fbpx

ترامب يختبر سياسة جديدة تجاه سوريا: إنجيليون ويهود سوريون يضغطون لرفع العقوبات

0 24

نشرت صحيفة “الإيكونوميست” الأميركية تقريراً تحدثت فيه عن أن سياسة الرئيس دونالد ترامب في سوريا “لا تزال في طور التشكيل”، مشيرة إلى تقارب غير متوقع بين بعض الجمهوريين والإنجيليين الأميركيين مع الحكومة السورية الجديدة، رغم التحفظات داخل البيت الأبيض.

وكان عضوا الكونغرس الأميركي، كوري ميلز ومارلين ستاتزمان، زارا العاصمة السورية دمشق، والتقيا شخصيات من حكومة الرئيس أحمد الشرع،

وذكرت الصحيفة أن مطلعين على ما جرى خلف الكواليس أكدوا أن الزيارة غير الرسمية كانت “ناجحة للغاية”، وذلك على الرغم من أنها أثارت تساؤلات حول اتجاهات جديدة محتملة في سياسة دونالد ترامب تجاه سوريا.

وعقب الزيارة، أعلن النائب كوري ميلز أن الوفد خرج من الزيارة بـ”تفاؤل حذر”، معتبراً أن أحمد الشراع أبدى استعداداً مبدئياً للانخراط في مبادرات إقليمية مثل “اتفاقيات أبراهام” في حال توافرت “الظروف المناسبة”.
انقسام داخل الإدارة الأميركية والكونغرس
ووفق “الإيكونوميست”، فإن الإدارة الأميركية أظهرت تردداً في التعامل مع النظام الجديد، حيث لم تُفتح سفارة أميركية في دمشق، واستمرّت العقوبات، في حين بدأت بعض الدول الأوروبية برفع جزء من القيود والعقوبات وفتح بعثاتها الدبلوماسية.
ويأتي التردد الأميركي في وقت يعيش فيه السوريون تحت وطأة أزمات معيشية حادة، تشمل انقطاع الكهرباء وشحّ المواد الغذائية، في ظل قلق من المانحين الخليجيين والمغتربين السوريين من تداعيات العقوبات الأميركية.

في مقابل ذلك، تبقى شخصيات محسوبة على الجناح المتشدد داخل الحزب الجمهوري، مثل سباستيان غوركا وتولسي غابارد، غير مقتنعة بتغيير الرئيس الشرع، وتعتبر أن سوريا ما زالت تمثل تهديداً أمنياً.

وقال رجل أعمال سوري أميركي إن البعض داخل الإدارة الأميركية “ما زال يرى الشرع كما كان في العراق”.
دعم من الإنجيليين واليهود السوريين
وفي الفترة الأخيرة، برز تقارب لافت من قيادات دينية أميركية مع النظام الجديد في سوريا، حيث التقى القس الإنجيلي جون مور، المقرب من دونالد ترامب، والحاخام أبراهام كوبر من مركز “سايمون فيزنتال لحقوق الإنسان”، بوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في نيويورك.

وقال القس مور إن اللقاء “كان مؤثراً أكثر مما توقعت”، مضيفاً أن “سوريا يجب أن تنمو بسرعة لأن الأمن الاقتصادي مرتبط بالأمن القومي وبالتالي السلام الإقليمي”.

ووفق “الإيكونوميست”، يعتزم القس الإنجيلي تنظيم وفد يضم قادة دينيين إنجيليين ويهوداً لزيارة دمشق قريباً، في محاولة للضغط على إدارة ترامب لتخفيف العقوبات وفتح قنوات تواصل مع الحكومة السورية الجديد.
إسرائيل تتحفظ وشروط أميركية صارمة
من جانب آخر، ورغم علاقاتها الوثيقة مع الإنجيليين الأميركيين، تبدي إسرائيل تحفظاً حيال أي تقارب مع الحكومة السورية، وتضغط للحفاظ على سياسة الضغط والعزلة ضد دمشق.

من جانبها، قدّمت واشنطن ثمانية مطالب للحكومة السورية الجديدة، شملت التعاون في ملف الأميركيين المفقودين في سوريا، وعلى رأسهم الصحفي أوستن تايس، إضافة إلى منع انخراط المقاتلين الأجانب في الحكومة، وتصنيف “الحرس الثوري” الإيراني كتنظيم إرهابي.

وعلى الرغم من تعيين شخصيات من المقاتلين الأجانب في وزارة الدفاع، في كانون الأول الماضي، أقرّ مسؤولون أميركيون بأن دمشق “حققت تقدماً في ملفات أخرى”.
مؤشرات على تقارب قادم
وقالت “الإيكونوميست” إن مراقبين يرجحون أن تشجّع زيارة النائبان ميلز وستاتزمان زيارات غير رسمية أخرى من شخصيات أميركية إلى دمشق.
وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا تمكن الرئيس الشرع من كسب دعم الإنجيليين والجمهوريين من تيار “اجعل أميركا عظيمة مجدداً”، فقد تنفتح نافذة أمامه لكسب دعم إدارة ترامب، خصوصاً إذا ربطت دمشق بين حماية الأقليات المسيحية والانخراط السياسي مع واشنطن.
المصدر: تلفزيون سوريا

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني