fbpx

الصحة، ظروف إيجابية تمنحنا القوة وفرص النجاة

0 1٬875

منى تحتاج للعلاج الشهري المستمر

منى إحدى السيدات السوريات، تعاني من مرض السكري تقول: أنا مريضة بالسكر وأحتاج شهرياً للعلاج، كنت آخذه باستمرار من الصيدلية وأتكفل بدفع النفقات، ولكن إذا كان الدوا مشمولاً بقانون تطبيق الصحة، /ساغليك اويغولاما تبليغي/ فإن التكلفة الإجمالية للدوا، ستغطى من قبل الحكومة التركية ولن يطلب منك دفع أي رسوم إضافية. تتابع منى: ولكن عندما ذهبت للمشفى وشخص مرضي من قبل طبيب داخل مشفى حكومي، نظمت لي وصفةً دائمةً، عندها أصبحت قادرة على استلام دوائي مجاناً وشهرياً من الصيدلية الموازية للمشفى الذي تعالجت فيه بدون أية مشاكل، وأنا الآن آخذ علاجي بشكل مستمر دون أية تكاليف إضافية التي كنت سابقاً أجد صعوبة في دفعها.

أحمد يتجاوز معاناة مرضه القلبي

أحمد، الذي هاجر إلى تركيا منذ سنوات، عمره لا يتجاوز 40، يروي لنا قصته ومعاناته مع مرض القلب، يقول أحمد: رغم أنني مازلت في ريعان شبابي، إلا أن الآلام التي مررت بها في سورية، ثم اللجوء إلى تركيا، وعدم توفر أية فرصة عمل لي في بلد اللجوء، ساهمت في تدني حالتي النفسية والصحية والاقتصادية، حالي كحال كثير من السوريين. 

عندما كنت أبحث عن عمل، تعرضت إلى حاله إغماء فتم نقلي إلى أحد المشافي التركية، عرفت حينها أنني بحاجه الى عملية قلب مفتوح ولكني لا أستطيع إجراءها بسبب تكلفتها المرتفعة، “ولكن أحمد تفاجأ بأنه سيجري العملية وستغطى التكاليف من قبل الجهات الداعمة /الاتحاد الأوربي/ التي تدعم القطاع الصحي للاجئين.

يقول أحمد: كنت أنتظر الموت ولكن وجود جهة تكفل عمليتي، أعاد لي الحياة، وأجريت العمل الجراحي وأنا الآن بصحةٍ وعافيةٍ وأتمتع بكامل قواي الجسدية والنفسية كما أعمل في أحد المنشآت وأعيش مع أولادي مرتاحاً والحمد لله.

الصحة وتأثيرها على اللاجئين والمهاجرين

الصحة هي الحالة الجسدية والنفسية والعقلية والاجتماعية، وهو مفهومٌ يعتبر إيجابياً، يركز على الموارد الاجتماعية والشخصية، فالسوريون الذين لجؤوا إلى تركيا هرباً من الحرب في بلدهم كانت أعدادهم كثيرة والخدمات المقدمة لهم تعتبر الأفضل مقارنةً مع دول الجوار الأخرى فيحصل اللاجئون الذين يملكون بطاقة الحماية المؤقتة /الكيملك/، على جميع المساعدات الطبية والأدوية داخل الولاية التي يسجلون بها، بما في ذلك مراكز الصحة العامة ومراكز الرعاية الأسرية، والمستشفيات الحكومية والمستشفيات الجامعية. كما يحصل اللاجئ على المساعدة الطبية والأدوية، وكل ما يحتاجه صحياً حين يكون لديه إحالة رسمية من مؤسسات الدولة، أما إذا لم يكن مسجلاً لدى الجهات الحكومية فإنه سيضطر إلى دفع النفقات.

حالات الأمراض النفسية، التشخيص والعلاج

يقول السيد رامي الذي يعمل ضمن مراكز الدعم النفسي:

نتابع عملنا بشكل مستمر، ونتلقى جميع الحالات ونحدد احتياج الشخص، والتدخلات المطلوبة حسب المرحلة التي وصل إليها، ونقوم بتحويله للجهة التي تساهم في علاج حالته.

أحياناً يكون الشخص بحاجه إلى علاج بسيط فنقدم له الاستشارة في مركز عملنا وهو عبارة عن عدة جلسات فردية تخفف من الضغط الذي تعرض له، عن طريق “التفريغ” بالحديث معه والقيام بحركات رياضة ضمن هذه الجلسات، وفي حال تأزم حالة الشخص يحال إلى طبيب نفسي متخصص. ونلاحظ أن معظم الحالات تتماثل للشفاء من خلال الجلسات الفردية.

هنا ومعاناتها في العلاج

تقول هنا: حين وصلت إلى تركيا أقمت عند أحد أقاربي في أحد الولايات وحصلت على بطاقة الحماية المؤقتة /الكيملك/ وانتقلت بعد ذلك إلى ولاية أخرى لتوفر فرصة عمل لزوجي، وتفاجأت بعد ذلك أنني لا أستطيع الحصول على العلاج أو الدواؤ إلا من الوليى التي استخرجت منها (الكيملك)، أعاني وأولادي من النفقات الطبية على أمل أجد حلاً لمشكلتي.

المنظمات والجهات التي تساهم في خدمة اللاجئين

التقت نينار برس، مع أحد الأطباء العاملين ضمن المراكز الطبية الذي أفادنا بأن الأطباء يعملون في المراكز لساعات طويلة من أجل معالجة جميع الحالات، وتأمين جميع الخدمات والمستلزمات الطبية، ويصرف لهم العلاج بسهولة، ضمن القانون التركي، وبهد جائحة كورونا تمت إضافة تسهيلات كبيرة، فنحن نقوم خدمة جميع المراجعين من جميع الأماكن وجميع الولايات، ولا يخلو الأمر من بعض التحديات، فالمراكز تفتقر للعيادات السنية والنسائية والأطباء المتخصصين.

ويبقى أمل استمرار التمويل من الداعمين لمعالجة اللاجئين وتوظيفهم، ومحاولة إزالة الصعوبات بإيجاد حلول أفضل من قبل الحكومة التركية للمصاعب التي يواجهونها عند التماس الرعاية الطبية، كما أن وجود مراكز متعددة تساهم في توفير الخدمات بشكل أكبر وتذليل الصعوبات التي تواجه اللاجئ هي مطلبه الأساسي.

تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR”صحفيون من أجل حقوق الإنسان” بتمويل من برنامج عالم كندا Global Affaris Canada‘

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني