fbpx

جمهورية الذُلّ والعبودية والهوان وإرثها

0 92

في سوريا جُعل كل شيء فيها تحكمه الوراثة، فحافظ أسد ورّثَ السلطة لابنه القاصر بشار، وهذا لو تُرك الأمر له فسيورث السلطة لابنه حافظ، وكلما نزلنا في مفاصل الدولة ومراكزها نجد التوريث الذي سنه البهارزة ليكون دستورهم الجديد يحكم البلاد.

فمنذ انطلاقة الثورة السورية، وللحيلولة دون وصول الثوار إلى القصر الجمهوري بعد أن طوقوا دمشق وأصبحت نيرانهم ضمن المدى المجدي لرماح الثوار وأيديهم، بدأ الإرث إرث الذل والعبودية للمحتل بالزيادة وبالنماء مع كل جهد يبذله من استدعاهم بشار لحمايته لفك الطوق الذي طوّقه به الثوار. ف خريف عام 2015 تدخلت روسيا عسكرياً لمنع سقوط بشار الأسد، وتدخلت قبله إيران وحزب الله وجميع ميليشيات الأرض الطائفية الأخرى لمنع سقوطه، وهذا ما حدث ويحدث حتى اللحظة فمع مرور كل يوم من أيام عدم السقوط كان بشار أسد يتنازل عن جزء من سوريا لجميع من عمل على عدم سقوطه حتى باع سوريا بالجملة والمفرق ثمن عدم سقوطه إن في البر وفي البحر وفي الجو، وهذا ما قاله بشار صراحة “سوريا لمن يدافع عنها” فسوريا هي بشار حسب ما يرى، ومَن يدافع عنه فإنه حتماً يدافع عن سوريا!!.

كل يوم يمر يزداد الذل والخنوع والمهانة والعبودية لتابع ما انفك يتبع متبوعه ويأتمر بما يريده ويملي عليه المتبوع ما يمليه، ولِم لا فهم سبب بقائه على كرسي الذي بات لا يُحسد عليه ولا يُغبط.

من نتائج الذل والعبودية والتبعية التي أغرق بشار أسد سوريا بها، لقاء حمايته من السقوط وجعل هذا الذل إرثاً يوّرث كلٌّ ينال حصته منه حسب موقعه، فبشار أخذ حصته من الذل والمهانة مباشرة من روسيا وإيران وسواهما من الاحتلالات وهو بدوره يقوم بتوزيع الذل على من هو دونه في مفاصل الدولة ومؤسساتها فليس من الصائب أن يذل ويهان من يعتقد نفسه أنه رئيس في حين ألا يمس من لا تزال عنده بقية من كرامة وأنفة.

لعلكم تذكرون زيارة بوتين المفاجئة لسوريا عام 2017 في قاعدة حميميم، فقد رأينا حجم الذل والخنوع الذي أظهره بشار أسد، وهو يأتمر بأوامر ضابط روسي صغير، عندما أراد أن يرافق بوتين ويسير معه، فما جرى في ذلك الموقف المخزي يؤشر إلى النظرة العامة والثابتة التي ينظر من خلالها لبشار الأسد ولقطيعه، نظرةٌ لا تعدو أن تكون نظرة المتبوع إلى التابع ونظرة السيد إلى من يسود، فقد رأينا في الفيديو الذي حرصت على نشره روسيا عندما أراد التابع اللحاق بسيده بوتين في مستوطنة حميميم واستوقفه ضابط روسي لم نعرف من هو ربما يكون عامل البوفيه الذي يقدم الفودكا للجنود الروس، استوقفه وقد أمسكه من يده ولسان حال عامل البوفيه حسب هيئته وحركات جسده يقول للتابع: عليك أن تقف هنا، فممنوع على الذنب أن يلحق بالكلب فما كان من ممن يظن نفسه رئيساً وحسب ما صدر عنه من حركات وتعابير وجهه إلا أن هز ذيله “رأسه” ويُظنُّ أنه قال له: أممنوع علي اللحاق به، وهنا يجب عليّ أن أقف؟ فأجابه الضابط عامل البوفيه: أن نعم هنا عليك أن تقف ولا تتجاوز هذا الخط الأحمر الذي وضعناه لك ولا تفكر بتخطيه وإلّا..

في جمهورية الذل والخنوع والعبودية الذلُّ يورث، وقد رأينا الذل الذي ما بعده ذل وزير دفاع نظام أسد السابق كيف أقعدوه على كرسي صغير بدا ككرسي حمام أو ككراسي ألعاب الأطفال البلاستيكية في إشارة وحرص من منظمي الجلسة أن الصغير ليس بحاجة إلا إلى كرسي صغير.

اليوم وزير الدفاع على محمود عباس ينال نصيبه من ميراث الذل والعبودية والتبعيه التي ورثها مورثهم بشار للشعب السوري عامة ولمن حوله خاصة، فلا يحلو لسيدتهم ومتبوعتهم روسيا إلا أن تذل هؤلاء على السواحل السورية في اللاذقية وطرطوس التي ظنّ وزير الدفاع وبعض الظن هنا إثم أنه على السواحل السورية. ففي الاحتفالية التي شارك بها وزير دفاع النظام على محمود عباس باحتفال يوم البحرية الروسية الذي نظمته وزارة الدفاع الروسية في طرطوس جرى إذلاله بنفس الطريقة للتي ذُلّ بها رأس النظام في حميميم فقد سار الوزير خلف الكسندر تشيكو قائد تجمع القوات الروسية في سوريا، ولكن أحد ضباط جيش أبو شحاطة الروسي لم يعجبه وضع سير وزير الدفاع السوري خلف ألكسندر تشيكو فقام بدفع وزير الدفاع السوري بوركهِ على طريقة يعرفها الشوام ولهم فيها مقولة لا يسمح الموقف بسردها الآن وتقال لمثل هكذا ضربات الإبعاد لمن لا يريدونه.

ميراث الذل والعبودية والتبعية والهوان التي أورثها المورث بشار للوارثين ستنمو وكل من هو حوله سيأخذ نصيبه بل أكثر من نصيبه منه، ومَثَلُ القريبين من بشار ممن سيورثهم مثَلهُم كمثل حامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إن لم تشتر منه فستصيبك منه رائحته وأريجه الطيب، أما نافخ الكير فإن لم يحرق ثيابك ونجوت فلن تنجو من رائحته.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني