إدلب الجنوبي.

أبو محمد من بلدة سرمين هو أحد ضحايا مخلفات الحرب، حيث فقد ساقه نتيجة انفجار لغم وعن ذلك يقول بحزن: “أرضي هي مصدر الرزق الوحيد بالنسبة لي، لذلك خاطرت بالذهاب إلى أرضي الواقعة على أطراف البلدة لتفقدها وجني ثمار الزيتون، وبينما كنت أسير انفجر بي لغم، فغبت عن الوعي، وحين صحوت في المشفى وجدت أنني فقدت ساقي اليمنى.

وأضاف: “أحمد الله أن ولدي كان برفقتي، حيث أبلغ الناس لإسعافي، وأتمنى من الجميع أن يتجنب تلك الذخائر، وبالنسبة لي أعمل على نقل ما جرى معي إليهم ليعلموا مخاطرها، وسنظل نعاني منها لسنوات طويلة بعد انتهاء الحرب.”

من جهته حسن الإبراهيم متطوع في الدفاع المدني يتحدث لـ نينار برس عن مخاطر مخلفات الحرب بالقول: “مخلفات الحرب القابلة للانفجار هي الأجسام المتفجرة أو غير المتفجرة التي تبقى متروكة في مناطق معينة بعد انتهاء العمليات العسكرية فيها، وتشمل هذه الأجسام القذائف المدفعية والقنابل اليدوية وقذائف الهاون والذخائر الصغيرة والصواريخ والألغام وغيرها”.

ﻭﺃﺷﺎﺭ الإبراهيم ﺇﻟﻰ وجود بعض الأنواع التي تنفجر بالحرارة أو اللمس عند الاقتراب منها سواء من قبل الأفراد أو الآليات، وبعضها مغناطيسي ينجذب للعربات والسيارات، ومنها تنفجر بالاهتزاز، إضافة إلى وجود أنواع تنفجر عند الاصطدام بالأرض، محذراً أن القنابل العنقودية تبقى قابلة للانفجار لسنوات أو حتى لعقود قادمة.

ويؤكد أن فرق الدفاع المدني تنشر التوعية من هذه المخلفات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتوزيع بروشورات تعريفية تضم صوراً للقنابل العنقودية ليتمكن الأهالي من معرفتها في حال مصادفتهم لها، كما تتضمن شرحاً وافياً للإشارات التحذيرية التي يتم وضعها حول الذخائر التي لم يتم التعامل معها، إضافة لوضع أرقام للتواصل مع مكتب إزالة الذخائر في حالة الشك بأي جسم غريب أو مشابه للصور المعروضة على الأهالي، كما ﺗﻌﻤﻞ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻮﺍﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻘﺪ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻘﺼﻒ ﻭﻧﺰﻉ ﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺭﻳﺦ ﻭﺍﻷﻟﻐﺎﻡ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﻔﺠﺮﺓ، ﻭﺟﻤﻌﻬﺎ ﺿﻤﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻭﺗﻔﺠﻴﺮﻫﺎ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺘﻬﻢ، لكن مواجهة هذه الكارثة قد تستلزم عقوداً طويلة من الجهود المنظمة، وتضافر كل الجهود لتأمين المناطق التي أصابها القصف العنقودي، ونزع كل القنابل والألغام الموجودة فيها.

تشكل مخلفات الحرب خطراً كبيراً على ملايين السوريين، نتيجة انتشارها الواسع، بين البيوت والمزارع والأراضي الزراعية لتكون قنابل موقوتة قد تنفجر في أية لحظة وتودي بحياة المدنيين الأبرياء وخاصة الأطفال.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني