fbpx

مخيم القاهرة في إدلب له من إسمه نصيب

0 462

ساحة للموت بعيدا عن الحياة ،هكذا الصوة الأولى التي تأخذ عن إدلب و ريفها الغارقين وسط قصف متواصل لقوات نظام الأسد و حلفائها الروس والإيران ومن لف لفيفهم من مليشيات مقاتلة  ، وبالجهة المقابلة مد بشري نازح من معارضي نظام الأسد حيث لا بيت ولا مأكل و لا منظمات دولية تقدم مساعدات إنسانية طارئة .

مخيم القاهرة العشوائي واحد من هذه المآسي المتكررة ، هرب قاطنوه بإتجاه منطقة عين بحر إحدى أرياف إدلب البعيدة عن بطش آلة حرب النظام قادمين من ريف معرة النعمان الذي تعرض منذ قرابة الشهرين لقصف مكثف وعمليات عسكرية سيطرت قوات الأسد على اجزاء منه وهجرت نتيجة ذلك آلاف الأسر من منازلها واستقرت في مناطق تعتقد بأنها آمنة لها حتى يحين موعد العودة الغير معروف كما يقول سكان المخيم .

يقطن المخيم ستون عائلة من أهالي قرى معرة النعمان ، خرجوا من بيوتهم بما يرتدون من ثياب  و يفتقرون لكل الخدمات الأساسية الصحية ، الطبية ، الغذائية وحتى الخيام يوجد فيها نقص كبير حيث تعيش كل ثلاث عائلات في خيمة واحدة دون وجود دورات للمياه ، الأمر الذي يعني حرجا كبيراً عند قضاء الحاجة تحت الأشجار أو يتوارون في مناطق تبعد قليلا عن المخيم حيث تكثر الأفاعي والحشرات وكل أشكال الحياة البرية الخطيرة  .

وعن سبب تسمية المخيم بهذا الإسم كانت الإجابة حتى لا ينسى الناس إسم قريتهم التي خرجوا منها مكرهين وتكريما لذكرى الأرض الطيبة بين أطفالهم ، بإعتبار أن وقت العودة لا ملامح واضحة له وسط ظروف الحرب القاسية التي تشل مفاصل الحياة في مناطق إدلب و ريفها  .

عوض .ج  ابن الخمسة والثلاثين ربيعاً وأحد الأشخاص المسؤولين عن المخيم قال لنينار برس أن المخيم عشوائي ويعيش أهله حالة مزرية كما أنهم يفتقرون لكل مقومات الحياة ، ولا عمل يمكن أن يكسبوا منه رزقهم ويبنوا لأنفسهم غرفاً تقيهم البرد أو يشتروا بمردوده مواد تدفئة تخفف صقيع الليل المؤذي كما أن المنظمات الإنسانية تتغافل عن احتياجاتهم .

محمد.و  مسن مقيم بمخيم القاهرة تحدث لنينار برس بحرقة عن وجع العيش في العراء حيث لا خصوصية أو راحة ، إضافة للطقس السيئ و عدم القدرة على مقاومة التعب و الضيق .

أم محمد إمرأة مسنة في الستين من العمر والتي تجلس في خيمة لايقل عدد ساكنيها عن 10 أشخاص تقول أنها لم تتمكن من أداء الصلاة منذ أكثر من شهر لأنها لاتحس طهارة في المكان ، حيث لا تتوفر مياه في المخيم ويضطرون لجلبها من مناطق بعيدة وبكميات قليلة .

حين المنظمات في الدولية العاملة على الأرض وحتى الجمعيات والمنظمات المحلية وصلت وقامت بزيارة المخيم واطلعت على أهم المفقودات والإحتياجات ، لكن دون عودة للمساعدة أو إعطاء أمل بشأن توفير مستلزمات ، هذا الأمر دفع أهالي المخيم للشعور بالعجز وعدم الثقة تجاه أي جهة تأتي ” للفُرجة ” كما يقولون دون أي مساعدات حقيقية .

في الوقت الذي تدورالتفاهمات الدولية حول محور وقف القتال و القصف على المدنيين دون جدوى .

و جددت الأمم المتحدة دعوتها، إلى وقف فوري من جميع الأطراف، للأعمال العدائية بإدلب، شمال غربي سوريا ، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، في المقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك.

وقال المسؤول الأممي: “لا تزال الأمم المتحدة تشعر بالقلق إزاء سلامة وحماية أكثر من 3 ملايين مدني في إدلب والمناطق المحيطة بها في سوريا، خاصة في ظل استمرار ورود تقارير عن الغارات الجوية المستمرة والقصف على السكان المدنيين ” .

و أعلن أمس فريق منسو الإستجابة العامل على الأرض في سوريا أن عدد النازحين منذ تاريخ تشرين الأول-نوفمبر عام ألفين وتسعة عشر وحتى تاريخ الثالث والعشرين من شباط -فبراير الجاري قد وصل إلى/ 1009346 /مليون وتسعة آلاف وثلاثمئة وستت وأربعون شخصا بينهم خمسمئة وخمسة و أربعون ألفا و مئة وواحد وأربعون /  545141/ طفلا بينما وصل عدد النساء إلى مئتين وتسعة وأربعين الفا و مئتان وثلاثة وأربعون ألف إمرأة .

من الجدير بالذكر أن في إدلب وحدها قرابة أربعة ملايين إنسان من مختلف المناطق السورية تم تهجير قسم كبير قسرا من مدنهم ومناطقهم بإتفاقيات سابقة مع نظام الأسد إضافة لأهالي المحافظة .

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني