fbpx

مع انتشار وباء الكورونا والصيف الحارق المكاسرات السياسية تقتل الحسكة شمال شرق سوريا عطشاً

0 112

(أبو أحمد من حي الصالحية)

“للأسبوع الثالث على التوالي نبحث عن قطرات ماء نعيد تدويرها عدة مرات لتجاوز الكارثة المحيطة بنا. لا مياه صالحة للشرب. والماء الذي نشتريه ونحصل عليه بصعوبة بعد ملاحقة أصحاب الصهاريج لا يصلح إلا للأعمال المنزلية، ونحن نواجه فيروساً قاتلاً. يطلبون منا الاهتمام بالنظافة والتعقيم فكيف لنا ذلك”

فمع دخول فصل الصيف، والارتفاع الكبير لدرجات الحرارة في محافظة الحسكة، والحاجة المتزايدة للمياه، يأتي قطع المياه، والوقف المتكرر للضخ من آبار محطة علوك، ليخلق مشكلة كبرى في تأمين حاجة الأهالي من المياه الصالحة للشرب والاستخدام المنزلي. وتعتبر محطة علوك المصدر الرئيسي لمياه مدينة الحسكة وريفها، وتعتمد على مياه الآبار الجوفية وتخزينها ضمن أحواض وقنوات مائية كبيرة. حيث تضم ثلاثين بئراً بقوة ضخ تصل إلى 6800 متر مكعب في الساعة مرتبطة بثمان مضخات أفقية تصل المحطة بالمحافظة. ومع بدء العملية العسكرية التي قامت بها تركيا بمنطقتي رأس العين وتل أبيض حيث تقع المحطة. ضمن عملية نبع السلام وسيطرة الفصائل المدعومة من طرفها عليها تم تدمير البنى التحتية وتضرر قسم كبير منها، وخرجت عن الخدمة نتيجة الصراع والمعارك وتراجع الضخ لنحو 300 متر مكعب في الساعة وخرجت 10 آبار عن الخدمة.

ومنذ بدء الحملة العسكرية التركية على شمال شرق سوريا، ودخول المجموعات المسلحة التي تقاتل بجانب تركيا، تم قطع المياه ثلاثة عشر مرة عن مدينة الحسكة دون مبرر.

تبادل التهم:

في الوقت الذي يعاني فيه الأهالي الأمرين في تأمين المياه وانتظار الحصول، عليها يتبادل كل من الفصائل المسيطرة على مدينتي تل أبيض ورأس العين والإدارة الذاتية الاتهامات في أسباب قطع المياه. حيث يعزو المسلحون قطعها بسبب قطع الإدارة الذاتية الكهرباء عن المنطقة ومحطة المياه، ما أدى إلى تعطيلها وعدم قدرتها على العمل بطاقتها الكاملة وتغذية المدينة بحاجتها للماء. وتذهب الإدارة  إلى أن المسلحين قطعوا الماء عن الأهالي في الحسكة والذين يتجاوز عددهم 1200000 من الأطياف والأديان كافة وتركوهم يصارعون الموت.

ونقلاً عن مدير مؤسسة المياه في الحسكة محمود العكلة فإن “المسلحين الموجودين في سري كانية، قاموا بإيقاف العمل بمحطة علوك عدة مرات عبر منع عمالها من دخولها وإيقاف ضخ المياه إلى الأهالي، ما تسبب بمعاناة شديدة للمشتركين في مركز مدينة الحسكة والأحياء المحيطة بها وأهالي الريف الغربي”، داعياً إلى “ضرورة إعادة إدخال العمال وتشغيل المحطة وعدم استخدام المياه كسلاح لتعطيش الأهالي والضغط عليهم”. وهناك محادثات برعاية روسية بين تركيا، والإدارة، وحكومة النظام لتسوية الأمر. للعمل على إعادة الكهرباء إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الفصائل المسلحة لتقوم الأخرى بإعادة ضخ المياه وقد تم الاتفاق على ذلك وتم ضخ المياه عدة ساعات لتعود إلى قطعها مرة أخرى.

حلول مؤقته

قامت الإدارة الذاتية بالعمل على إنهاء وتجهيز محطة الحمة قرب الحسكة لتزويد المدينة بالمياه وقطع الطرق على تحكم الفصائل المسلحة بورقة قطع المياه عن المدينة وتأليب الأهالي ضدها. حيث تم حفر وتجهيز 50 بئر للماء وتم اختبارها وأصبح عشرون منها جاهزاً وقد تم ضخ المياه للمناطق الشرقية في (العزيزية، الغزل، الصالحية، مفتي، خشمان، الطلائع) وبانتظار وصول المياه للمناطق الأخرى.

وقالت الرئيسة المشتركة لمديرية المياه التابعة للإدارة الذاتية، سوزدار أحمد، “تحاول الإدارة الذاتية، حل مشكلة المياه عن طريق حفر آبار في المنطقة، وبالفعل دخلت تلك المشاريع حيز التنفيذ منذ مدة، إلا أن أي مشروع حفر يتطلب مدة لا تقل عن السنة”. 

كما لجأ الأهالي لحفر ما يقارب 300 بئر سطحي وهي مياه مالحة غير صالحة للشرب، فقط للاستخدامات المنزلية وقد صدر مؤخراً قرار من الإدارة بمنع منح التراخيص لحفر الآبار ضمن الأحياء. 

ويقول الأهالي إن إيصال المياه هو أحد أكبر المشاكل التي تعترضهم وبات حسرة عليهم في ظل ارتفاع درجات الحرارة والزيادة الجنونية بأسعار المياه المعدنية واستغلال الباعة حاجة المواطنين لها.

وباتت معاناة الأهالي في تأمين المياه هماً إضافياً وعبئاً مالياً في ظل الاعتماد على صهاريج نقل المياه من القطاع الخاص والذي أدى مؤخراً إلى ظهور حالات من الإسهال لدى الأطفال كون هذه المياه غير معروفة المصدر وبات من الضروري إيجاد حل سريع لهذه المأساة.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني