fbpx

ارتفاع أقساط الجامعات في تركيا يمنع الطلاب اللاجئين من إتمام تعليمهم

1 209

يواجه الطلاب السوريون في تركيا مصاعب كبيرة في تسديد التكاليف الدراسية، لا سيما بعد ارتفاع الأقساط الجامعية التي تفوق قدراتهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وغلاء المعيشة عموماً.

أقساط الجامعات الحكومية كانت تتراوح بين 300-800 ليرة تركية وفق مصادر طلابية بينما في الوضع الحالي أصبحت مرتفعة جداً، ووصل بعضها إلى مئة ألف ليرة تركية للعام الواحد في بعض الفروع وباتت تهدد الطلاب بإيقاف دراستهم الجامعية.

إيقاف القيد الجامعي حل مؤقت

نينار برس التقت بعض الطلاب، ممن يعانون من ارتفاع أقساط الجامعات في تركيا، تقول أمينة الصالح: “أتيت مع عائلتي من حلب لاجئة إلى تركيا والتحقت بالمدارس التركية وأتممت دراستي الثانوية وتعلمت اللغة التركية، اجتزت امتحان المرحلة الثانوية بتفوق ومعدل عال يخولني الانتساب إلى كلية الصيدلة، التي أحلم أن أدرسها منذ طفولتي، وفعلاً تقدمت إلى الجامعة وتم قبولي بكلية الصيدلة في جامعة آرجيس – ولاية قيصري، وأتممت السنة الأولى بتفوق، وانتقلت إلى السنة الثانية، وهنا كانت الصدمة الكبرى، ازداد قسط الجامعة السنوي 9500 ليرة تركية للفصل الأول إلى 25000 ليرة تركية، وهذا المبلغ يعد كبيراً نظراً لظروف عائلتي الاقتصادية، التي تدهورت بعد غلاء معيشة وارتفاع إيجارات المنازل، ما وقف عائقاً أمام إتمام دراستي الجامعية، ما اضطرني إلى طلب توقيف قيدي الجامعي، ولا نستطيع فعل شيء الآن سوى الانتظار”.

أما الطالب محمد زكريا يقول: أتيت إلى تركيا عام 2018 ودرست في المدارس التركية وتعلمت اللغة التركية واجترت امتحان المرحلة الثانوية بنجاح، حصلت على قبول جامعي في جامعة أرجيس – ولاية قيصري، أتممت السنة الأولى في الجامعة وانتقلت إلى السنة الثانية بنجاح، بداية السنة الثانية ارتفعت رسوم الجامعات، كنت أدفع 1500 ليرة تركية للفصل الواحد، وهو مبلغ معقول ومناسب لي ولظروف عائلتي الاقتصادية، لكن الارتفاع الذي حصل اضطرني إلى إيقاف قيدي مؤقتاً، بسبب ارتفاع الرسوم وظروف عائلتي الاقتصادية الخاصة، فأني متوفى ومطلوب مني أن أعيل عائلتي.

إيقاف القيد حل مؤقت ريثما يستطيع الطالب تأمين الرسوم، وقد يضطر بعضهم للعمل من أجل ذلك ما يحملهم أعباء إضافية تفوق طاقتهم.

في هذا السياق يحدثنا الأستاذ الجامعي خليل خليل في كلية الإلهيات – جامعة عينتاب

“توجد أعداد كبيرة من الطلاب السورين في تركيا وهؤلاء لم يخرجوا من بلدهم قاصدين بلدنا للتعليم، إنهم يعيشون مع الأتراك في نفس المجتمع لذلك ينظمون حياتهم حسب الظروف الاقتصادية لهذا البلد، ويجب أن يعامل الطالب السوري مثل الطالب التركي، ومعاملة الطلاب السوريين كالأجانب مجحفة بحقهم، يحب أن يتخذ وضع خاص للطلاب السوريين، على الأقل من الناحية الإنسانية”.

حسب مجلس التعليم العالي التركي فقد بلغ عدد الطلاب السوريين العام الماضي في الجامعات المحلية 37225 من أصل 200000 طالب أجنبي.

وكان أكاديميون أتراك قد تحدثوا للعربي الجديد سابقاً عن أثر زيادة أقساط الجامعات وإلغاء الميزات الممنوحة للسوريين، وقد بيّنت الأستاذة عائشة في جامعة الفاتح أن هذه الإجراءات ستحرم أكثر من 70% من الطلاب من متابعة تحصيلهم العلمي، كون الأسر السورية في تركيا تؤمن تكاليف معيشتها بصعوبة في ظل ارتفاع الأسعار.

وكان مجلس التعليم العالي التركي قد أصدر قراراً يقضي بعدم إعفاء الطلاب السورين من أقساط الجامعات الأمر الذي سبب مخاوف لدى الطلاب الذين رأوا مستقبلهم الدراسي مهدداً.

والجدير بالذكر أن طلاباً سوريين حصدوا مراتب متقدمة خلال تخرجهم في عدة جامعات تركية متغلبين على جميع الصعوبات.

وفي هذا السياق يقول السيد “سعيد السقا” المختص بشؤون الطلبة: “يسبب موضوع غلاء الرسوم مشكلة كبيرة عند الطلاب السوريين الذين يعيش أغلبهم تحت خط الفقر في تركيا ويعانون من صعوبة تلبية احتياجاتهم اليومية فعبء الرسوم الدراسية يضيف أعباء إضافية إلى حياة الطالب فالطالب المتفوق الذي يطمح في دراسة الطب والصيدلة كان ضحية كبرى لأقساط هذه الكليات التي بلغت تكلفتها آلاف الدولارات سنوياً وهو ما لا تقدر عليه الأسر السورية فالطالب في هذه الحالة سيفقد حلمه في إتمام مسيرته التعليمية وهو الخطر الذي يهدد أحلام الطلاب السوريين لذلك فإن ارتفاع الرسوم الجامعية سوف يقلل من أعداد الطلاب السوريين ويخلق أثراً سلبياً في مسيرتهم التعليمية”.

وأخيراً قد يكون من المفيد تبني سياسات تعليمية تهدف إلى تخفيض التكاليف الدراسية للطلاب السوريين بهدف تمكينهم من استكمال تعليمهم وتحقيق أحلامهم وطموحاتهم.

استبيان حول ارتفاع الرسوم الجامعية

تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR” صحفيون من أجل حقوق الإنسان

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني