fbpx

قصيدتان للشاعر فاضل السفّان

0 166

الأيّام

كلّْ ما فيكِ جميلٌ يا مليكي

وأنا في كلِّ وجهٍ ارتضيك

ليسَ لي من أرَبٍ يكشفُ سرّي

غَيْرَ أنّي أعشقُ الإبحارَ فيكِ

ما حواهُ الكَوْنُ من مالٍ وجاهٍ

لا يساوي همسةً من بَوْحِ فيكِ

في ثرى الفيحاء قد مرّتْ ركابي

وفراتُ الخيرِ مازالَ شريكي

فاقبليني يا ملاذَ الروحِ وجهاً

يعشق الطيفَ شَفيفاً يحتويكِ

وارسميني في شغافِ القلب وشماً

يملأ الدنيا هوىً… إذْ يعتليكِ

قادنا الشيطانُ دهراً ما ظننّا

مثلَ هذا القاقِ يوماً يستبيكِ

 فاستعدّي لِصدامٍ يتحدّى

زمرة الشرِّ ومن ضامَ بنيكِ

وغداً نسْلُ السّبايا يتوارى

لترى الأيّامُ من فرّطَ فيكِ

أوجاعُ نازح

حنانَيْكِ قد تاقتْ إليكِ مطامحي

ولستُ على هجرِ الحبيب بناصحِ

وأصعبُ ما في الحربِ ينهى بهدنةٍ

وأغرب ما في العيْشِ ينهى بصالحِ

جمعتِ من اللفظ الفصيحِ بليغهُ

وفيكِ من الأوصافِ عذبُ الملامحِ

لكِ الوجدُ مادامَ الفؤادُ معيْنه

فلا تبخلي يوماً.. عليَّ بنافحِ

كذا كنت يا أختَ الفرات ولم تزلْ

لكِ الطلعةُ الأندى ولحنُ القرائحِ

ومثلُكِ في عَرْضِ البلادِ وطولها

لها في سواد القلب أطيافُ سارحِ

سنلقاك يوماً حين نجمعُ شملنا

ونسترجعُ المغنى بأحلامِ طامحِ

فضمّي إلى الذكرى ملامحَ شوقنا

فقد ينفع الظمآنَ مشوارُ سابحِ

ترابكِ زادي ما سلوْتُ نعيمهُ

ويبقى إلى دهْرٍ رفيقَ الجوارحِ

فطوبى لمن يلقاك في حومة الوغى

وطوبى لطيفٍ تحتويه جوانحي

سيُسْحقُ كلبُ الفرسِ فرْداً وعُصبةً

وتطوى من الأحزان أوجاعُ نازحِ

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني