fbpx

بكامل ياسمينها

0 87

للشام حزنُ الماس إذ يقسو الهوى

وغرام ما تهفو القساوة حين يغويها الحَزَنْ.

هي فرحة ُ النسرينِ ما استهدى القطا

وبلاد ُ ما بين النداوةِ والطراوةِ والشَجَن ْ.

***

وشاّمتي فيروزُ ما قبل التشكّلِ والتجمّلِ

وانتماءِ الدّر للألق الفريدِ علىَ الزمنْ.

وترصدُ النَسَمَ المُشاكس في مساءات الليالي

إذ تهفهف ياسمينَات ُ البيوتِ

يهبُّ كي يحوي التغنج َ فرط َ ما رصدَ الرشاقة َ وافتتنْ.

***

والشام لا تغفو

فذاك هديلها ويمامُ ما تتعثر الأقدام في أرض الديارِ

بأجنح العطشى وما روّى الغليلَ، وما تآنس واقترنْ.

***

والشام لو حَمَلَتْ نساءُ الأرض قاطبةً

وغطّتْ بالأمومةِ جُرحَ (أوزون) المواتِ وما وَهَنْ

كانت شآمي وحدها أمَّ الحياةِ

لفرط ما تحنو ويأويها يمام مطمئن.

غيرُ النباتات التي

في أي زيتون ٍ يكادُ يضيء – قبل القطف من دمها – الفننْ.

***

بالشام يعلو الغيمُ من ورع التقى،

والى تراب صلاتها يدنو التَصوّفُ كلما

جفنٌ تهيّمَهُ من العشق الوسنْ.

***

والشام ما جَمَعَ الحبيبُ بذهنه عَذْبَ الكلامِ الحلوِ

من سلوى ومَنّْ.

ليذوب في اللقيا

وينسى روحه

ينسى الكلام وأين، كيف، متى، ومَنْ.

***

والشام لو عثرت خطاي هنيهةً

نفضتْ غبار تعثري

من لهفةٍ أهدتْ لروحي قبلةً

ولمشيتي وزنا وقافية وإيقاعاً وفنْ.

ستُّ الورود البيضِ لا تُنسى فَمنْ

لاقى على درب الحرير بخورها وتمورها

وحريرها وعبيرها

شَحَنَ البضائع كي يقايضَ وانشحنْ.

***

والشام ياليت الذي ما زارها

أو شمَّ من شرفاتها أزرارها

يدري ويلمس كيف أن نهارها

يمتد من فوق التمنّي عنده

ليذوق في أسماعه طعمَ الوطنْ.

***

والشام لو تدعوكَ في الصبح النديِ لقهوةٍ

جلبت بومضة طرفها وعذارها

نجداً تفوح بهيلها وعرارها

تسري لتـُلقي بين كفّيك اليمنْ.

***

والشام أرضعت المدنْ.

إذ لا تهون مدينة ٌ مرّتْ بثدييها لحينٍ لا ولنْ.

ولكم أراها للغزاةِ كمثل ما

جلستْ تغنّي جدتي

ويفرُّ من حول الرحى بيمينها

حَبُّ تطاير وانسحنْ.

***

هذي شآم الوارفينْ

هذي شآم الفلِّ والشعراءِ مذ وُجِد الكلام مدمشقينْ

والله لو طحنوا الحجارةَ والرُقى

لشممتَ فوحَ الهيلِ في السوقِ العتيقِ

على هفيف السائحينْ

في آخر الدنيا بهم

مسكٌ ونعناعٌ تيبّس مرةً

لكن ينعمهُ الحنينْ.

هذي الشآم الزنجبيلُ وجوْزةُ الطْيبِ

المضّمخِ من أيادي الطَيبينْ.

هذي الشَـاَم اللونُ والكونُ المدوّنُ في سجلَّ الفاتحينْ.

هذيِ التي بجنانها قد قال رب العالمينْ:

(والتين والزيتونِ… والبلدِ الأمينْ).

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني