fbpx

الثورة الإيرانية، آمال وتحديات (2)

0 100

2- المقاومة الإيرانية، الديمقراطية!

في البرنامج السياسي الذي تتبناه المقاومة الإيرانية، وادبيات وخطب قادتها، ثمة تأكيد على الطبيعة الديمقراطية للنظام السياسي البديل، الذي يناضلون على بنائه[1].

الإشكالية ليست هنا، في طبيعة الطرح النظري! في مواقع أخرى، تتبدى مظاهر الخلل!

  1. بعيداً عن الدعاية ووسائل الترويج، وتجيير بطولات وتضحيات المقاومين الديمقراطيين الإيرانيين، الذين خاضوا نضالات قاسية في مواجهة نظامي الشاه والملالي، أعتقد أنه تم حرمان المقاومة الوطنية الديمقراطية من خيرة قياداتها، وأكثرهم تمرساً وإخلاصاً، وبالتالي تفريغها من عوامل قوتها، وفاعليتها، في سياق صيرورة ترويض مستمرة، قادتها عملياً سلطة النظام الإيراني[2]، وساهمت فيها بأشكال مختلفة سياسيات أمريكية وأوروبية (تماماً كما حدث في ترويض المعارضة السورية طيلة عقود)، وقد باتت هياكل وتنظيمات صوتية تقودها السيدة مريم رجوي، في استثمار سياسي لنضالات زوجها واسمه، وتحت يافطة المقاومة الوطنية الديمقراطية الإيرانية، وهي عملياً، وعلى صعيد الوعي السياسي والممارسة والفاعلية، أقرب إلى معارضاتنا الديمقراطية العتيدة.
  2. في واقع الصراع، المحك الحقيقي يتكشف في الممارسة السياسية والإعلامية، إذا كان قد مارس الغرب الديمقراطي، في سياق تعارض مصالحه مع سياقات التغيير الديمقراطي والانحياز لشتى أشكال النظم المعادية للديمقراطية لسلطات – أشكال مختلفة من التدجين تجاه المعارضة الإيرانية – كان أبرزها سياسات الحكومات الفرنسية والأمريكية المتواطئة مع إجراءات سلطة النظام القهرية في أعقاب انتصار ثورة الملالي المضادة – وقد استهدفت، على المدى الطويل تفصيل معارضات على مقاسات أجندتها، وصناعة أدوات سيطرتها السياسية والثقافية، وهو ما حصل عملياً، فعوضاً عن إدراك هذه الطبيعة المعادية للتغيير الديمقراطي في سياسات الحكومات الديمقراطية، أوروبياً وأمريكياً، وأخذها بعين الاعتبار القصوى في سياسيات وخطاب المقاومة، يُبرز خطاب مريم رجوي السياسي أفكار دعاية مختلفة، تتمحور حول التعويل على سياسات ودعم واشنطن وشركائها لنضالات الإيرانيين ضد طغمة الولي الفقيه، ولمسارات التغيير الديمقراطي، بما يؤكد طروحات دعاية واشنطن حول أكاذيب دعمها لقوى التغيير الديموقراطي؛ وهي أكبر خدمة يقدمها هذا النوع من الوعي السياسي والثقافي المُضلل للرأي العام لسياسيات الولايات المتحدة. من جهة ثانية، وبخلاف ذلك، جيرت سلطة الملالي البيئة السياسية التي أعقبت الغزو الأمريكي للعراق 2003 – وما حصل من بناء نظام سياسي تشاركي مع وكلاء إيران وأذرعها السياسية والميليشياوية – لتوجيه سلسلة من الهجمات الممنهجة، نجحت إلى حد كبير خلال سنوات في تحييد المقاومة الإيرانية التي تتخذ من العراق مرتكزها الرئيسي، ومنطلقها لتحدي الملالي، خاصة معسكر لبرتي، حيث موقع تمركز قوات المقاومة الإيرانية الأكبر خارج البلاد؛ ولم تجد السيدة رجوي ما تواجه به هذا التكامل الموضوعي، الأيرو – أمريكي، سوى بيانات التنديد، وإحصاء عدد الضحايا.

في متابعة خطاب السيدة رجوي السياسي، لا نجد صعوبة في تشخيص نفس أعراض عمى الألوان التي تعاني منه المعارضات السورية، ويجعلها تقدم وعياً سياسياً مضللاً لطبيعة الصراع وقواه، كما يتجسد في تعويلها على المجتمع الدولي، وقائدته الولايات المتحدة لدعم نضالات الشعب الإيراني، وجهوده لتغيير سلطة النظام، على طريق التغيير الديمقراطي؛ في جهل أو تجاهل لواقع الشراكة الاستراتيجية بين أهداف وأدوات المشروع الإيراني/الأمريكي للسيطرة الإقليمية، الذي يضمن بقاء مظلة الحماية الأمريكية؛ وهي أحد الأسباب الجوهرية لبقاء سلطة النظام الإيراني، وتجددها.

تتحدث السيدة رجوي في إحدى رسائلها لواجهات معارضات إيرانية في الولايات المتحدة عن توقع الشعب الإيراني من جميع الحكومات، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا، إعادة النظر في سياساتها والوقوف إلى جانب الشعب الإيراني!.

في إحدى خطبها حول تاريخ المقاومة الإيرانية، تسترسل السيدة رجوي في الحديث عن مزاياها الديمقراطية التي يجب أن تجعل من وقوف الولايات المتحدة وأوروبا الديمقراطية إلى جانب الشعب الإيراني، الحل الوحيد الصحيح والضروري والموثوق والمستقبلي، والاعتراف بنضال الشعب الإيراني من أجل إسقاط هذا النظام وإرساء الديمقراطية وحكم الشعب في بلاده، وهو حق غير قابل للتصرف، في جهل أو تجاهل مريب لحقائق السياسيات الأمريكية التي تجعل من تلك العوامل الديمقراطية ذاتها سبباً وجيهاً لدعم سلطة الملالي الاستبدادية!.[3]

هل حقاً تجهل السيدة رجوي استحالة أن تتجاهل الولايات المتحدة وشركائها أية سياسات على سطح الكوكب تضر بمصالحها، فما بالكم إذا كان الخطر يطول مصالح تلك الدول في قلب منطقة مثلث النفط والطاقة الاستراتيجي العالمي؟.

إذا كانت تجهل، فهي مصيبة، ستقود قيادتها المستمرة، التي ورثتها، نضالات الشعب الإيراني إلى المزيد من الهزائم، وهو المطلوب، من وجهة نظر مصالح واشنطن وباريس، التي تتحقق بوجود نظام الملالي، وليس بفضل نظام ديمقراطي!.

  • الكارثة الحقيقية على مآلات نضال الشعب الإيراني الديمقراطية تمثلها ما تسمى المعارضات القومية التي تشكل الوجه الآخر للإسلام السياسي في سوريا والإقليم، وتتقاطع جهودها مع الأدوار الوظيفية لقوى اليافطات القومية- السورية والعربية والكردية!.

في الواقع، لدينا في سلوك ووعي القوى القومية الإيرانية ما يؤكد حقيقة أن القومية السياسية هي في نهاية المطاف الوجه الآخر للإسلام السياسي!.

إذا غضضنا النظر عما شكلته التيارات القومية الرئيسة خلال حقبة الحرب الباردة من بطانة وغطاء لسلطات الأنظمة الديكتاتورية، العسكرية، التي تتناقض سياساتها مع أهداف وقوى ومشاعر القوميين أنفسهم، ناهيكم بالديمقراطية، فقد ساهم ما يقدمون في هذه المرحلة من الصراع من ثقافة وقراءة، وما يمارسون سياسياً، في إعطاء تبريرات لسياسات سلطات الأنظمة القمعية ضد جمهور الحراك الشعبي ونخبه؛ وقد صبت جهودها السياسية والميليشياوية في تيار حماية سلطات النظم الاستبدادية، ومثلت بعض أدوات تفتيت وحدة جمهور وحراك التغيير الديمقراطي، وتفشيل مقومات الدولة الوطنية!.

ليس غريباً عن سلوك نخب هذا التيار، الذي يتغطى بيافطات الديمقراطية والثورية، إنكار طابع الثورة الديمقراطي، وتركيز خطابها على أشكال التناقضات الاجتماعية والسياسية، الطائفية والإثنية، التي تبرر لها دعاية طروحاتها القومية، الانفصالية، بما يضلل السوريين، ويغطي على ارتهانها لأجندات قوى الثورة المضادة، على جميع الصعد!.

تقدم بعض أشكال الوعي السياسي النخبوي القومي الإيراني تبريراً، وتعطي غطاءً وطنياً لممارسات النظام القمعية، وتظهره بموقع الحامي لسيادة الدولة، ووحدة ترابها الوطني، في مواجهة مع قوى انفصالية، عندما تُعلن أنها تعتبر أن القوميات غير الفارسية تقع تحت سلطة احتلال فارسي وينبغي أن تستغل ظروف الحراك الشعبي لتحقيق استقلالها القومي، بغض النظر عن مآلات الصراع السياسي على السلطة، أو طبيعة السلطة المركزية![4].

لنستمع إلى ما يقوله السيد منصور الأهوازي، الناطق بلسان الجبهة الوطنية الديمقراطية الأحوازية، والمسؤول عن العلاقات العربية، على موقع Massar.IDM.org، في تعقيبه على طلب الأستاذ عماد الظواهرة بوضع الحضور بصورة ما يحدث اليوم على أرض الواقع:

خاض الأحوازيين ثمانية عشر انتفاضة وثورة ضد الاحتلال الإيراني، نحن كأحوازيين، نؤمن بتحرير الأحواز واستقلالها، صار للأحواز محتلة ما يُقارب المئة عام، يطمح شعبنا إلى الحرية والاستقلال، والخلاص من الهيمنة الإيرانية/والاحتلال الفارسي!.

الذي يحصل اليوم داخل إيران ليس بجديد، لأن الشعوب داخل إيران دائماً تنتفض ضد الاحتلال الفارسي، وتبعث برسائل للمجتمع الدولي، أن إيران ليست شعباً واحداً، وإنما شعوب أُحتلت من قبل إيران عام 1936، حين شُكلت إيران على حساب الشعوب غير الفارسية.

نحن ضد إسقاط النظام، نعتبر الثورة فرصة للأحوازيين لكي يأخذوا فرصتهم، مطالب الشعوب غير الفارسية تختلف عن مطالب الشعب الفارسي، الشعوب غير الفارسية تبحث عن الحرية والخلاص من الاحتلال.

هدفنا واضح، وهو تحرير الأحواز، والخلاص من الاحتلال الإيراني.

هل نحتاج إلى ذكاء خاص لكي نكتشف ما تؤدي إليه هذه الطروحات الاستقلالية بالمجمل والمحصلة، بغض النظر عن النوايا والوعي (وهي ليست بريئة، عند قيادات الصف الأول!)، من تبرير لسياسيات القمع، وتفتيت للجمهور ونخب المعارضة، وتغيير لطبيعة الصراع، لصالح السلطة ذاتها![5].


[1]– خطة مريم رجوي لمستقبل إيران في 10 مواد.
https://www.maryam-rajavi.com/ar/viewpoints/plan-for-future-of-iran/
1. لا لولاية الفقيه. نعم لحكم الشعب في جمهورية تعددية بأصوات حرة للشعب.

في نفس الإطار، تتساءل السيدة رجوي:

لماذا يعتبر الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني الحل الوحيد الصحيح والضروري والموثوق والمستقبلي؟

لأن الشعب الإيراني أصبح مرناً في النضال ضد دكتاتوريتي الشاه والملالي، وتبلورت حصيلة معاناتهم الطويلة في مقاومة تاريخية وبديل ديمقراطي.

تتجاهل السيدة رجوي أن في صيرورة المعارضة بديل ديمقراطي يكمن السبب الجوهري لدعم نظام الملالي، الاستبدادي، هل يُعقل أن تنطلي دعاية واشنطن وأكاذيبها حول حرصها لتعزيز الديمقراطية في منطقة مثلث النفط ومحيطه الجيوسياسي؟ وماذا عن الحقائق، منذ 1953؟.

[2]– في باريس حيث تُعسكر قيادة المقاومة الإيرانية السياسية، التي تقودها السيدة مريم رجوي، بعد عمليات تصفية ضد أهم رموزها الوطنية الديمقراطية، وفي مقدمتهم شابور بختيار 1991، ومسعود رجوي 2033، (الذي تم تغييبه في العراق 2033 بعد الغزو) يتم في الواقع احتجاز ما تبقى من قيادات المقاومة الإيرانية، في صالات فسيحة، تتسع للمهرجانات والخطب الرنانة، مقابل إطلاق يد الخميني وميليشياته للسيطرة على إيران!.

بغض النظر عن حيثيات اندلاع الحرب العراقية الإيرانية 1980 – التي أعطت نتائجها الولايات المتحدة فرصة ذهبية لتثبيت قواعد عسكرية دائمة في السعودية والعراق – فقد وفرت في الواقع، على الصعيد الداخلي، أفضل الظروف لمجموعة الخميني لتصفية الخصوم والمنافسين، وتثبيت أركان سلطة نظام ولي الفقيه!.

فقد شهدت تلك الحقبة الأكثر دموية في تاريخ إيران تحييد عشرات الألوف من ضباط الجيش الإيراني وعناصره، والآلاف من المعارضين السياسيين الذين أطلقت سراحهم حكومة بختيار الديمقراطية، التي قلبها الخميني في شباط 1979 – وقد رسمت أحداثها النهاية الطبيعية لفترة حكم بني صدر القصيرة، وقد اتُهم بتعطيل المجهود الحربي، وعزل بناء على قرار مرشد الثورة الإسلامية، وأصبحت حياته مهددة في الأيام القليلة التي تلت ذلك، فاختفى عن الأنظار، إلى أن استطاع الهرب إلى منفاه الاختياري في فرنسا، وكان أوفر حظاً من آخرين، لاقوا حتفهم، في ظروف صراع مكشوف، استخدمت فيه أذرع الحرس أقذر الوسائل، وصلت إلى درجة استخدام السلاح الأبيض، لقتل معارضين، وفي قلب عاصمة الديمقراطية وحقوق الإنسان – باريس – على مرأى ومسمع من أجهزة الحكومات الديمقراطية!.

خلال 1988، وقبل نهاية الحرب، أعدمت فرق موت خاصة، كان الرئيس إبراهيم رئيسي أبرز أعضاءها، حوالي 30000 سجين سياسي، متهمين بالانتماء لمجاهدي خلق.

[3]– مع الأسف، تساهم صالونات نخب المعارضات الإيرانية في ترويج ما يغيب طبيعة المصالح المشتركة بين سلطة النظام الإيراني والولايات المتحدة، التي تشكل، في نهاية التحليل، مظلة الحماية الأكثر فاعلية، يأتي في هذا رؤيتها لطبيعة الصراع المرتبط بمسرحية الصراع حول الملف النووي.

في رسالة إلى المؤتمرين في البرلمان الفرنسي، تقول السيدة رجوي زعيمة المقاومة الإيرانية:

على مدى العقود الأربعة الماضية، لم يدفع النظام الإيراني ثمن الجرائم التي ارتكبها داخل إيران وخارجه (وما تفسير ذلك، من وجهة نظر مصالح الدول القادرة على جعله يدفع الثمن، يا سيدة رجوي!؟) ولم تواجه أوروبا والمجتمع الدولي بشكل حاسم مع ممارسات هذا النظام. (هل كانت لتقف أوروبا والمجتمع الدولي متفرجين، لو كانت سياسات النظام تهدد مصالحهم؟ أي تسامح هذا؟!).
ثم تضيف: في أغسطس 2002، كشفت المقاومة عن الموقعين النوويين الرئيسيين للنظام (كثر خيركم، والله، كأن أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية عاجزة عن معرفتها!) مع الأسف، لم يستغل العالم هذه الفرصة لإنهاء الأنشطة الخطيرة للملالي بشكل دائم (أي تضليل هذا؟ لم يستغل كما يجهل هذا العالم مصالحه!).

من ناحية أخرى، ظل الملالي يضطهدون الشعب الإيراني طوال هذه السنوات؛ كما في الوقت نفسه، يواصلون زعزعة استقرار المنطقة، وخاصة في العراق ولبنان وسوريا واليمن.

باختصار، الشعب الإيراني مستعد أكثر من أي وقت مضى لإسقاط النظام، لقد حان الوقت لأن يقف المجتمع الدولي إلى جانب الشعب الإيراني ومطلبه في التغيير.

لقد أظهر الشعب الإيراني بوضوح رغبته وعزمه على التغيير. إنه يرفض هذا النظام برمته.. يتوقع الشعب الإيراني من جميع الحكومات، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا، إعادة النظر في سياساتها والوقوف إلى جانب الشعب الإيراني!.

تتجاهل السيدة رجوي أن في صيرورة المعارضة بديلاً ديمقراطياً يكمن السبب الجوهري لدعم نظام الملالي، الاستبدادي!! هل يُعقل أن تنطلي دعاية واشنطن وأكاذيبها حول حرصها لتعزيز الديمقراطية في منطقة مثلث النفط ومحيطه الجيوسياسي؟ وماذا عن الحقائق، منذ 1953؟

في عام 1977، على الرغم من وجود العدد الكبير من المستشارين في إيران، لم تستطع الولايات المتحدة فهم الواقع الموضوعي في إيران!!. (كم هم أغبياء هؤلاء الأمريكان، الذين أدركوا منذ اكتشاف النفط السعودي قيمة الكنز الذي تحتضنه دول المنطقة، وأسقطوا حكومة مصدق عندما قررت تأميم النفط!) في المقابل، كانت إيران توصف بجزيرة الاستقرار.

هل تريد الولايات المتحدة وأوروبا تكرار نفس التجربة هذه المرة أیضاً؟
نحن نقول، ‌يجب اتخاذ سياسة صحيحة مسؤولة، سياسة إبداء الحزم ضد النظام والوقوف إلى جانب الشعب الإيراني! أي تضليل هذا!.

[4]– تماما كما اعتبرت دعاية المعارضات الطائفية أن الأكثرية السنية تقع تحت احتلال سلطة الطائفة العلوية وحلفائها من الأقليات (غسان عبود!)، ودعايات القوميين الكرد بوقوع الكرد تحت احتلال شوفيني عربي، وأن التحرر الطائفي والقومي هي المهمة الأولى للأكثرية السنية وللشعب الكردي، وتصبح المهمة المركزية التحرر من سلطة احتلال طائفي/شوفينية – لاحظوا مدلول مفاهيم المناطق المحررة الذي روجته أورينت، وروج آفا، الذي أطلقته قسد على مناطق سيطرتها – ويصبح من الطبيعي أن تبحث تلك النخب عن دعم خارجي لتحقيق أهدافها التحررية، بموازاة حصول النظام على دعم لتثبيت سلطته، في مواجهة تحديات الحراك!.

أما صراع السوريين لتحقيق هدف الحراك الشعبي السلمي المركزي – الانتقال السياسي، فلم يُعد ضمن أجندات نضالهم، بل ويصبحون على استعداد للوصول إلى أية صفقة مع سلطة النظام نفسه، لشرعن إنجازاتهم التحررية!.

[5]– لنستمع إلى ما يقوله السيد هوفز، أحد رموز قيادات المعارضة الأذربيجانية:

من وجه نظرنا، لحقوقنا القومية الأولوية، والحديث عن حقوق الإنسان تحت سلطة الاحتلال هو خداع للنفس!.

من وجهة نظر الجانب الأذربيجاني، هذه ليست ثورة، وهي ليست مسألة حجاب، نحن نعتبر أنفسنا قومية كالعرب، ونحن تحت الاحتلال، لسنا أقلية، نحن شعب تركي، نسكن في جنوب أذربيجان.

هي ليست ثورة، ولا نريد ثورة، الشعب الأذربيجاني لا يسعى إلى ثورة، ولا إلى تغيير النظام، نحن لسنا أقلية تبحث عن حقوق الأقليات أو حقوق الإنسان.

نحن ببساطة أمة، ونريد حقوقنا القومية، بلدنا أذربيجان واقعة تحت الاحتلال الإيراني، نريد دولة أذربيجانية، على غرار الكثير من الدول العربية في المنطقة. المعارضة الأذربيجانية لا ترى فيما يحصل ثورة إلا إذا أدت إلى استقلال أذربيجان الجنوبية!.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني