أكاد أسمع أسئلة الألوان
وأرى الدهشة في محاجرها
فكل الألوان تخاطبني معاتبة
ما حبب منها للخلق وما لم.
من ذَا الذي سواها لغة؟
عيناي أم حكمة الطبيعة الصماء؟
عقلي أم عاطفتي
فرحي أم حزني
حبي أم حقدي؟
أتنافر الألوان ومعانيها خطيئة الأنام؟
والخيال القاصر عن الرؤية والرؤيا؟
قميص منديلا العاج بالألوان
الذي نسجه الزنجي
من وحي ألوان أمه الأرض
يسخر منه صاحبة البزة السوداء والزرقاء
الأبيض لون القلب الطيب
والعيون الشبقة
راية بيضاء ترفعها أم ثكلى
تستسلم لعمامة بيضاء ترفع الخنجر.
والأبيض لون ثوب العروس يوم الزفاف
ولون الكفن
لون زهرة العشق
وأكاليل الجنازة.
السواد بشرة العبد عند بني يعرب
ولون الحداد عند عبّاد يسوع
ولون رايات القتلة
والأسمر إغراء لأنثى الفرنجية
والأصفر عرق لئيم
والأبيض عرق عظيم
حتى العنصرية ألوان.
الأحمر دماء الثائر على الظلم
ومطبوع على علم القاتل
ولون زهرة المحبين.
و البنفسج لون الحكمة
ولون رداء الملوك .
الجبة الخضراء تتسامى
والبزة الخضراء تختال أمام الضعفاء
والخوذة الخضراء تغتال الطفولة
وخضرة الشجر.
الأزهار البريئة على الروابي
التي كانت تهتز طرباً على أنغام نسائم الربيع
وأهدت الألوان لروح المراهق
صب عليها المزخرف بالألوان الذهبية
زيت حقده الحارق.
رايات القتلة
في كل حضارات الدنيا ذات ألوان.
والطواغيت تريد الكائنات لوناً واحداً
لم تختره لأرواحها.
الألوان التي تسكن العيون
تقول ما لا يقال
وتحتفظ بأسرارها خوفاً.
عيون وألوان
حب وحرب وألوان
حقد وطيب وألوان
حزن وفرح وألوان
الأفكار ألوان
والأسرار ألوان
أناس وألوان
حتى الكائن الواحد ألوان وألوان.