fbpx

مدراء المدارس في محافظة الحسكة يبحثون عن المليون ل.س

0 190

سبق وأن خصصت وزارة التربية في دمشق مبلغ مليون ليرة سورية لكل مدرسةٍ في سوريا وذلك لتوفير المستلزمات الضرورية لها. وقال وزير التربية د. دارم طباع لوسائل إعلام محلية إنه: “تم الاتفاق مع وزارتي المالية والإدارة المحلية والبيئة على تخصيص وصرف مليون ليرة سورية لكل مدرسة من المدارس السورية وذلك كي يستطيع مدير المدرسة، ضمن آلية معينة، توفير مستلزمات المدرسة، وتنفيذ صيانات بسيطة لمدرسته بما يتوافق والأنظمة والقوانين”.
نهب منظم للملايين
إلا أن الضجة التي أثارها مدراء بعض المدارس ضمن مناطق سيطرة النظام السوري في الحسكة، فتح باب السجال والاستفسار حول آلية إيصال المبلغ إلى المدراء وكيفية صرفها. حيث جالت معدة التقرير في مديرية التربية بالحسكة وعلى مدى أربعة أيام للتعرف عن قرب على حيثيات الموضوع. الذي توضح حسب الشهادات والمتابعة عن خيوط فساد ونهب منظمين. خاصة وأن وزير التربية أكد أن “هذا الإجراء المتخذ يتيح للمدارس تأمين مستلزماتها الأساسية بشكل فردي”. بينما الذي حصل وبحسب مصدر خاص ضمن المديرية اشترط عدم ذكر اسمه “أن المبلغ المقرر كان مليون ليرة، تم خصم مبلغ 300ألف من كل مليون بحجة شراء مواد وأدوات تعليمية، وهو ما لن يحصل؛ لأن المديرية سبق وأن اشترت تلك المواد ولأكثر من مرة، والمبلغ يتم تقاسمه بين شخصيات نافذة في التربية والحكومة في الحسكة” المصدر أضاف أن المبلغ المتبقي كان مقرراً أن يُخصص 300 ألف للقرطاسية، و400 ألف للصيانات البسيطة التي تحتاجها المدارس، لكنها نُهبت وفق فواتير وهمية” كما أفاد الأستاذ (س.خ) مدرس في إحدى التجمعات المدرسية “مدرستنا بحاجة إلى إضاءة، صنابير مياه عدد 3، أقلام خاصة بالكتابة على الألواح عوضاً عن شراء المدرسين لها، كل هذه المصاريف لم تغطى، بل رفعت فواتير وهمية وتم تبديد المنحة” وأضاف المدرس حول آلية كتابة الفواتير المزورة “ثمة اتفاق بين جهات من مديرية التربية ومكتبة (م) للقرطاسية، وصاحب محل (س) للأدوات والمعدات الصحية والكهربائية، بحيث أن أي فاتورة ترد إلى المديرية خارج هذين الشخصين المحددين، يتم رفضها أو الاحتجاج لعدم الصرف”
وبعد سيطرة الإدارة الذاتية على المدارس وفرض مناهجها، لجأت مديرية التربية إلى دمج مجموعة من المدارس في مدرسة واحدة تحت مسمى “تجمعات” ويبلغ عددها قرابة الـــ /75/ مدرسة ما بين التجمعات أو المدارس الريفية الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري، وهي تشمل المراحل التعليمية الثلاث (ابتدائية، إعدادية، ثانوية) وتعليم مهني من تجارة، صناعة، زراعة. حيث يقول المصدر “أموال ومبالغ طائلة ستجنيها شخصيات نافذة على حساب مستلزمات الطلاب والمدارس، خاصة وأن الصرف توافق مع نهاية العام الدراسي، بمعنى لن تستفيد منها المدارس في شيء”
صرف المبلغ في غير مكانه المخصص
كما أضاف وزير التربية د. دارم طباع “إن المبلغ المخصص هو لتأمين عدد من احتياجات المدرسة الأساسية، وليست كمصروفٍ للمدرسة وخاصةً أن هناك ميزانية كاملة تصرف على المدارس والتعليم ومختلف المتطلبات” المصدر أضاف “كل ما جاء به قرار وزير التربية لم يطبق حرفياً، بل اتبعت تلك الجهات العكس تماماً، حيث تم دمج المصاريف الخاصة بالامتحانات من ورق، وأقلام، وصمغ، وظروف وطباعة الأسئلة وأوراق الأجوبة ضمن تلك الفواتير، علماً أنه ثمة مخصصات لكل هذه المتطلبات تتكفل بها مديريات التربية وبرصد مالي من وزارة التربية، عدا عن إلزام المدارس للطلاب بشراء أوراق الإجابة ودفع تعاون ونشاط” في حين أن المدرس (س.خ) أشار في حديثه مع نينار بريس إلى أن “السرقة تمت، وانتهت، والمبالغ المصروفة لم تستفد منها المدارس في شيء، كما أنه تم إقصاء بعض المدارس من استلام المنحة بحجة ضمها إلى التجمعات، وعلى الأوراق تمت إضافة أسمائها على أنها قبضت المبلغ”
وجالت نينار بريس في مدرسة “أبي ذر الغفاري” في مركز مدينة الحسكة، حيث المبنى المتهالك، والمقاعد المهشمة، ودورات المياه التي لا تصلح للاستعمال، عدا ضعف الإنارة وتراكم الأوساخ والأتربة التي تحتاج إلى معقمات ومياه كافية غير متوفرة وفق ما قالته الطالبة “مشاعل الوهجي” التي أضافت “لا نشعر بأننا في مدرسة، كل شيء مفقود، أصبحنا نكره التعليم والقدوم إلى المدرسة لهذه الأسباب”. في حين قال المدرس “فادي صليبا” اسم مستعار “إن المبلغ المرصود لا يكفي لتغطية جزء يسير من مستلزمات مدرسة واحدة، فكيف الحال ومدرستنا هي تجمع لعدد من المدارس، ونظام دوامين صباحي ومسائي، مع ذلك ثمة قسم من المبلغ ضائع والقسم الآخر تبخر على فواتير مزورة”
تهالك بنية المدارس ولا اهتمام
وتعاني المدارس وقطاع التربية والتعليم في محافظة الحسكة من ترهل في العمل الإداري والتدريسي نتيجة ضعف الرواتب، وحالة الخوف والقلق التي تنتاب المدرسين والطلاب والأهالي على حد سواء. وفي ذلك يقول “فؤاد الجايز” مدرس متقاعد “في هذه الأزمة مدارس النظام تضم قرابة 80 طالب/ة في الصف الواحد، ما يسبب ذعراً من كورونا، ورواتب المدرسين لا تتجاوز الـــ15$. والطلاب تأثروا بالحرب والهجرة ففقدوا الشعور بأهمية التعليم”. عدا عن فقدان الغالبية العظمى من المدارس “للبنية التحتية المناسبة، خاصة مع فقدان وسائل التدفئة والتبريد والمياه الصحية، وتهالك المباني، وعلى الرغم من عمليات الصيانة التي تحصل كل بضع أعوام من قبل المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، لكن عاملا الضغط النفسي والخوف من جهة، وحاجة تلك المدارس والمناهج إلى تغييرات جذرية من جهة ثانية عصفا بالعملية التعليمية” ويتأسف “الجايز” على تسبب أبناء البلد بضياع مستقبل الطلاب “نفسياتهم المريضة دفعتهم لمد يدهم إلى المبالغ المخصصة لخدمة الطلاب والتلاميذ، عن أي مستقبل سنتحدث”
واختتم المصدر قوله “تحولت مهنة التربية والتعليم من تخريج الكوادر التعليمية ورفد المجتمع بطاقات وشهادات، إلى خلق كتل وشبكات فساد عملاقة أنهت الحياة في المحافظة”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني