fbpx

الحدود التركية اليونانية حيث يبدأ الحلم وينتهي

0 558

أوروبا التي باتت هاجس كل حالم بالحرية ،الديمقراطية والعيش الرغيد عادت إلى واجهة الأحداث بعد الإعلان التركي عن عدم قدرة السلطات التركية السيطرة على المنافذ الحدودية نتيجة كثرة تدفق اللاجئين .

الثامن والعشرون من /شباط . فبراير/ ألفان وعشرون ، صرحت السلطات التركية أنها لن تمنع المهاجرين من عبور حدودها إلى أوروبا و ذلك بعد اجتماع أمني مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعقب مقتل ثلاثة وثلاثين جنديا تركيا في إدلب على يد قوات نظام الأسد ، الأمر الذي أتبعه مباشرة مقاطع مصورة وصور  تظهر مهاجرين يتحركون إلى الحدود التركية اليونانية من جهة معبر أدرنة الحدودي .

اليوم الثاني من الإعلان التركي بدأ عداد التدفق يرفع النسب والحكومة التركية تتلوها يوما بعد يوم ، حيث بلغ تعداد المهاجرين في التاسع والعشرين /شباط. فبراير/ حسب وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إلى ستة وثلاثين ألفا و سبعمئة وست وسبعون مهاجرا .

لاجئون سوريون على الحدود التركية اليونانية من جهة معبر أبسالا

 

في اليوم ذاته تم الإعلان عن أول حالة وفاة لشاب على الحدود التركية اليونانية نتيجة البرد القارس .

اللاجئون تحدثوا منذ الأيام الأولى عن سوء معاملة من قبل حرس الحدود اليوناني والذي كان بمجرد الإمساك بهم يسلبهم كافة ممتلكاتهم ويضرب الشباب و يرميهم في مياه النهر الإقليمية بين البلدين رغم أن درجات الحرارة منخفضة جدا .

https://youtu.be/uoV9m0GiQ8I

قلق أممي ظهر من خلال تصريح استيفان دوجاريك الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش والذي أكد من خلاله على ” ضرورة إحترام اليونان للاجئين السوريين الوافدين إلى حدودها من تركيا ” خاصة بعد أخبار تفيد بإطلاق حرس الحدود اليوناني النار على لاجئين سوريين ومقتل( الشاب السوري أحمد ابو عماد ) وإصابة لاجئين من جنسيات متعددة إضافة لقنابل الغاز المسيلة للدموع والرصاص المطاطي بشكل مباشر ، وقابل التخوف الأممي رفض و تعنت أوروبيين كانا الأوضح في مشهد الواقع الذي احتجز اللاجئين ، خاصة مع تزايد الأعداد وفق الاعلانات الرسمية لوزير الداخلية التركي والذي وصل بسرعة خلال يومين إلى ” ستة وسبعين ألفا و ثلاثمئة وثمان و خمسين لاجئا ” .

لاجئون سوريون على الحدود التركية اليونانية من جهة معبر أبسالا

في زحمة التصريحات والتعامل المجحف مع قضية اللاجئين والذي تتحمله كافة الأطراف ، يقبع لاجئون قطعوا حدود دول كثيرة حتى يسيرو خلف الحلم الأوروبي ، غالبية الموجودين عند نقاط العبور هم من الجنسيات الأفغانية والإيرانية ، الباكستانية ، الصومالية ، المغربية ، المصرية، العراقية ، الفلسطينية والسورية ، إضافة إلى عدة دول أخرى إفريقية و آسيوية .

عند النقطة الرئيسية لتجمع اللاجئين في مدينة أدرنة أو ما يعرف ” بوابة بازار كولي ” أقام اللاجئون مخيما دون خيام افترشوا أرضه و التحفوا أحلامهم بحياة أفضل و تعليم يرقى بمستوى أبنائهم بعيدا عن حياة المعامل ومشاغل الخياطة التي أكلت من أعمارهم أياما طوالا و منحتهم بضع قروش حتى لا يموتوا جوعا ، ومنهم قدِم على وجه السرعة عبر الحدود التركية السورية هربا من براميل الأسد و رصاصه ودباباته التي باتت متاخمة لخيامهم و محتلة لبيوتهم وقراهم .

محمد .ن من رأس العين بريف الحسكة (25عاما) لاجئ في نقطة بازار كولي قال أنه حاول الدخول للأراضي اليونانية لكن تم الإمساك به وضربه وسلبه كل ما يملك من المال و الاوراق الرسمية أحرقت أمام عينيه حيث بات عالقا في هذه البقعة لأنه لا يملك مالا يعود به إلى ولاية غازي عينتاب التي قدم منها .

بينما أم محمد من معرة النعمان ( 48 عاما ) أم لثمانية أطفال قالت أنها انفصلت عن زوجها ولم ترى اثنين من أولادها قرابة السبع سنوات وتحاول الوصول لأوروبا كونها لا تستطيع العودة لبيتها ولديها طفل مصاب بمتلازمة داون يعاني من فتحة في القلب و صمم في إحدى اذنيه على أمل إيجاد علاج له فهي لا تملك أكثر من قوت يومها بالعمل في إحدى المشاغل التركية .

ترى و تسمع الكثير من القصص و قد تتأثر وتدمع عيناك على حالهم لكنك تعود بيتك وتعيش حياتك فلا ذنب لك فيما آلت إليه أحوالهم ، ولا ذنب لهم أن العالم تكالب عليهم ليبقي بشار الأسد على كرسي متآكل مترعٍ بدماء السوريين منذ عهد جزار حماه حافظ الأسد .

ومن الجدير بالذكر أن الإعلان الأخير للسلطات التركية عن عدد اللاجئين بلغ قرابة مئة وخمسين ألف لاجئ على الحدود التركية اليونانية رغم تصريح الرئيس التركي بإغلاق الحدود البرية والبحرية من الجهة التركية ومنع تدفق اللاجئين .

لاجئون سوريون على الحدود التركية اليونانية من جهة معبر أبسالا

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني